تجدد الغارات الإسرائيلية على بلدة بوداي في بعلبك بالبقاع اللبناني

logo
العالم

بعد عامين من الحرب.. هل تتخلى أمريكا عن أوكرانيا؟

بعد عامين من الحرب.. هل تتخلى أمريكا عن أوكرانيا؟
24 فبراير 2024، 3:02 م

يثير تراجع التزام الولايات المتحدة تجاه كييف مخاوف من احتمال انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، بعد مرور عامين على اندلاعها، وأن تجد أوروبا نفسها بمفردها في أي صراعات مستقبلية، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، إن بوتين راهن في بداية حربه على أوكرانيا في فبراير/شباط عام 2022، على أن الدول الغربية، خاصة الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية، لن تتمتع بالقدرة على تحمل معارضة هجومه على أوكرانيا، وسوف تذعن في النهاية لعملية "تقطيع أوصال أوكرانيا أو اختفائها التام".

وأضافت أنه بعد مرور عامين على بداية هذه الحرب، أثبتت أوكرانيا أنها "خصم لدود"، حيث استعادت نصف الأراضي التي احتلتها روسيا في البداية، وألحقت خسائر مذهلة بالجيش الروسي الأكثر قوة.

واعتبرت أن أوروبا استوعبت أيضًا الصدمة الاقتصادية الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، وعملت على تعزيز إنفاقها العسكري والتزاماتها تجاه أوكرانيا.

ولفتت الصحيفة إلى إقرار الاتحاد الأوروبي هذا الشهر حزمة مساعدات جديدة بقيمة 54 مليار دولار لكييف، متغلبًا على اعتراضات المجر.

لكن في المقابل، رأت الصحيفة أن رهان بوتين يؤتي ثماره في الولايات المتحدة، على الأقل في الوقت الحالي، حيث نجحت موسكو في إدخال نفسها في الحروب الثقافية الأمريكية.

وفي هذا الصدد، تشدد الصحيفة على أن دعم أوكرانيا داخل الولايات المتحدة، الذي كان يعتبر على نطاق واسع قبل عامين مصلحة وطنية أمريكية بديهية، أصبح الآن قضية حزبية مثيرة للانقسام في عام الانتخابات.

وقالت الصحيفة: "بدأ جزء ملحوظ من اليمين الجمهوري في الإعراب عن إعجابه ببوتين، وحتى بجمال مترو الأنفاق في موسكو، وجودة محلات السوبر ماركت الروسية، في حين أعربوا عن إزدرائهم للحكومة والجيش المحاصرين في أوكرانيا".



وأشارت إلى أن القيادة الجمهورية في مجلس النواب ظلت لعدة أشهر تمنع التشريع الذي من شأنه أن يسمح بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بما في ذلك مشروع القانون الأخير الذي وافق عليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي بأغلبية 70 صوتًا مقابل 29 صوتًا في مجلس الشيوخ، إذ تسبب ذلك بالفعل في نقص حاد في قذائف المدفعية لدى الوحدات الأوكرانية المقاتلة.

ووفق الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الأوكرانيين، فإن هذا هو السبب الرئيس وراء تمكن روسيا من الاستيلاء على مدينة أفدييفكا الأوكرانية الشهر الجاري، وهو أول تقدم كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ مايو/أيار، وفق الصحيفة.

وشددت "وول ستريت جورنال" على أن الطبيعة المفاجئة لقطع الإمدادات، التي جاءت بعد أشهر من التأكيدات الحزبية بأن الأسلحة الأمريكية سوف تستمر بطريقة أو بأخرى، تركت أوكرانيا في موقف ضعيف بشكل خاص.

وأشارت إلى أن "الأمر لا يقتصر على قطع المساعدات الأمريكية فحسب، بل تم قطعها دون سابق إنذار، ودون منح كييف وقتًا للتكيف".

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاغورودنيوك، قول:ه "من الواضح أن روسيا يمكن أن تكون لها اليد العليا إذا لم يكن لدى أوكرانيا ما تحتاجه للدفاع عن نفسها"، مضيفًا: "إذا لم يتم حل هذه الأزمة، ولم تحصل أوكرانيا على المساعدة، فستصبح هدية كبيرة لبوتين".

ونوهت الصحيفة إلى أن احتمال خسارة أوكرانيا "المتفوقة في الأسلحة" لمزيد من الأراضي في الأشهر المقبلة، إلى جانب الشكوك الجديدة حول التزام أمريكا بالدفاع عن حلفائها إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العام المقبل، يثير قلق الديمقراطيات في أوروبا وخارجها على نحو متزايد.

وأردفت قائلة: "يعود هذا بشكل خاص إلى أن بوتين أنشأ تحالفًا عسكريًّا فعليًّا مع الأنظمة المارقة في كوريا الشمالية وإيران، بينما أصبح أكثر قربًا من الصين الاستبدادية".

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الشعور بالقلق مرتفع بشكل خاص في تايوان، وهي جزيرة ديمقراطية تعتبرها بكين "مقاطعة متمردة"، وتعهدت "بإعادة التوحيد" مع البر الرئيس.

وحذرت الصحيفة من أن انسحاب أمريكا من أوكرانيا، إذا حدث، "سيكون كارثة وسيشجع الطغاة في بكين وكوريا الشمالية ودول أخرى".

ولفتت إلى أن هذا التحذير رددته إدارة بايدن وبعض الجمهوريين البارزين، بما في ذلك زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي ساعد في رعاية مشروع القانون الذي وافق عليه الحزبان الشهر الجاري، والذي سيوفر 95 مليار دولار من المساعدات لكل من أوكرانيا، وإسرائيل، وتايوان.



وفي حين تمثل أوروبا وغيرها من الحلفاء أكثر من نصف الدعم الغربي لأوكرانيا، إلا أن الولايات المتحدة فقط هي التي تمتلك مخزونات من الذخيرة وغيرها من الأسلحة، مثل صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية، التي يمكن أن تساعد القوات الأوكرانية بشكل كبير في المستقبل القريب، وفق التقرير.

وتقول الصحيفة، إن المسؤولين في واشنطن والعواصم الأوروبية يشككون في احتمالات إجراء أي محادثات سلام مع روسيا، ويستبعدون أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.

وتابعت: "وفي حين تقول أوكرانيا إنها غير مستعدة للقبول بأي شيء أقل من استعادة 18% من أراضيها المعترف بها دوليًّا، والتي تسيطر عليها روسيا حاليًّا، إلا أن موسكو لم تتخلى عن هدفها الحربي الأولي المتمثل في السيطرة على أوكرانيا بأكملها".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المسؤول الأوكراني الكبير، صامويل شاراب، قوله: "لقد زاد مستوى الاستثمار الأمريكي في مشروع استقلال أوكرانيا، وبالتالي "ازداد" مدى الحكم على مصداقية الولايات المتحدة على أساس قدرة روسيا على تحقيق أو عدم تحقيق أهدافها في أوكرانيا".

ورغم كل مكاسبه الأخيرة في أفدييفكا، فإن الجيش الروسي هو أيضًا قوة منهكة، وهي قوة تخسر عددًا من الدبابات ومدافع الهاوتزر وغيرها من المعدات العسكرية لصالح القوات الأوكرانية، يفوق القدرة على إنتاجها أو تجديدها، بحسب الصحيفة.

ونقلت عن الزميل الكبير المساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد، فرانز ستيفان جادي، قوله إن الاستنزاف يعمل حاليًّا لصالح أوكرانيا، على الرغم من أن هذه النسبة المفضلة تتناقص تدريجيًّا بسبب تقنين الذخيرة.

وأضاف أنه بمرور الوقت، ينبغي أن تسمح مرحلة الاستنزاف هذه للقوات الأوكرانية باستئناف العمليات الهجومية إذا استمرت المساعدات الغربية.

أخبار ذات صلة

في ذكرى الحرب.. بريطانيا تدعم أوكرانيا "لتجديد مخزون ذخيرتها"

           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC