جيش كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ أرسلت 3000 جندي إضافي إلى روسيا هذا العام
يقف المشهد السياسي التركي أمام مجموعة من السيناريوهات المرتقبة في ظل النزاع الحاد القائم مبكرًا على انتخابات الرئاسة.
وفي هذا السياق، تعرض رئيس بلدية إسطنبول، المرشح القوي المحتمل أكرم إمام أوغلو لعملية اعتقال تفجرت إثرها الأوضاع السياسية في الشارع التركي.
ولا يملك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب الدستور الحالي، إمكانية الترشح مجددًا في الانتخابات الرئاسية عام 2028.
السيناريوهات المرتقبة لا تتركز فقط في الذهاب إلى إجراء انتخابات مبكرة خلال العامين القادمين عبر افتعال أحداث في الشارع السياسي، ولكن هناك سيناريوهات أخرى منها عقد اتفاق بين دائرة أردوغان مع حزب الديمقراطية والمساواة الكردي ديم، لدعمه في تعديل الدستور لترشيح نفسه مجددا، مقابل إعطاء الأكراد بعض حقوقهم والنص على ذلك بالدستور.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في تركيا عام 2028، حيث استنفد أردوغان فرص الترشح للرئاسة المحددة بولايتين رئاسيتين، وإذا رغب في الترشح مرة أخرى، عليه الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء فترته الرئاسية الحالية، أو تعديل الدستور.
واعتقلت السلطات التركية الأربعاء الماضي، المرشح المحتمل إمام أوغلو بتهم تشمل الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، في خطوة انتقدها حزب المعارضة الرئيسي "الشعب الجمهوري" واعتبرها محاولة انقلاب على الرئيس المقبل.
ويرى الخبير في الشؤون التركية، حسين عمر، أن جذور المشكلة تعود إلى أعوام سابقة في إطار رغبة أردوغان في الانفراد بالسلطة، ما أدى إلى مواجهة "المعارضة الرئيسية الكمالية" التي يقودها "حزب الشعب الجمهوري"، وذلك بتوجيه بعض التهم وسط انتظار أحداث دراماتيكية في هذه المرحلة، وفق قوله.
وبين عمر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك العديد من السيناريوهات المرتقبة لهذا الصدام في تركيا، لا تقتصر على الذهاب إلى إجراء انتخابات مبكرة يتم تجهيز الأرضية لها من جانب حزب العدالة والتنمية.
وأوضح أن هناك سيناريوهات أخرى مهمة أبرزها توجيه ضربة للمعارضة.
وأضاف عمر أن كل السيناريوهات واردة في ظل مواجهة تركيا مخاطر داخلية بالدرجة الأولى لاسيما بعد أن أعلن الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان عن مشروعه لحل القضية الكردية بالاتفاق إذا رغبت حكومة أردوغان بذلك.
وأشار إلى أن أردوغان لم يذهب إلى أي خطوة جادة على الرغم من إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار، وفق قوله.
وذكر عمر أن أردوغان يستهدف تطويع حزب الشعب الجمهوري باعتقال أهم رموزه للذهاب خلال العامين المقبلين إلى إجراء انتخابات مبكرة كي يستطيع ترشيح نفسه قانونيًا مرة أخرى، وفق قراءته.
وبيّن أنه في حال انتهاء مدته الرئاسية الحالية في 2028 لن يستطيع خوض الانتخابات مجددًا إلا من خلال تعديل الدستور، وهذا يتطلب عقد اتفاق مع حزب الديمقراطية والمساواة الكردي ديم، ليدعمه في تعديل الدستور لترشيح نفسه مجددًا مقابل إعطاء الأكراد بعض حقوقهم والنص على ذلك في الدستور.
من جهته، وصف الباحث السياسي المختص في الشأن التركي نضال هواري، اعتقال إمام أوغلو بهذا الشكل أنه بمثابة "الانقلاب السياسي"، على حد تعبيره.
وذكر لـ"إرم نيوز" أنه كان من المقرر أن يقوم حزب الشعب الجمهوري، يوم الأحد المقبل، بانتخاب أكرم إمام أوغلو على المستوى الداخلي السياسي والشعبي، ليكون مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأشار إلى أنه جرى الذهاب إلى أدوات أخرى لوضع عراقيل أمام إمكانية ترشح أوغلو بإلغاء شهادته الجامعية، ما يمنع الدفع به قانونيًا للترشح.
وأوضح هواري أنه بالرغم من أن انتخابات الرئاسة مقررة بعد 3 سنوات فإنها انطلقت مع هذه الأحداث، وسط سيناريوهات يستهدفها محيط أردوغان.
وقال إن من السيناريوهات المحتملة "افتعال انفلات أمني في الشارع للقيام بحملات ملاحقة للمعارضة، مما يترتب عليه إلقاء تهم بحق إمام أوغلو بتهديد السلم الداخلي".
وأضاف أنه يتم تمهيد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة ليبقى أردوغان في السلطة في وقت يمنعه فيه الدستور من الترشح في انتخابات 2028.
