إعلام فلسطيني: 6 قتلى إثر قصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في مواصي خان يونس جنوبي غزة
قال خبراء سياسيون متخصصون في الشأن الروسي الأوكراني إن اجتماع مجلس الأمن الأوروبي المصغّر الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحمل أبعادًا استراتيجية مهمة في توقيت حساس بالتزامن مع الموقف الأمريكي.
وأضاف الخبراء أن الاجتماع يهدف إلى تعزيز قدرات أوروبا الدفاعية، ودعم أوكرانيا، وتأمين موقع أوروبي في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
والهدف الأساسي لهذا الاجتماع هو تنسيق الرد الأوروبي المشترك على المستجدات الأخيرة، خاصة بعد الاتصال الذي جرى بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، والتصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ، والتي فرضت واقعًا جديدًا يستدعي استجابة أوروبية عاجلة.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن اختيار ماكرون لهذا التنسيق المصغّر بدلًا من عقد قمة أوروبية موسعة يهدف إلى تسريع التوافق بين القوى الرئيسية في أوروبا قبل خوض نقاشات أوسع في بروكسل داخل الاتحاد الأوروبي، أو ضمن حلف الناتو في إيفر.
هذا القرار جاء لتجنب أي مظاهر للانقسام، خاصة أن وجود قادة مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أو رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو -المعروفين بتوجهاتهم المؤيدة لترامب- كان سيعقّد الموقف.
ويرى بيير فيرنيه، المحلل السياسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، أن اجتماع باريس ليس مجرد استجابة طارئة، بل خطوة نحو ترسيخ ما يمكن تسميته بـ"مجلس الأمن الأوروبي المصغّر"، الذي قد يصبح آلية دائمة لتنسيق المواقف الدفاعية الأوروبية بمعزل عن التأثيرات الأمريكية المباشرة".
وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أنّ هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي يتزامن مع مرور 3 سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأيضًا بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للقاء مرتقب بين الجانبين الروسي والأوكراني في المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن تلك الفعاليات جعلت من الضروري إثبات أن أوروبا لا يمكن استبعادها من الملف الأوكراني، وضرورة أن يكون هناك رأي أوروبي موحد، وهو ما يفعله ماكرون.
بدوره، قال لوران دو بوا، الخبير في الشؤون الأوروبية في مركز مونتين للدراسات، إن "الاجتماع يعكس إدراكًا أوروبيًا بأن عليهم التحرك بسرعة قبل أن تفرض الولايات المتحدة وروسيا تسويات دبلوماسية قد لا تكون في مصلحة القارة".
وأشار دو بوا في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن غياب دول مثل رومانيا والتشيك عن الاجتماع قد يخلق استياء داخل الاتحاد الأوروبي، مضيفًا "خاصة أن هذه الدول تتحمل العبء الأكبر من تداعيات الحرب، سواء من حيث استقبال اللاجئين الأوكرانيين أو في إدارة إمدادات الأسلحة".
وأثار استبعاد بعض الدول الأوروبية من الاجتماع انتقادات حادة، فقد أعربت سلوفينيا عن أسفها على عدم توجيه الدعوة لجميع الأعضاء، معتبرة أن ذلك يعكس "تمييزًا داخل الاتحاد الأوروبي".
كما أبدت رومانيا وجمهورية التشيك استياءً مماثلًا، وتعتبر التشيك "واحدة من الدول الأكثر انخراطًا في دعم أوكرانيا عسكريًا وإنسانيًا".
على الجانب الآخر، وجهت المجر انتقادات لاذعة للاجتماع، واصفة إياه بـ"الاجتماع المؤيد للحرب"، إذ اعتبر وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن "المشاركين في قمة باريس هم من أشعلوا فتيل التصعيد في أوروبا منذ 3 سنوات، وهم الآن يجتمعون ليواصلوا هذا النهج"، وفق تعبيره، مؤكدًا أن بلاده "تدعم مساعي ترامب لعقد مفاوضات مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة بدلًا من تأجيج الصراع".