عاجل

قتلى في استهداف إسرائيلي لمنزل بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة

logo
العالم

"فورين أفيرز": التكنولوجيا وعنصر المفاجأة يمكنهما وضع روسيا في موقف دفاعي

"فورين أفيرز": التكنولوجيا وعنصر المفاجأة يمكنهما وضع روسيا في موقف دفاعي
18 يناير 2024، 9:54 م

قال تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن الحرب الشاملة التي تخوضها أوكرانيا مع روسيا لطالما كانت تتسم بصعوبة كبيرة للغاية.

فخلال العام الأول من الحرب ورغم أن روسيا تكبدت خسائر فادحة، تمكنت كييف من تحرير ما يقرب من نصف الأراضي التي استولت عليها موسكو في هجومها الأولي.

ورغم ذلك، روسيا واصلت قصف المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة، بهجمات صاروخية، ودفعت الملايين من الأوكرانيين إلى تحمل أعباء ما أسمته المجلة "الاحتلال الروسي".

وقالت إن "العام الثاني من الحرب كان يدور حول صد أوكرانيا للهجمات الروسية في الشرق، وشهد العام حملة أوكرانية في البحر الأسود وشبه جزيرة القرم، ولكن الأهم من ذلك كله ما كان يتعلق بإطلاق كييف هجومًا بريًا مضادًا والذي تقول المجلة إنه توقف قبل أن يتمكن من قطع الطرق البرية الروسية إلى شبه جزيرة القرم".

وأردفت المجلة: "بحلول نهاية العام، وجدت كييف نفسها في موقف دفاعي نشط عبر جزء كبير من خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 ميل، وذلك لصد التقدم الروسي رغم بقاء الكثير مما يجب القيام به على الخطوط الأمامية".

ورأت أن أوكرانيا حققت "انتصارات تكتيكية" في الحرب، لكنها أشارت إلى أنه بات من السهل الآن فهم الأسباب التي دفعت القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوزني إلى الإعلان، في نوفمبر الماضي، بأن "الحرب وصلت إلى طريق مسدود".

ونقلت "فورين أفيرز" عن مجموعة متزايدة من المحللين والمسؤولين الغربيين قولهم إنه "من غير المرجح أن تحقق أوكرانيا مكاسب كبيرة في الحرب خلال الأشهر المقبلة ناهيك عن تحقيق نصر صريح".

كيف يمكن لأوكرانيا كسب الميزة التنافسية؟

واقترحت المجلة بأنه"لكي تنجح أوكرانيا في مساعيها لإخراج القوات الروسية من أراضيها عليها أن تكسب السباق التكنولوجي والإنتاجي لبناء أنظمة الأسلحة الرئيسة الحديثة لهذه الحرب، وليس فقط التنافس على الأنظمة القديمة التقليدية للحرب مثل سلاحي المدفعية والدبابات".

وتقول المجلة: "استخدمت أوكرانيا طائرات مسيّرة صغيرة للمساعدة في الحفاظ على الذخيرة وإسقاط أنظمة الأسلحة الروسية باهظة الثمن، حيث حققت نجاحًا هائلاً ضد روسيا في البحر الأسود من خلال اعتماد تكتيكات أخرى غير تقليدية".

وقالت: "من خلال توسيع هذا النهج وتعزيزه، فإنه يمكن للقوات الأوكرانية تعطيل القوات الروسية وإضعافها بشكل كبير، مما يجبر موسكو في النهاية على التراجع".

ورأت المجلة أن الحرب ضد روسيا هي "في نهاية المطاف معركة تكنولوجية" تستخدم فيها الطائرات المسيّرة والأسلحة الموجهة بدقة والتي يجب "أن تتعامل مع أنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة"، مشيرة إلى أن امتلاك أوكرانيا لمثل هذه الأنظمة التكنولوجية للحرب الحديثة سيسهم إلى جانب القوة النارية الأخرى، وطائرات إف - ١٦، إلى منح أوكرانيا الميزة التنافسية في الحرب.

وتقول المجلة إن "على الولايات المتحدة وأوروبا التوقف عن الحديث عن المفاوضات التي لم تكن أبدا وسيلة قابلة للتطبيق لإنهاء الصراع".

وأردفت: "أدرك الأوكرانيون أن هزيمة روسيا ستشكل تحديًا هائلاً، خاصة أن النصر لا يتطلب الالتزام والتضحية فحسب، بل يتطلب أيضًا تخطيطًا دقيقًا يستهدف استغلال نقاط ضعف موسكو".

وأشارت إلى أنه "لا جدوى من محاولة محاربة روسيا من خلال التفوق عليها أو المواجهة المباشرة مع مجمعها الصناعي العسكري الضخم"، معتبرة أن "كفة روسيا هي الراجحة في هذا الميزان".

واعتبرت المجلة أن "موسكو تمكنت حتى الآن من تحويل الحرب إلى حرب استنزاف، والتعويض عن افتقارها إلى التكنولوجيا من خلال الزج بأعداد كبيرة من الناس في المعركة وتسليحهم بأسلحة المدرسة القديمة".

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة رسخت مكانتها كزعيم للتحالف الغربي من أجل أوكرانيا، إلا أن روسيا أدركت بسرعة أن واشنطن كانت خائفة جدًا من التصعيد بحيث لا يمكنها مساعدة أوكرانيا بشكل كامل.

وأشارت إلى أن "موسكو نجحت في استغلال هذه المخاوف لكي تضمن أن الولايات المتحدة أرسلت أسلحة إلى أوكرانيا في وقت متأخر بكثير عما كان ينبغي".

وشددت على أن "إرسال الغرب والولايات المتحدة كميات ضئيلة من الأسلحة لأوكرانيا، قابله استثمار روسي نشط في التكنولوجيا المبتكرة، مثل الحرب الإلكترونية، والدفاع الجوي، والطائرات دون طيار الجديدة".

واعتبرت "فورين أفيرز" بأنه "يتعين على أوكرانيا وحلفائها الغربيين أن يحرموا روسيا من القدرة على ممارسة لعبتها تلك، وبأنه يجب على الحلفاء أن يتوقفوا عن الردع الذاتي، وأن يقدموا كميات أكبر كثيرًا من الأسلحة التقليدية، فضلاً عن أنواع مبتكرة من المعدات لأوكرانيا".

ولفتت إلى أن "أوكرانيا قد لا تكون هي التي تنتصر في الحرب الآن، ولكن روسيا أيضًا ليست كذلك، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها روسيا في الذخيرة والمعدات والأفراد، فإن المكاسب التي حققتها روسيا خلال الأشهر الأخيرة كانت ضئيلة للغاية".

وأفادت المجلة أن "أوكرانيا أوقعت منذ بداية الحرب خسائر بشرية تعادل ٩٩% من إجمالي القوات التي كانت روسيا تمتلكها في بداية العام ٢٠٢٢"، مشيرة إلى أن "انتاج روسيا من الأسلحة أقل مما تحتاجه وفي حال استمرار هذا الاتجاه، واستمرار أوكرانيا في تلقي المساعدات العسكرية التي وعدها بها الغرب، فلن تتمكن موسكو من إكمال أي من خطط حملتها العسكرية على أوكرانيا.

وذكرت المجلة أن أوكرانيا نجحت في المعركة "من خلال تحديد واستغلال نقاط الضعف في هيكل القوة الروسية وخططها العملياتية وكذلك من خلال الاستفادة من الجغرافيا والتوقيت والتقنيات غير التقليدية لصالحها".

ويمكن للطائرات دون طيار، التي تتراوح تكلفة تصنيع الكثير منها ما بين بضع مئات وعشرات الآلاف من الدولارات، أن تحمل متفجرات وتستهدف وتسقط أسلحة روسية متطورة، مثل المدفعية والرادارات والمركبات المدرعة وقاذفات الصواريخ.

ورأت المجلة أن أوكرانيا عملت على تحييد البحرية الروسية إلى حد كبير، حيث كانت موسكو نشرت 11 سفينة إنزال في البحر الأسود بينما كانت تستعد لغزو أوكرانيا لكنها لم تتمكن من استخدام أي منها، مضيفة بأن روسيا لم تعد قادرة على إرسال سفنها الحربية "بأمان" من شبه جزيرة القرم.

وقالت المجلة "لتحقيق النصر في الحرب، يتعين على أوكرانيا وحلفائها استخلاص الدروس من نجاحاتها في البر والبحر، ويجب عليها امتلاك التقنيات اللازمة لتدمير المواقع الروسية المحصنة، إلى جانب المعدات اللازمة للتصدي للطائرات الروسية المسيرة ويتخلص ذلك بامتلاك أنظمة الحرب الإلكترونية".

وقالت إن "أحد الدروس الرئيسة المستفادة من العام ٢٠٢٣ هو أن حلفاء أوكرانيا لا يمكنهم تجاهل المشهد التكنولوجي سريع التطور للحرب، لا سيما أهمية استخدام الطائرات المسيرة حيث تمثل الأسلحة ذاتية التحكم والموجهة عن بعد فصلاً جديدًا في تاريخ الحروب".

ورأت أن "موسكو بارعة في توسيع نطاق الاختراعات العسكرية الناجحة بما في ذلك الطائرات دون طيار ولذلك يتعين على كييف أن تستمر في الابتكار لاستعادة هذه الميزة".

وعلى كييف، بحسب المجلة، الاستمرار في استخدام أنظمة الأسلحة التقليدية الضخمة لتنفيذ مفاهيم العمليات الشاملة بدعم من المعدات الغربية مثل منظومات صواريخ "هيمارس إم 142" (HIMARS M142) الأمريكية عالية الحركة (HIMARS)، ونظام الصواريخ التكتيكية العسكرية "أتاكمز" (ATACMS) ، والتي لا تمتلكك روسيا مثلها، ربطة أن يتم تجهيزها وفقًا لمواصفات حديثة.

تكلفة الهزيمة

وشددت المجلة أنه "لمواصلة القتال ضد روسيا، فإن أوكرانيا ستحتاج إلى استمرار الدعم الغربي المتمثل بإرسال المزيد من الصواريخ بعيدة المدى، والطائرات المقاتلة، وغير ذلك من الأسلحة المتطورة، كما يتعين على دول الناتو أيضًا أن تلتزم بالقيام بتطوير وإنتاج أسلحة مشتركة مع أوكرانيا.

كما شددت المجلة على أن تطور الحرب يجعل العديد من النماذج السابقة من المعدات العسكرية غير قادرة على المنافسة.

وحذرت المجلة من انخفاض المساعدات الأمريكية لأوكرانيا والتي تقول إنها "آخذة في التضاؤل"، مشيرة إلى أنه وفي حال استمرار ذلك فإن روسيا ستواصل إنتاج أنظمة عسكرية أكثر مما تخسره ما يكسبها التفوق في ساحة المعركة.

وحذرت المجلة بأنه وعلى الرغم من أنه ليس لدى أوكرانيا أي نية للاستسلام "ضمن أي سيناريو" إلا أن إطالة أمد الحرب يثقل كاهل الحرب الطويلة المؤسسة العسكرية والمجتمع والاقتصاد الأوكراني على نحو متزايد وبأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة.

وأردفت: "بالنسبة للغرب، فإن مثل هذا السيناريو سيكون مدمرًا وخطيرًا في الوقت ذاته، ففي حال عدم إفشال الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا بشكل واضح لا لبس فيه سيتعرّض حلف شمال الأطلسي للإهانة بعد أن أنفق مئات المليارات من الدولارات لدعم أوكرانيا".

وخلصت المجلة إلى أنه "في حال وجود سيناريو كهذا فلن تحتاج روسيا إلى حرب كبيرة مع الغرب لتعزيز أجندتها بل ستكون قادرة على تحقيق النصر من خلال استغلال مخاوف حلف الناتو من التصعيد والصراع المباشر معها وهو ما سيؤدي، بحسب المجلة، إلى تآكل البنية الأمنية للتكتل والحفاظ على الوضع الراهن الهش، وكذلك تقديم تنازلات كبيرة لروسيا.

وأضافت أن "قادة الناتو يدركون هذه الحقائق، وبأن الولايات المتحدة دعت - مرارًا وتكرارًا- الدول الغربية لتقديم الدعم لأوكرانيا لكن الحكومة الأمريكية نفسها لا تقدم الموارد الكافية لتحقيق النصر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC