عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم

بين ترامب وهاريس.. إلى من يميل "مزاج" برلين؟

بين ترامب وهاريس.. إلى من يميل "مزاج" برلين؟
ترامب وهاريسالمصدر: إرم نيوز
28 يوليو 2024، 9:18 ص

لا تسمح الأعراف الدبلوماسية للحكومات والدول الإعلان بشكل رسمي، عن تفضيل مرشح رئاسي على آخر، في دولة ما، غير أن مزاج برلين يميل إلى المرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس، بدلا من المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

ويرى خبراء ان هذا التفضيل الألماني، غير المعلن، مرده إلى اعتقاد الأوربيين عامة، وألمانيا خاصة، أن هاريس ستعمل في حال رئاستها الولايات المتحدة على "تعزيز علاقات التعاون بين ضفتي الأطلسي"، كما يتجلى في أرشيف تصريحاتها التي تنطوي على احترام العلاقة مع الحلفاء، وعلى رأسهم، بالطبع، دول أوروبا.

أخبار ذات علاقة

في أحدث استطلاع.. ترامب يتقدم على هاريس

 

وما يعزز مثل هذا الارتياح الألماني حيال سياسة هاريس المنتظرة، هو  التجربة السابقة التي عاشها الألمان مع واشنطن خلال الولاية الأولى لترامب الذي "أظهر استخفافا بالعلاقات التقليدية لبلاده مع أوروبا".

"أمريكا أولا"

ووفقا للخبراء، لم يكتف ترامب بذلك، بل كان يتباهى على الدوام برفع شعار "أمريكا أولا"، ضاربا عرض الحائط بالبروتوكولات التي تنظم العلاقات بين الدول.

ولعل أكثر ما تتوجس منه برلين هو موقف ترامب من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فهو كان يطالب ألمانيا برفع نسبة إنفاقها عل الحلف، حتى قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا، ويهدد بوقف الدعم عن هذا الحلف الذي أصبحت الحاجة إليه أقوى بالنسبة للقارة العجوز في ظل الحرب الأوكرانية، وطموحات بوتين "التوسعية"، وفقا لقراءة الغرب.

ومن هنا نفهم الترحيب الألماني بانسحاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن من السباق الرئاسي، ذلك أن هذه الخطوة عززت آمال "خصوم ترامب" بفوز الديمقراطيين بعد أن كانت الأفضلية لترامب في حال استمر بايدن في المنافسة.

وفور إعلان الانسحاب، سارع المستشار الألماني أولاف شولتس إلى القول بأن فوز كاملا هاريس في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، هو أمر "ممكن"، مشيدا بخصال نائبة بايدن. 

وأوضح شولتس بأنها "سياسية كفؤة وذات خبرة ولديها رؤية واضحة جدا عن الدور الذي تؤديه بلادها وعن التطورات العالمية والتحديات المقبلة". 

وذهبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في الاتجاه نفسه، حين أشادت، دون أن تسمي هاريس، بدور المرأة في العمل السياسي، حين صرحت بأن "الكثير من هرمون التستوستيرون ينتشر بأكثر من المستوى المتوقع في بعض الأحيان. (..) قد لا تسبب النساء القويات أي ضرر في مواقف معينة، بل قد تحققن فائدة". 

مزاجية

ونقل موقع "شبيغل أونلاين" الألماني عن ميتين هاكفيردي خبير الشؤون الأمريكية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم الذي ينتمي إليه المستشار شولتس، قوله إن هاريس "مناصرة بالفطرة للعلاقات الأطلسية". 

بدوره قال الباحث السياسي الألماني أنطونيوس سوريس "في نهاية المطاف من الصعب أن نبقى شركاء في ظل إدارة صعبة يقودها دونالد ترامب"، بحسب تصريحات لموقع "يورو نيوز" اليوم أمس السبت.

ولا يقتصر الأمر على مواقف ترامب حيال الإنفاق العسكري، ولكن أيضاً بسبب السياسات التجارية لترامب عبر الأطلسي وتهديداته بشأن التعريفات الجمركية، كما كان الأمر حين طالب في ولايته الأولى بفرض رسوم عالية على السيارات الألمانية الفاخرة، وهو ما قد يتكرر في ولايته الثانية.

ويوضح خبراء أن النظرة الراسخة في أوروبا هي أن ترامب يحكم بمزاجية ولا يمكن التنبؤ بقراراته "السريعة والمتهورة".

وينقل "يورو نيوز" عن فيليب ميدونيك الباحث في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، قوله إن ترامب دمج في ولايته السابقة بين السياسة الأمنية والاقتصاد والسياسة الخارجية بطرق غير تقليدية، ومن المرجح أن يستمر في هذا النهج". 

ويحذر ميدونيك أيضًا من مخاطر تهميش ألمانيا وأوروبا، فيقول: "أحد أكبر المخاوف هو احتمال أن يتفاوض ترامب مع بوتين دون إشراك ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي أو حتى أوكرانيا؛ ما قد يترك برلين في عزلة حيث تُتخذ قرارات مصيرية تؤثر مباشرة على أمنها."

كامالا النقيض

وعلى عكس ترامب "المندفع دون ضوابط"، تميز أداء نائبة الرئيس كامالا هاريس، بالالتزام والطموح والهدوء.

أخبار ذات علاقة

ترامب وهاريس.. أوراق انتخابية للإطاحة بالخصم

 

ووفقا لخبراء، تدرك هاريس أهمية العلاقة مع ألمانيا؛ إذ أكدت في أكثر من مناسبة على ضرورة الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والأمنية الوثيقة بين ضفتي الأطلسي.

وفيما يخص الناتو، أكدت هاريس دعمها لهذا التحالف الدفاعي، وأثنت على ألمانيا لدورها ضمن هذا الهيكل.

وتظهر تقارير الإعلام الألماني أن هاريس شددت مرارا على ضرورة العمل المشترك مع الحلفاء لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والإرهاب والجرائم الإلكترونية، كما تدعم المؤسسات والاتفاقيات المتعددة الأطراف. 

وتدعو هاريس لتمتين العلاقة مع حلفاء بلادها التقليديين واحترام الأعراف الدولية، وهذا ما يفسر الدعم الواضح الذي تلقاه هاريس في الأوساط الألمانية، من دون أن يغلف ذلك بطابع رسمي. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC