قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الأربعاء، إنه يأمل في أن تظل إيران متمسكة بقرارها وضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة تقل قليلاً عن المستوى اللازم لصنع الأسلحة.
يأتي ذلك في وقت من المقرر أن يمرر فيه مجلس محافظي الوكالة قرارًا صاغته دول غربية من شأنه أن يعرقل تلك الخطوة، وفق "رويترز".
وقالت الوكالة في تقرير للدول الأعضاء، أمس الثلاثاء، قبل اجتماع اليوم لمجلس المحافظين المكون من 35 دولة، إن إيران اتخذت خطوات نحو التوقف عن زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة 60 بالمئة، وهو ما يقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة عند نحو 90 بالمئة.
وأوضح غروسي أنه توسط في اتخاذ هذه الخطوة في إيران الأسبوع الماضي، لكن دبلوماسيين قالوا إنها مشروطة بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لصياغة قرار ينتقد إيران.
ورغم ذلك تمضي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في مساعيها، إذ قدمت النص رسمياً إلى مجلس الأمن، اليوم الأربعاء.
وأشار غروسي في مؤتمر صحفي "أرى أن هذه خطوة واضحة في الاتجاه الصحيح"، في إشارة إلى قرار التجميد الذي سيحد من كمية اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 60 بالمئة، والكافية، في حال تخصيبها إلى درجة أكبر، لصنع أربعة أسلحة نووية، وفقاً لمعيار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويأتي القرار المقدم إلى مجلس الأمن عقب قرار صدر في يونيو حزيران، وعارضته روسيا والصين فقط، ينتقد إيران لعدم تعاونها مع الوكالة وطالب جروسي بإعداد تقرير "شامل" عن أنشطة طهران.
ويقول دبلوماسيون إن الهدف هو الضغط على إيران للدخول في مفاوضات للاتفاق على قيود جديدة على أنشطتها النووية قبل أكتوبر تشرين الأول حين ينتهي أجل القيود المنصوص عليها في اتفاق 2015 مع القوى الكبرى، وذلك رغم انهيار الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 بقيادة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
ويعد الاجتماع الحالي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو اللقاء ربع السنوي الأخير قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، ولا يزال من غير الواضح مدى انفتاحه على مثل هذه المفاوضات.
وقال غروسي في كلمة أمام المجلس قبل مؤتمره الصحفي "طلبت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية... أن تتوقف إذا أمكن عن زيادة مخزون اليورانيوم المخصب لدرجة 60 بالمئة. وعليّ أن أقول إن إيران قبلت طلبي".
ولم يدل غروسي بإجابة مباشرة عندما سُئل عما إذا كان ذلك يعني أن إيران قدمت التزاماً، وقال إن خطوة إيران الناتجة عن محادثاته لم تكن مشروطة بعدم صياغة قرار لمجلس الأمن.
وتميل إيران إلى الرد على قرارات الانتقاد؛ إذ ردت عليها في وقت سابق بتصعيد أنشطتها النووية أو بالحد من قدرة وكالة الطاقة الذرية على مراقبتها.
