مستشار الأمن القومي الأميركي: لا يمكن دفع المليارات لإعمار غزة ثم نرى هجمات إرهابية جديدة

logo
العالم

"مونوبولي" و"شطرنج".. هل تتحول أوكرانيا لرقعة لعب بين ترامب وبوتين؟

"مونوبولي" و"شطرنج".. هل تتحول أوكرانيا لرقعة لعب بين ترامب وبوتين؟
ترامب وبوتين وزيلينسكي
21 مارس 2025، 10:16 م

في مشهد أشبه بصراع بين لعبتين استراتيجيتين، وصفت صحيفة بريطانية جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام في أوكرانيا بأنها أقرب إلى لعبة "مونوبولي"، حيث تُعامل الأراضي وكأنها ممتلكات تُباع وتُشترى، فيما يعتمد نظيره الروسي فلاديمير بوتين نهج "الشطرنج"، مرتكزًا على تحركات محسوبة وتكتيكات بعيدة المدى.

ووفقًا لصحيفة "ذا ستاندرد"، تركز أحدث محاولات ترامب على محطة زابوروجيا النووية، أكبر منشأة للطاقة في أوروبا، والتي تسعى الولايات المتحدة لإدارتها وإصلاحها، في خطوة تُشبه تبادل الأصول في لعبة جيوسياسية معقدة، وذلك في آخر مكالمة هاتفية له مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

أخبار ذات علاقة

من المعادن للنووي.. ترامب يطرح صفقة "صادمة" على زيلينسكي

على الجانب الآخر، أدار بوتين اتصالاته مع الغرب وفق منطق مختلف، مستندًا إلى رؤية استراتيجية تستند إلى ما يصفه بـ"الأسباب الجذرية" للصراع، رافضًا أي تسوية لا تضمن بقاء أوكرانيا محايدة وخارج نفوذ الناتو.

وفيما تلمح موسكو إلى وقف استهداف منشآت الطاقة كبادرة حسن نية، تستمر الضربات الجوية المتبادلة بين الجانبين، ما يثير تساؤلات حول جدوى المقاربتين المتباينتين في إنهاء الحرب أو إذكاء نيرانها.

مقترح وقف إطلاق النار

ورغم اهتمامه بمقترح وقف إطلاق النار المقدم من كييف وواشنطن، إلا أن بوتين ظل يركز على المدى البعيد، وما يسميه "الأسباب الجذرية" للحرب. 

وتعتبر روسيا حكومة زيلينسكي بأنها غير شرعية، وتريد أن تكون أوكرانيا منزوعة السلاح ومحايدة، دون أي أمل في الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور.

وكبادرة حسن نية، أشار بوتين إلى أن روسيا ستتوقف عن الهجمات الجوية على محطات الطاقة، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أنه في غضون ساعات بعد المكالمة، ضربت طائرات روسية بدون طيار منشآت طاقة ومستشفى، فيما وشنت أوكرانيا هجمات طويلة المدى بطائرات بدون طيار على منشآت روسية في إقليم كراسنودار.

وقالت إنه ليس من الواضح ما إذا كان النهجان - الحلول السريعة، وتكتيكات ترامب، أو المكاسب البطيئة الناتجة عن التآكل الاستراتيجي لبوتين، المطبقان في أماكن متنوعة مثل بيلاروسيا ومولدوفا وجورجيا وأوكرانيا - سيحققان السلام.

محطات الطاقة النووية

وكان ترامب قد اقترح أن تقوم الولايات المتحدة بإصلاح وإدارة وامتلاك محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، التي تضم أربعة مراكز رئيسية. 

وقال ترامب بعد المكالمة الهاتفية: "يمكن للولايات المتحدة أن تكون عونًا كبيرًا في إدارة المحطات بخبرتها في مجال الكهرباء والمرافق".

وأضاف أن "الملكية الأمريكية لتلك المحطات ستكون أفضل حماية".

ونقلت الصحيفة تصريحات لرئيس بلدية إينرهودار، وهي بلدية مجمع زابوروجيا، قال فيها إن محطة الطاقة ليست مكسبًا قصير الأجل فحسب، بل تُهدد بكارثة طويلة الأمد.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحطة يشغلها حاليًا فريق عمل أساسي مكون من حوالي 4000 أوكراني وروسي، وقد أُغلقت منذ سبتمبر/ أيلول العام 2022. 

وأوضح رئيس البلدية دميترو أورلوف لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه "لا يزال خطر وقوع كارثة نووية قائمًا، نظرًا للحاجة إلى مواصلة تبريد الوقود، ونقص الموظفين المؤهلين، وثماني حالات انقطاع للتيار الكهربائي.. وهجمات دورية حولها.. لذا، يُبقي الروس على خطر وقوع كارثة نووية".

وبحسب "ذا ستاندرد"، فإن أي مهمة إصلاح أمريكية للمحطة المنكوبة، أو أي مشروع هندسي أو استغلال معادن أمريكي، غير مرجح الحدوث طالما أن أوكرانيا منطقة متنازع عليها.

وكان زيلينسكي قد أقر بأن إعادة تشغيل المحطة قد يستغرق ما يصل إلى عامين ونصف، وبحلول ذلك الوقت، سيكون ترامب في أواخر ولايته الرئاسية الثانية.

وأكدت الصحيفة أن هذا يجعل أي نقاش حول قوة أوروبية للسلام أو المراقبة بقيادة بريطانيا وفرنسا يبدو خارج الموضوع.

ويظهر أن الخطط العسكرية لمثل هذه القوة التي جرى مناقشتها الأسبوع الماضي في اجتماع  عقد في لندن، لن تخرج من دائرة الضوء قبل أشهر، إن خرجت أصلاً، وفق تعبير الصحيفة البريطانية.

وتوقعت الصحيفة أن يكون للاجتماع غرض مختلف، أعمق وأكثر قتامة، إذ لا بد أن حلفاء شمال أوروبا، بالإضافة إلى كندا، يفكرون في كيفية الدفاع عن جوارهم، دون قيادة ودعم الولايات المتحدة. 

وقالت "لقد أدى التقلب، الذي تجاوز عدم القدرة على التنبؤ، والذي تجلى في ولاية ترامب الثانية إلى إرباك أسس الأمن الغربي، والأهم من ذلك كله، إلى إرباك عمل حلف الناتو".

أخبار ذات علاقة

هدنة بوتين وترامب.. "مرحلة جديدة" في الحرب الروسية الأوكرانية

 وأكدت الصحيفة أن القطع المفاجئ للمعلومات الاستخباراتية المباشرة عن جبهة القتال للقوات الأوكرانية، عقب الانهيار السياسي في البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي، كان بمثابة جرس إنذار كبير، فقد أثار تساؤلًا حول ما إذا كان يمكن الاعتماد على أمريكا لتوفير المظلة النووية لحلف الناتو وأوروبا.

ولفتت إلى أن ترامب انخرط في خلافات مع حليفين في الناتو، هما كندا والدنمارك، في حين بذل قصارى جهده لتهدئة روسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات