إعلام حوثي: قصف أمريكي على صنعاء
انتهت المحادثات غير المباشرة التي جمعت الولايات المتحدة وإيران، في سلطنة عُمان، السبت، وسط "تفاؤل حذر"، واحتمال أن تنعقد الجولة المقبلة من المحادثات في مكان آخر غير سلطنة عمان، التي استضافت الجولة الأولى، ولكن بتنسيق ووساطة عُمانية. إلا أن أبرز ما لفت الانتباه، هو أن هذه المفاوضات كشفت أن إيران مسكونه بالخوف، وأنها تعاني من الضعف بسبب انهيار الجبهات التي تمولها"، وفقا لما نقلته مصادر خاصة عن أعضاء في الوفد الأمريكي.
مصادر عربية في واشنطن، قالت لـ "إرم نيوز" إن تأجيل المفاوضات، جاء بطلب من الوفد الأمريكي وليس الإيراني، بعد ساعتين اعتبرها الوفد الأمريكي كافية لمعرفة الرد الإيراني، وهو تسليم المواد المخصبة وليس تفكيك المشروع النووي كله.
العرض الإيراني
تقول المصادر المطلعة على طبيعة المباحثات الأمريكية الإيرانية في مسقط، إن العرض الإيراني الذي قدمه وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، يشبه العرض الذي قدمه الرئيس السوري السابق بشار الأسد ومن خلفه الروس، إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2013، والذي نص على وقف الحرب مقابل تسليم الأسلحة الكيماوية.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الأمريكي ارتأى تأجيل المفاوضات، لأن استئناف التفاوض يحتاج إما لتنازل أمريكي يشبه تنازل أوباما، أو متابعة التهديد بالحرب وهو قرار ترامب.
وتكشف المصادر عن بعض الأوراق التي يحملها الوفد الإيراني، فيقول "كان في الورقة الإيرانية طلب أولي هو أن تقتصر المفاوضات على البحث في موضوع النووي الإيراني وحده. وقد قسم الوفد الإيراني الملف النووي إلى قسمين؛ الأول هو للأغراض السلمية، والثاني لإنتاج القنابل النووية. وتشير إلى أن المفاوض الإيراني رفض بحث ما عدا ذلك من خلافات ( الصواريخ الباليستية ووكلاء إيران في المنطقة ) في هذه الجولة، مع إمكانية بحثها بعد الاتفاق على النووي بشقيه إذا حصل اتفاق.
كشف نوايا
وقالت إن الوفد الإيراني قدم ما يمكن تسميته "كشف نوايا" ومفاده أن "إيران لا تسعى لصنع قنابل نووية"، وأن رفع نسبة التخصيب كانت ردا على إلغاء الاتفاق من قبل ترامب سابقا، وبسبب تراكم العقوبات.
ووفقا للمصادر العربية، أكد الوفد أنه يوجد طرق لتبديد المخاوف من الجزء المتعلق بالنووي للأغراض غير السلمية ومنها وقف التخصيب لأكثر من 60% وتسليم كل الموجودات من مواده إلى وكالة الطاقه الذرية، وإخضاع الأجهزة للرقابه الدائمة.
ومقابل ذلك؛ طلب الوفد الإيراني رفع العقوبات الأمريكية عن إيران بالتدريج مع تنفيذ الاتفاق الجديد بضمانات تمنع إلغاءه مجددا.
وتنقل المصادر عن مسؤولين أمريكيين أن الوفد الأمريكي اعتبر تعهد إيران بعدم صنع قنابل نووية أمرا إيجابيا، وأن هذا الأمر ما كان ليتم دون التهديد بالحرب ، وأضاف بأن الولايات المتحدة أبلغت الوفد الإيراني أن المفاعلات للأغراض السلمية ليست هدفا عسكريا إذا تم تفكيك المفاعلات الأخرى.
ويوضح المصدر أن الفصل بين المشروع النووي لإنتاج الطاقه للأغراض السلمية، والمشروع الحربي لإنتاج القنابل النووية هو مضمون التنازل الذي أشار إليه تصريح مكتب ترامب عن استعداده لتقديم تنازلات .
بين اللين والتشدد
تذكر المصادر أن الوفد الأمريكي المفاوض تضمن أعضاء على طرفي نقيض، بين من يرى أن موافقة إيران على تفكيك برنامجها النووي العسكري يحقق أهداف ترامب لإبرام اتفاق معها، بينما يتبنى جزء آخر وجهة متشددة تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية في أنه يجب تدمير كل المشروع النووي وتفكيكه، كما فعل القذافي في ليبيا، وأن بقاء جزء من المفاعلات يعني إمكانية إعادة استخدامها لصنع القنابل مجددا. ويرى أنه لا يمكن الركون إلى تعهدات ورقية ما دامت الأجهزة والمواد والمعامل والخطة موجودة.
وتخلص المصادر إلى أن ما ظهر بالنسبة للوفد الأمريكي خلال المباحثات، أن إيران "مسكونة بالخوف" وتعاني ضعفا كبيرا على خلفية الانهيارات لمحورها بدءا من غزة مرورا بجنوب لبنان وسوريا وصولا إلى اليمن، وبالتالي يرى القسم المتشدد من الوفد الأمريكي، أنه بالإمكان الحصول منها على تنازلات في تفكيك المشروع النووي كله، وكذلك وقف إنتاج الصواريخ البالستية بعيدة المدى، وأن الموضوع يحتاج فقط إلى فترة زمنية من الضغط والتهديد العسكري الأمريكي، وإلى قرار من الرئيس ترامب إن كان يرغب بالذهاب إلى الحد الأقصى أم سيكتفي بتفكيك البرنامج النووي العسكري.