وسط تصاعد التهديدات.. ما الرسائل من وراء المناورات الروسية الصينية؟

وسط تصاعد التهديدات التي وصلت حد التلويح بحرب، أنزلت روسيا والصين، صاحبتا "أقوى أسطولين في العالم"، بحسب وصف وكالة "سبوتنيك"، معداتهما الحربية إلى مياه بحر الصين الجنوبي في مناورات بدت كأنها تقدم رسائل تدعم تلك التي يعلنها مسؤولو البلدين، ردًّا على تصريحات قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تأتي تلك المناورات في توقيت ذي دلالة، إذ يشهد العالم مزيدًا من الاستقطاب باتجاه تحالفات أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية، وبرزت أكثر مع قمة الناتو الأخيرة.

"البحر المشترك"

لا تقتصر أهمية مناورات "البحر المشترك 2024" على كونها تجري في بحر الصين الجنوبي، الذي يُعد منطقة إستراتيجية مهمة، بل هي تؤكد شراكة روسية صينية أمام تهديدات متزايدة بين روسيا والغرب، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وصلت حد التلويح باستخدام الأسلحة النووية.

وجاءت المناورات مباشرة عقب قمة الناتو التي شهدت تزايدًا في التوتر بين الحلف، وكل من روسيا وكوريا الشمالية، والصين التي اتهمت بتأجيج الحرب في أوكرانيا، عبر تقديم الدعم لروسيا.

وكان "الناتو" عقد قمته الأخيرة معززًا بانضمام دولتين جديدتين: السويد، وفنلندا، وهما اللتان تقدمتا بطلب الانضمام منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وبداية التخوف من تأثيرات تلك الحرب على أوروبا.

استعراض قوة

تأتي المناورات الروسية الصينية وسط تطورات اتخذت طابعًا عسكريًّا، وأهم ما فيها أنها:

• أعقبت مباشرة قمة الناتو، إذ بدأت في اليوم الذي اختتم فيه الحلف قمته.
• تزامنت مع مناورات صينية بيلاروسية، باسم: "هجوم الصقور" هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، واستمرت 11 يومًا قرب مدينة بريست على الحدود مع بولندا (العضوة في الناتو) وأوكرانيا المرشحة لتصبح عضوة فيه.
• جاءت بعد أيام على قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" التي شهدت انضمام بيلاروس للمنظمة.
• كما تزامنت مع مناورات عسكرية أمريكية أرمينية حملت اسم "شريك النسر".

تلك المناورات رافقتها تصريحات لافتة لقادة "الحلفين" اللذين يشهد العالم تبلورهما، إذ علّق البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) على المناورات بالقول إنه يتابعها "من كثب".

ودعا السكرتير الصحفي للبنتاغون باتريك رايدر، كلًّا من الصين وروسيا إلى "الإفصاح عن أسباب تدريباتهم" قائلاً: "نحن بالطبع نراقبهم عن كثب، وسنواصل القيام بذلك".

وكانت موسكو حذرت على لسان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، الأربعاء، من أن انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"، سيكون بمثابة "إعلان حرب" على روسيا.

وكان أخطر ما قاله ميدفيديف هو الإشارة المبطنة مجددًا إلى الأسلحة النووية، وإمكانية إشعال حرب لا تبقي شيئًا على كوكب الأرض، إذ قال إن تصرف "الناتو" بحكمة "قد يمنع دمار الكوكب".