مصدر مقرب من حزب الله: الغارة الإسرائيلية استهدفت معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب
سلط تقرير تحليلي لصحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على زعزعة الاستقرار العميقة المحتملة التي قد تنجم عن حصول الرئيس السابق دونالد ترامب على ولاية ثانية.
وذكرت أنه على وجه الخصوص في قارة أوروبا يؤرق زعماؤها كابوس فوز ترامب؛ إذ شهدوا معه العلاقات المضطربة عبر حلف الأطلسي (الناتو)، خلال فترة ولايته الأولى.
وأكد التقرير تأثير نهج ترامب غير التقليدي على العلاقات الدولية، مسلطة الضوء على ميله إلى تصوير نفسه كمدافع صالح عن المصالح الأمريكية، حتى لو كانت الرواية التي ينسجها منفصلة عن الواقع.
واعتبر أن أوروبا تقف كشريك أساس للولايات المتحدة، لكن إعادة انتخاب ترامب المحتملة تثير المخاوف، مؤكدًا أن غياب أنجيلا ميركل لا يخفف من تلك المخاوف، إذ يستطيع ترامب بسهولة تحديد هدف آخر بين القادة الأوروبيين.
ويهدد احتمال عودة ترامب بتحويل قمتي مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي إلى مشهد لا يمكن التنبؤ به أو تجمعات فارغة؛ ما يضيف حالة من عدم اليقين إلى المشهد العالمي المعقد بالفعل.
بدورها، أعربت تارا فارما، الباحثة في معهد بروكينغز، عن مخاوف أوروبية بشأن العواقب الأمنية الفورية، ولاسيما في مواجهة حرب روسيا المستمرة على أوكرانيا، إضافة إلى نفور ترامب المعروف، من المنظمات المتعددة الأطراف، مثل: "الناتو".
وقالت إن حالة عدم اليقين المحيطة بموقف ترامب من الناتو تدفع إلى اتخاذ إجراءات تشريعية احترازية لمنع الانسحاب الأمريكي الأحادي من الحلف.
وبعيدًا عن المخاوف الأمنية المباشرة، يتعمق التقرير في التأثير المحتمل لانتصار ترامب على صعود الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا، حيث شهدت الولاية الأولى تقاربًا بين القادة ذوي الميول اليمينية، ومن الممكن أن تؤدي الولاية الثانية إلى تعميق هذا التوافق، ما قد يؤدي إلى تآكل الضوابط والتوازنات داخل الكتلة الغربية.
وأكد إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا، أن انتخابات الولايات المتحدة 2024 "مختلة كما لم يحدث من قبل"، مؤكدًا تداعياتها العالمية.
كما يستكشف التقرير السيناريوهات التي قد تتنقل فيها دول مثل أوكرانيا وإسرائيل وكوريا الشمالية في حالة عدم اليقين التي جلبتها عودة ترامب، مع مراقبة الصين عن كثب للانتخابات الأمريكية والاستعداد لعلاقات عدائية محتملة.
وبينما يرسم التقرير صورة قاتمة للعواقب المحتملة، فإنه يختتم ببصيص من الأمل، إذ قد يتخذ بعض حلفاء الولايات المتحدة تدابير وقائية، مستفيدين من تجارب الماضي.
وتختم "لوموند" تقريرها بالقول إن الدول الأوروبية يجب أن تكون مستعدة للصدمة، من خلال رسم أوجه تشابه مع علاقة المملكة المتحدة المتطورة مع الولايات المتحدة، وتأكيد الحاجة إلى التعامل مع التحولات الجيوسياسية المحتملة.