نتنياهو يبلغ ماكرون بأن القيود على إسرائيل تخدم إيران

logo
العالم

الكشف عن خطة غربية لتقسيم أوكرانيا مقابل عضوية الناتو

الكشف عن خطة غربية لتقسيم أوكرانيا مقابل عضوية الناتو
الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكيالمصدر: (أ ف ب)
06 أكتوبر 2024، 1:38 م

مع احتدام المعارك بين موسكو وكييف، وتقدم الدب الروسي داخل الأراضي الأوكرانية رغم الدعم الغربي "المالي والعسكري"، ظهرت خطط أوروبية لأول مرة تتضمن مُساومة بين مطالب كييف بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعودة سيادتها على أراضيها.

وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نقلاً عن مصادر، أن الدول الغربية تُناقش خطة تتضمن تخلي أوكرانيا عن مطالباتها ببعض المناطق مقابل إنهاء النزاع مع روسيا والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

أخبار ذات علاقة

مع احتدام القتال.. أوكرانيا "تحبط" هجمات روسية في ليمان وكوبيانسك

وبمقتضى الخطة الأوروبية، تحتفظ روسيا بالسيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها الآن، بالإضافة إلى حصول أوكرانيا على الحماية من دول "الناتو" بموجب المادة 5 من حلف شمال الأطلسي.

والخطة الأوروبية التي تمت مناقشتها في دوائر السياسات الخارجية لأكثر من 18 شهرًا يُطلق عليها "ألمانيا الغربية"؛ لأنه قبل توحيد ألمانيا، كانت الأراضي الغربية جزءًا من "الناتو"، بينما كانت الأراضي الشرقية جزءًا من حلف "وارسو". ومع ذلك، تعارض واشنطن هذه الخطة خوفًا من جر الدول الغربية إلى الصراع.

وفي أول رد من السلطات الأوكرانية على ما نُشر بشأن الخطة الأوروبية لتقسيم أوكرانيا، وصفها مكتب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بـ"الهراء"، مؤكدًا أنه لا يوجد مثل هذا الحديث على الإطلاق.

وأكد خبراء لـ"إرم نيوز" أن الخطة الأوروبية هي نتاج فرضته موسكو على الدول الغربية بعد نجاحها في إجهاض المخطط الغربي لهزيمة الدب الروسي، وأن هذه الخطة هي التي يسعى لتنفيذها المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب، حال عودته لكرسي البيت الأبيض مجددًا.

تصادم حلف الناتو مع روسيا

وأشار المحللون السياسيون إلى أنه في حال تقسيم أوكرانيا، يصبح من الطبيعي ضمها إلى حلف الناتو، إذ إن ميثاق الحلف يرفض ضم أي دولة تعاني من مشاكل حدودية.

وقال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن النهاية الواقعية للحرب الروسية الأوكرانية يجب أن تكون عبر وضع خط حدودي بين الطرفين على غرار حائط "برلين"، الذي كان يفصل بين الشرق والغرب، وذلك لتفادي تصادم حلف الناتو مع روسيا.

وأوضح الأفندي لـ"إرم نيوز" أن الحل المنطقي والوحيد لإيجاد خريطة سلام بين روسيا وأوروبا هو أن يكون هناك خط تماس بين الطرفين وفقًا لقواعد القانون الدولي، يفصل شرق أوكرانيا عن غربها لتجنب المواجهات بين روسيا والناتو.

وأشار إلى أن الخطة الغربية ليست من صنع الدول الأوروبية وإنما واقع فرضته روسيا في حربها مع أوكرانيا والغرب، خاصةً وأن الغرب كان يعتقد في البداية أنه سيُلحق هزيمة استراتيجية بروسيا تؤدي إلى انهيارها اقتصاديًا وعسكريًا، لكن العكس هو ما حدث. ومن ثم بدأ قادة الغرب يبحثون عن حلول، وفي مقدمتهم المستشار الألماني. وبالمناسبة، هذه ليست خطة جديدة، وإنما هي خطة ترامب.

حائط برلين جديد

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية أن الخطة تستهدف تقسيم أوكرانيا، وسيكون نهر دنيبرو هو الفاصل بين الطرفين الروسي والأوكراني، بحيث يكون شرق النهر من نصيب روسيا وغربه من نصيب أوكرانيا، معتبرًا أن هذا النهر سيكون بمثابة حائط برلين جديد.

وحول موقف كييف من خطة التقسيم، قال محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن كييف لا تملك موقفًا واضحًا، فهي تعتمد على الغرب وأمريكا في الأسلحة والأقمار الصناعية في حربها ضد روسيا. وأكد أن قرار التقسيم بيد الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح الأفندي أنه بعد تقسيم أوكرانيا، سيصبح من الطبيعي ضمها إلى حلف الناتو. وبشكل عام، يرفض ميثاق الحلف ضم أي دولة تعاني من مشاكل حدودية.

وتابع: "في النهاية، سيكون هناك تقسيم لأوكرانيا إلى شرقية تتبع روسيا وغربية تتبع حلف الناتو، ليتكرر بذلك سيناريو ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية". 

وأشار إلى أن روسيا قد ترفض في النهاية ضم حتى أوكرانيا الغربية إلى حلف الناتو، لكن بشكل عام، تختلف الأمور السياسية عن الواقع العسكري، ومن ثم قد تكون هناك حلول لا ترضي الطرفين، وقد تحدث جميع السيناريوهات.

من جهته، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن هذه المخططات كانت جزءًا من تاريخ أوكرانيا، وبالتحديد في منطقة غرب العاصمة الأوكرانية، والتي كانت مسرحًا لتلك التسويات. وتعتبر المنطقة الواقعة غرب أوكرانيا "إيفوبا" ضمن نطاق أراضي الدولة البولندية عام 1938، والتي استعادها ستالين، زعيم الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، بناءً على التحركات والتوافقات في أوروبا، وخاصة مع ألمانيا في تلك الفترة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"إرم نيوز" أن الخطة الأوروبية تأتي تزامنًا مع رغبة بولندية في استعادة تلك الأراضي، خاصةً وأن هناك إرثًا تاريخيًا وصراعًا بين البولنديين والأوكرانيين على غرار مجزرة "فولينيا"، وهذا ما عبر عنه وزير الدفاع البولندي منذ يومين.

وتابع قناة: "التسوية الخاصة بالأزمة الأوكرانية تأتي ضمن هذه المخططات، إلا أنه لا يمكن أن تتجسد في اتفاقية دولية تتنازل بموجبها أوكرانيا عن الأراضي التي ضمتها روسيا لتنضم إلى الناتو، موضحًا أن التقسيمات تأتي فقط في إطار الرغبات السياسية، لكن تحقيقها على أرض الواقع صعب، خاصة وأنها تتنافى مع كثير من الأسس والمعادلات بين أوروبا الشرقية والغربية".

واعتبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور عمار قناة أن خطة التقسيم تأتي ضمن الترويج الإعلامي، أو قد تكون تمهيدًا للتوصل إلى حل سياسي في أوكرانيا والاعتراف ضمنيًا بالأراضي التي ضمتها روسيا مؤخرًا في تلك الحرب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC