عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

أمريكا تجني ثمار أخطاء الصين في القارة السمراء

أمريكا تجني ثمار أخطاء الصين في القارة السمراء
23 يناير 2024، 4:28 ص

ساعدت أخطاء ارتكبتها الصين على طول ممر السكك الحديدية الحيوي بمدينة لوينا الأنغولية، على خلق انفتاح مفاجئ للولايات المتحدة، التي تجد نفسها بموقف متحدٍ للهيمنة التجارية لبكين، في دول مثل أنغولا، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، "راقبت واشنطن على مدى العقد الماضي، حملة البنية التحتية للحزام والطريق الصينية التي وسعت نفوذ بكين عبر أفريقيا، بينما حققت روسيا مكاسب أيضا، حيث قدمت مجموعة فاغنر، الدعم العسكري للحكومات الأفريقية، ثم استخرجت الذهب والماس في بعض بلدان القارة".

وقالت إن "أنغولا رفضت في 2022 عرضًا صينيًا لإعادة تأهيل وتشغيل خدمة الشحن على طول خط لوبيتو كوريدور، وبدلا من ذلك، منحت امتيازا مدته 30 عاما لتحالف أوروبي تدعمه واشنطن لنقل ملايين الأطنان من معادن الطاقة الخضراء مثل النحاس والمنغنيز والكوبالت، من الكونغو إلى ساحل أنغولا على المحيط الأطلسي".

ونقلت الصحيفة عن أليكس فاينز، مدير برنامج أفريقيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث بريطاني قوله "لقد أطلقوا النار على أقواس الصينيين"، مشيرة إلى أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، جعلت تحسين العلاقات التجارية مع أفريقيا أولوية في السياسة الخارجية".

وأردفت أن "الفوز بعطاء بالسكك الحديدية، إلى جانب العديد من الانقلابات التجارية الغربية الأخرى الأخيرة، يظهر أن الولايات المتحدة وحلفاءها قادرون على الصمود في سعيهم للحصول على المركز الاقتصادي والنفوذ السياسي في أفريقيا"، لافتة إلى أن "بنك التصدير والاستيراد الأمريكي، أقرض أنغولا 900 مليون دولار لشراء معدات أمريكية لمشاريع الطاقة الشمسية التي من المتوقع أن تزود نصف مليون منزل بالطاقة".

وفي الشهر الماضي، وقع اتحاد السكك الحديدية الأمريكية ومقره تكساس، مذكرة تفاهم مع الحكومة الأنغولية لاستكشاف تطوير طريق قطار موازٍ إلى الكونغو يمر عبر شمال أنغولا، وقدرت وزارة النقل الأنغولية حجم الاستثمار المحتمل المرتبط بالمشروع، الذي سيركز بشكل أكبر على التجارة الزراعية، بمبلغ 4.5 مليار دولار.

ونقلت الصحيفة عن تولينابو موشينغي، سفير الولايات المتحدة في لواندا، عاصمة أنغولا قوله، إن "ما نطلبه من الأنغوليين هو أن يمنحونا الفرصة لتقديم النموذج الأمريكي، وأن يمنحوني الفرصة للتواجد على الطاولة والمنافسة، نعلم أن نموذجنا سيكون جذابا للأنغوليين في نهاية المطاف وبأنهم سيختاروننا."

وشددت على أن "الأعمال الصينية الرديئة لخط سكة الحديد الذي يبلغ طوله 800 ميل الذي يربط ميناء لوبيتو الأنغولي على المحيط الأطلسي بالكونغو الغنية بالمعادن، أدت إلى تعطل المحطات، وتعطل أنظمة السلامة، وتعطل خوادم الكمبيوتر، وانقطاع خطوط الهاتف، ما جعل القطارات عرضة للخطر".

ووفقا للصحيفة، فإن "الولايات المتحدة لا تخجل من إعلان فوزها بمشروع خطط السكك الحديدية ، حيث يعتبره بايدن استثمارا إقليميا يغير قواعد اللعبة، وأن الجيش الأنغولي الذي يحمل الكلاشينكوف، يتفاوض على صفقة لشراء أسلحة أمريكية، بما في ذلك الطائرات والدبابات".

وقد اختارت القيادة الأمريكية في أفريقيا، أنغولا كموقع للتجمع الذي استضافته الولايات المتحدة العام الماضي لكبار ضباط المخابرات الأفارقة، وأن المسؤولين الأمريكيين والأنغوليين يتبادلون التقارير حول ما يجري في المناطق الساخنة مثل الكونغو وشمال موزمبيق.

وأفادت الصحيفة، بأن "شركات النفط الأمريكية مثل شيفرون وإكسون موبيل، كانت نشطة للغاية لعقود من الزمن في أفريقيا، واستمرت في العمل في جيب كابيندا الغني بالنفط في أنغولا حتى مع اندلاع الحرب الأهلية، لكنها نوهت إلى أنه "لا يزال أمام الولايات المتحدة، الكثير من العمل للحاق بالركب حيث تنظر العديد من الشركات الأمريكية إلى أفريقيا على أنها محفوفة بالمخاطر سياسيا واقتصاديا".

في هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن ريكاردو دابرو، وزير النقل الأنغولي قوله، "لقد تم استبعاد أفريقيا من أجندة الشركات الكبرى في أمريكا، لن أضع كل المسؤولية على الجانب الأمريكي فنحن بحاجة إلى القيام بدورنا أيضًا”.

وذكرت أن "أنغولا تعد إلى حد بعيد أكبر متلق أفريقي لقروض البنية التحتية الصينية، حيث اقترضت 42.6 مليار دولار لتمويل مشاريع للتعدين والطاقة والنقل وغيرها من المشاريع بين 2000 و2020، وفقًا للباحثين في مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن، لكن الصين قامت مؤخراً بكبح جماح الإقراض الذي تقدمه لأفريقيا".

ورأت "وول ستريت جورنال"، أن "أنغولا تكره خوض معركة علنية مع الصين، حليفتها ودائنتها منذ فترة طويلة، إذ قال وزير النقل الأنجولي نحن ملتزمون بالحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الصين، لكن أيضا لدينا مصالحنا الخاصة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC