logo
العالم

خبير: لقاء ترامب وزيلينسكي "إهانة" وواشنطن لم تغلق الباب في وجه كييف

خبير: لقاء ترامب وزيلينسكي "إهانة" وواشنطن لم تغلق الباب في وجه كييف
ترامب وزيلينسكي في مواجهة الجمعةالمصدر: (أ ف ب)
02 مارس 2025، 9:16 ص

وصف نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بأنه كان "إهانة سياسية وبروتوكولية"، لكنه أشار إلى أن الرئيس الأوكراني واجه مطالب ترامب بهدوء.

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أوضح بوش أن ترامب يسعى للسيطرة على الملف الأوكراني، طالما أن القوة العسكرية والمالية لا تزال في يد الولايات المتحدة، حيث لا يوجد بديل حقيقي لدعم أوكرانيا. ومع ذلك، فإن جهود ترامب لحل النزاع الأوكراني ستواجه عقبات كبيرة.

أخبار ذات علاقة

"الاعتذار علناً".. شرط ترامب الوحيد لـ"الصفح" عن زيلينسكي

شهد اللقاء بين ترامب وزيلينسكي أجواء مشحونة، وصفها البعض بالاستعراض الإعلامي، إذ يتمتع كلا الزعيمين بمهارات في التمثيل السياسي، وهو ما ظهر في لغة جسدهما وتصريحاتهما.

وأشار بوش إلى أن ترامب يرغب في رحيل زيلينسكي عن السلطة، ليتمكن من إدارة الملف الأوكراني بمرونة أكبر من خلال رئيس جديد أكثر توافقًا مع رؤيته. وفي هذا السياق، يسعى ترامب إلى وقف الحرب الأوكرانية الروسية، حتى لو كان ذلك على حساب كييف، ليظهر بمظهر "بطل السلام" أمام المجتمع الدولي.

رغم الخلافات العلنية بين ترامب وزيلينسكي، فإن الدعم الأمريكي لأوكرانيا، سواء العسكري أو المالي، لن يتوقف في الوقت الحالي.

ويرى بوش أن ترامب ينظر إلى الدعم العسكري كوسيلة لتحقيق مكاسب اقتصادية، إذ يسعى لاستعادة الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة على الحرب، إلى جانب الفوائد المترتبة عليها، عبر صفقات المعادن النادرة والاستثمارات الأمريكية في الثروات الأوكرانية، مثل: قطاعات الطاقة والكهرباء والغاز.

كيف تستفيد روسيا من الخلاف الأمريكي الأوكراني؟

تراقب روسيا التوترات بين واشنطن وكييف بحذر، حيث اعتبرت الخارجية الروسية أن اللقاء كان "توبيخًا علنيًّا" لزيلينسكي، لكنه لن يؤثر بشكل جذري في مسار الحرب.

وأشار بوش إلى أن موسكو تركز على الأفعال وليس التصريحات، حيث تواصل التقدم العسكري في دونباس، واستعادت أكثر من 65% من منطقة كورسك؛ ما يعكس استمرار استراتيجيتها العسكرية رغم الضغوط الغربية.

الموقف الأوروبي وتأثيره في وحدة الغرب

لا تزال الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا، تدعم أوكرانيا بقوة، رغم بعض الخلافات الداخلية، مثل: مواقف المجر وسلوفاكيا.

وأكد بوش أن تصريحات القادة الأوروبيين، مثل: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس استمرار دعم أوكرانيا، لكن هذه المواقف غالبًا ما تكون رمزية، لأن القتال على الأرض يقع على عاتق الأوكرانيين، وليس الأوروبيين.

وأشار إلى أن الهدف الأساس وراء هذا الدعم هو استنزاف روسيا اقتصاديًّا وعسكريًّا، لكن موسكو أثبتت قدرتها على تجاوز معظم العقوبات الغربية؛ ما يعقّد حسابات الغرب بشأن مستقبل النزاع.

أخبار ذات علاقة

"نيويورك تايمز": توبيخ ترامب لزيلينسكي يحقق أهداف بوتين "الحربية"

 

اتفاق المعادن النادرة ومستقبل العلاقات بين واشنطن وكييف

كشف بوش أن ترامب ترك الباب مفتوحًا أمام زيلينسكي للمفاوضات المستقبلية، قائلًا له: "عندما تكون مستعدًا للسلام، عد إلينا".

وأوضح أن الولايات المتحدة ترى في المعادن النادرة فرصة لتعويض خسائرها في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن موسكو أبدت استعدادها لتسهيل دخول الشركات الأمريكية إلى أوكرانيا للاستثمار في هذا القطاع؛ ما قد يؤدي إلى تقارب غير متوقع بين المصالح الأمريكية والروسية في المستقبل.

سيناريوهات المستقبل في أوكرانيا

يحاول زيلينسكي تعزيز شعبيته من خلال موقفه الحازم في اللقاء مع ترامب، لكن الواقع العسكري والاقتصادي قد يفرض سيناريوهات مختلفة.

وأوضح بوش أن أي تراجع أمريكي في الدعم قد يؤدي إلى انهيار الجيش الأوكراني بشكل أسرع؛ ما قد يجبر البلاد على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وفي هذه الحالة، قد تصبح شعبية زيلينسكي الحالية بلا فائدة، إذ إن القادة الذين يخسرون الحروب غالبًا لا يبقون في السلطة طويلًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات