logo
العالم العربي

رسالة جديدة من الصين.. ”هجوم النسر“ يثير مخاوف الناتو

رسالة جديدة من الصين.. ”هجوم النسر“ يثير مخاوف الناتو
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يصافح الرئيس الصيني شي ج...المصدر: أرشيف - غيتي
13 يوليو 2024، 2:07 م

قال تقرير إخباري إن التدريبات العسكرية المشتركة بين بيلاروسيا والصين تثير مخاوف حلف شمال الأطلسي؛ بسبب قربها من حدود الناتو.

وتعد التدريبات، التي تحمل اسم ”هجوم النسر 2024“، جزءًا من مبادرة لمكافحة الإرهاب مدتها 11 يومًا، تتضمن عمليات إنزال ليلية وملاحة مائية وتدريبات قتالية في المناطق الحضرية.

وبحسب تقرير نشرته مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية، تأتي هذه التدريبات في أعقاب انضمام بيلاروسيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهي منظمة سياسية واقتصادية ودفاعية أوراسية تقودها روسيا والصين.

 وتوسعت منظمة شنغهاي للتعاون، التي أسست في البداية لمعالجة النزاعات الحدودية بين الصين، وروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، لتشمل الهند، وباكستان، وإيران، والآن بيلاروسيا.

ويشير الخبراء إلى أن مشاركة بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون والتدريبات العسكرية المشتركة مع الصين تعكس تحولها الإستراتيجي نحو تعزيز العلاقات مع القوى غير الغربية، وسط عزلة متزايدة عن الأسواق والدوائر السياسية الغربية.

أخبار ذات علاقة

ما "السبب الحقيقي" لمناورات الصين في بيلاروسيا؟

 

السياق الاقتصادي والسياسي

ونقل التقرير عن بافل ماتسوكيفيتش، الباحث في مركز الأفكار الجديدة، قوله إن منظمة شنغهاي للتعاون توفر منصة للمفاوضات والمحادثات الثنائية، بدلاً من الدعم المالي. وتسمح هذه المشاركة لبيلاروسيا بتنويع تحالفاتها السياسية بما يتجاوز اعتمادها الكبير على روسيا.

من جهتها، تسلط أناستاسيا لوزجينا، الباحثة في مركز البحوث الاقتصادية والتواصل البيلاروسي (BEROC)، الضوء على أن "الرئيس البيلاروسي الاستبدادي ألكسندر لوكاشينكو دفع البلاد إلى العزلة الدولية؛ مما أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية وانكماش الاقتصاد". 

ويتوافق محور البلاد مع منظمة شنغهاي للتعاون والصين مع حاجتها إلى إيجاد أسواق بديلة وشركاء بديلين، لأن الاعتماد على روسيا يشكل مخاطر، خاصة في ضوء احتمالات الانكماش الاقتصادي.

ديناميكيات التجارة

برزت الصين باعتبارها ثاني أكبر شريك تجاري لبيلاروسيا بعد روسيا، إذ تمثل نحو 10% من التجارة البيلاروسية، مقارنة بنحو 70% لروسيا، وفق التقرير.

وأضاف: "تستورد بيلاروسيا الآلات والسيارات والسلع الاستهلاكية من الصين، في حين تصدر أسمدة البوتاسيوم والمنتجات الغذائية إلى الصين، وهو التحول الذي استلزمه تدهور العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي".

الآثار العسكرية

كان موقع التدريبات الحالية، في مدينة بريست بالقرب من الحدود البولندية، وعلى مقربة من أوكرانيا، سببًا بإثارة المخاوف داخل حلف شمال الأطلسي.

 وعلى الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها بيلاروسيا والصين مناورات مشتركة، فإن السياق الجيوسياسي أدى إلى زيادة التوترات. وتشير التدريبات إلى تعميق التعاون العسكري بين بيلاروسيا والصين؛ مما قد يمثل تحديًا للنفوذ الروسي في المنطقة.

ويقول ماتسوكيفيتش إن توقيت التدريبات هو محض صدفة أكثر من كونه نتيجة مباشرة لعضوية بيلاروسيا في منظمة شنغهاي للتعاون، مشيرًا إلى أن مثل هذه التدريبات تتطلب إعدادًا مكثفًا.

ومع ذلك، فإن مشاركة القوات الصينية في بيلاروسيا تؤكد تكثيف العلاقات البيلاروسية الصينية.

أخبار ذات علاقة

خبراء روس: نشر بيلاروسيا أنظمة صواريخ نووية "تحذير" للغرب

 

التداعيات الإقليمية

ووفق "دويتشه فيله"، تاريخيًا، حافظت بيلاروسيا على حوار مع حلف شمال الأطلسي، بل أدرجت مراقبين من حلف شمال الأطلسي في مناورات عسكرية من العام 2016 إلى العام 2020.

ومع ذلك، من المرجح أن تثير التدريبات الحالية ردَّ فعل مختلفًا، خاصة من روسيا؛ لأنها تنطوي على وجود عسكري صيني ضمن ما يعتبر تقليديًا نفوذ موسكو، محيط التأثير.

ويشير ماتسوكيفيتش إلى أن التدريبات تمثل تحديًا دقيقًا للهيمنة الروسية في المنطقة؛ مما يسلط الضوء على جهود بيلاروسيا لتحقيق التوازن في علاقاتها الدولية مع السعي للحصول على مزايا إستراتيجية من تحالفاتها مع كل من روسيا والصين.

وتجسد تدريبات إيجل أسولت 2024 إستراتيجية بيلاروسيا الأوسع للتغلب على تحدياتها الجيوسياسية والاقتصادية من خلال تعزيز العلاقات الأوثق مع الصين وأعضاء منظمة شانغهاي للتعاون الآخرين.

ومع استمرار بيلاروسيا في المناورة في هذا المشهد المعقد، فإن أفعالها ستكون لها -بلا شك- آثار كبيرة على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC