إسرائيل: استهدفنا عنصرا من "حزب الله" كان يساعد حماس في تنفيذ هجوم ضد الإسرائيليين
يبرز أمين عام الإليزيه، ألكسيس كوهلر، في عالم السياسة الفرنسية، كأحد أكثر الشخصيات نفوذًا وتأثيرًا في دائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأُطلق على كوهلر لقب "نائب الرئيس" نظرًا لقربه الكبير من ماكرون، ودوره الأساسي في إدارة الشؤون السياسية في قصر الإليزيه.
ومع إعلان رحيله عن منصبه في منتصف أبريل/نيسان المقبل، بعد ثمانية أعوام من العمل جنبًا إلى جنب مع الرئيس، فإن هناك تساؤلات كبيرة حول تأثير هذا التغيير على مجريات الأمور في قصر الإليزيه، أبرزها: كيف سيتعامل ماكرون مع هذا الفراغ القيادي في فريقه السياسي؟ وهل سيستطيع خلفه، إيمانويل مولان، مواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظر فرنسا في الداخل والخارج؟
وسيغادر الأمين العام للإليزيه منصبه بعد ثماني سنوات من العمل إلى جانب ماكرون، وسيخلفه إيمانويل مولان، المدير السابق للخزانة، الذي تولى فيما بعد إدارة مكتب وزير المالية غابرييل أتال عندما كان الأخير رئيسًا للوزراء.
ومع تبقي عامين فقط على انتهاء ولاية ماكرون الثانية، أعلن الإليزيه، يوم أمس الخميس، أن كوهلر سيغادر منصبه في 14 أبريل/نيسان المقبل، وهو ما لم يكن مفاجئًا تمامًا.
وبعد إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون في عام 2022، كان كوهلر قد صرح أنه لن يبقى في قصر الإليزيه لمدة عشرة أعوام، وهو تصريح أثار شكوكًا نظرًا لقربه الشديد من الرئيس الفرنسي، وعمله الدؤوب الذي مكنه من أن يصبح أحد الأركان الأساسية في الحكومة الفرنسية.
ومنذ حل الجمعية الوطنية في 9 يونيو/حزيران عام 2024، وتعرض المعسكر الرئاسي لانتكاسة في الانتخابات التشريعية في يوليو/تموز من العام ذاته، كانت هناك تكهنات كبيرة داخل دائرة ماكرون بشأن مغادرة كوهلر، لكن، كانت هناك دائمًا أسباب لتأجيل القرار، سواء بسبب الألعاب الأولمبية في باريس أو التحضيرات للميزانية.
وفي خريف العام 2024، ظهرت تسريبات تشير إلى أن كوهلر قد طلب استشارة من الهيئة العليا للشفافية في الحياة العامة حول إمكانية حدوث تضارب في المصالح إذا انتقل إلى القطاع الخاص، إذ كان "توأم" ماكرون يبحث عن مخرج.
وبهذا الصدد، يرى أستاذ السياسة الفرنسية في جامعة باريس، إيف لامبير، أن رحيل كوهلر يمثل ضربة كبيرة لماكرون، فهو لم يكن مجرد أمين عام، بل كان العقل المدبر وراء العديد من القرارات السياسية المهمة.
وقال لامبير، لـ"إرم نيوز"، إنه سيكون من الصعب على إيمانويل مولان، الذي سيخلف كوهلر، أن يعوض هذا الدور الكبير بسهولة، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الحالية التي تواجهها فرنسا.
واعتبر رحيل كوهلر أنه نهاية مرحلة من الاستقرار النسبي في السياسة الفرنسية خلال فترة ماكرون، موضحًا أن كوهلر لم يكن مجرد أمين عام، بل كان المترجم الفعلي لرؤية ماكرون إلى أفعال ملموسة، وهو ما جعل له تأثيرًا كبيرًا على صعيد القرارات السياسية والتنظيمية.
وأكد لامبير أن الخلف الجديد، إيمانويل مولان، سيواجه تحديًا في الحفاظ على قوة المؤسسة الرئاسية وإدارة العلاقات المعقدة مع الأطراف السياسية المختلفة، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها فرنسا.
من جانبها، قالت الباحثة في مركز الدراسات الأوروبية، سيمون دوبري، إن فقدان كوهلر سيخلق فراغًا صعبًا في قيادة قصر الإليزيه، حيث كان يشغل مكانًا فريدًا بين السياسة والإدارة.
وأضافت دوبري، لـ"إرم نيوز"، أن الوقت قد حان لتغيير الأساليب والتوجهات، وهو ما قد يتيح لإيمانويل مولان فرصة لإعادة بناء الهيكل الإداري وتنشيط الفريق الرئاسي بشكل يتماشى مع تطورات المرحلة المقبلة.
ويمثل رحيل كوهلر عن الإليزيه تحوّلاً مهمًا في سياق السياسة الفرنسية ويُعتبر خسارة كبيرة لماكرون.
ورغم أن كوهلر كان في موقع قوي ويمتلك نفوذًا واسعًا، فإن خلفه إيمانويل مولان سيواجه مهمة شاقة في سد هذا الفراغ.
وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد كيفية تكيّف ماكرون مع هذا التغيير، وما إذا كان سيتمكن من إعادة ترتيب فريقه السياسي لمواجهة التحديات المقبلة.