"وول ستريت جورنال": إسرائيل تستعد لهجوم بري واسع النطاق في قطاع غزة
في خضم التوترات السياسية بين باريس وواشنطن، اندلعت مواجهة جديدة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لكن هذه المرة في ساحة البحث العلمي.
فرنسا أعلنت استعدادها لاستقبال الباحثين الأمريكيين الذين يواجهون قيودًا متزايدة في بلادهم، فيما اتخذت السلطات الأمريكية إجراءات وصفت بأنها "عقابية" ضد العلماء الفرنسيين؛ ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية.
وجرى منع باحث فرنسي كان في مهمة لصالح المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، من دخول الولايات المتحدة، وأُعيد من المطار في 9 مارس آذار، بحجة وُصفت بأنها احتيالية، مفادها أنه عبّر عن "رأي شخصي" بشأن السياسة الأمريكية في مجال البحث العلمي.
وبينما تسوّق بعض الجامعات الفرنسية هذه المبادرات كـ"ملاذ آمن للعلم"، يرى خبراء أنها قد تكون مجرد "واجهة" تخفي وراءها أزمة عميقة في تمويل البحث العلمي الفرنسي.
مدير البحث في معهد باريس للاقتصاد، توما بيكيتي، قال لـ"إرم نيوز"، إن مبادرات بعض الجامعات الفرنسية لاستقطاب الباحثين الأمريكيين قد تكون مجرد "مناورة إعلامية" تهدف لتحسين الصورة والارتقاء في التصنيفات الدولية، لكنها قد تُفاقم أزمة الباحثين والطلاب الفرنسيين الذين يعانون أصلًا من نقص في التمويل والفرص.
وأضاف: "لدينا مئات الباحثين الشباب الذين ينتظرون فرص عمل، وهيئات مهددة بالإغلاق... ثم نجد جامعات مثل إيكس-مرسيليا ترصد ملايين اليوروهات لاستقبال باحثين أمريكيين... من أين سيأتون بهذه الأموال؟".
وتابع بالقول: "حتى لو قالت الجامعات إن هذه أموال موجهة لجذب المواهب، فإن الواقع أن هذه الميزانيات تُقتطع بشكل غير مباشر من احتياجات البحث داخل فرنسا."
بدورها، قالت الأكاديمية كريستين موسيه لـ "إرم نيوز" إن الترحيب بالباحثين الأجانب لطالما كان جزءًا من تقاليد البحث العلمي الفرنسي، حيث لا تُشترط الجنسية في التوظيف الأكاديمي.
واستدركت بالتحذير من أن الأزمة الحقيقية تكمن في تدهور تمويل البحث والاعتماد المفرط على برامج "التميز" التي تستنزف الموارد لصالح مشاريع لامعة فقط.
وقالت: "جامعاتنا تمر بأزمة مالية خانقة، ومن الطبيعي أن نتساءل عن مصدر هذه الأموال... هناك خطر أن يتحول الأمر إلى سباق نحو الأسماء الكبيرة والواجهات الإعلامية، بينما تنهار البنية التحتية للبحث".
وفي الوقت نفسه، قللت موسيه من احتمالات تدفق الباحثين الأمريكيين إلى فرنسا قائلة: "البيئة العلمية الأمريكية مدعومة بميزانيات ضخمة تفوق نظيرتها الفرنسية... وحتى لو قدموا إلى هنا، سيصدمهم ضعف الرواتب ورداءة ظروف العمل."
وأضافت موسيه أن الباحثين الفرنسيين لا يجب أن يقلقوا كثيرًا، مؤكدة أنه من المستبعد أن نشهد "موجة" من الباحثين الأمريكيين نحو فرنسا حتى مع وجود هذه الفرصة.
وأوضحت أن "قوة البحث العلمي الأمريكي تكمن أساسًا في قدرة الدولة هناك على ضخ التمويل... وهناك شبكة بحثية كثيفة ومراكز جامعية ضخمة."