وزير الخارجية الإيراني يجري محادثات مع مسؤولين عمانيين قبل المحادثات مع واشنطن
ذهب خبراء إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما رفض المقترح الذي قدمته واشنطن لإبرام اتفاق صفقة "المعادن النادرة"، وقدم نسخة معدلة تتضمن مطالب كييف مقابل الصفقة.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما قام به زيلينسكي أثار غضب ترامب؛ ما جعل الأخير يقوم بإحراجه بالشكل الذي جاء بالواقعة التي جرت بالبيت الأبيض من مواجهة لم تحدث من قبل، وجرى فيها "سب" زيلينسكي لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بحضور ترامب، الأمر الذي لن ينساه الأخير وسيضعه في خانة تصفية الحسابات مع رئيس أوكرانيا.
ما حدث "متوقع"
ومن كييف، يوضح الباحث في الشأن الأوكراني، الدكتور يحيى خربوطلي، أن ما حدث بين ترامب وزيلينسكي كان متوقعا، لافتا إلى أن وزير الخزانة الأمريكية زار كييف قبل أيام، حاملا معه اتفاقية حول استخراج المعادن الباطنية في أوكرانيا بما يعادل نصف مليار دولار، واعتبرت إدارة ترامب أن ذلك بمثابة سداد ديون مقابل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وأضاف خربوطلي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الوزير الأمريكي طلب من زيلينسكي توقيع الاتفاقية التي ذهب بها خلال ساعة واحدة، إلا أن الرئيس الأوكراني اعتبر هذه الاتفاقية نوعا من الابتزاز وإهانة لبلاده وبمثابة ضغط عليها للتنازل عن مواردها الطبيعية مقابل لا شيء وبشكل مهين من الولايات المتحدة بقيادة ترامب الذي يحاول استغلال الحرب في أوكرانيا للحصول على مكاسب عدة.
مطالب كييف
واستكمل خربوطلي أن كييف طلبت مقابل هذه الصفقة، أن تتضمن الاتفاقية نفسها، بنودا تتعلق باستمرار تزويد واشنطن لكييف بالأسلحة والحصول على ضمانات أمنية حول عدم استكمال روسيا حربها، وبطبيعة الحال لم يكن يتضمن الاتفاق الذي حمله الوزير الأمريكي ذلك، فرفض زيلينسكي التوقيع؛ ما أثار غضب ترامب، ومع مجيء الأخير إلى البيت الأبيض، قام بتقديم اتفاقية معدله تأخذ بعين الاعتبار مطالب كييف، الأمر الذي رفضه ترامب وأصر على نسخة الاتفاق التي قدمها.
وذكر خربوطلي أن الرئيس الأوكراني كان يتوقع هذا الموقف من ترامب، وأراد أن يوضح من خلال زيارته واشنطن للشركاء الأوروبيين والعالم، نوايا ترامب الاستغلالية، مشيرا إلى أن زيلينسكي كان قد وقّع في السابق مع شركائه الأوروبيين اتفاقية لاستخراج المعادن في بلاده، بشروط مناسبة لأوكرانيا، ومن ثم فإن عدم توقيع الاتفاقية مع أمريكا لم يجلب أي خسارة لزيلينسكي، بل عزّز موقعه بين الدول الأوروبية ونال تعاطفها وتضامنها، فضلا عن زيادة حجم المساعدات وإرسال قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا.
إذلال زيلينسكي
فيما يقول الخبير في العلاقات الدولية، سعيد عبد الحفيظ، إن هناك توجها أمريكيا إلى إذلال زيلينسكي؛ لأنه فعل ما لم يحدث من قبل في البيت الأبيض عندما "سب" نائب الرئيس في المكتب البيضاوي، بحضور الرئيس ذاته، وهو ما يعتبر إهانة كبيرة ستظل حاضرة في التعامل مع زيلينسكي وتصفية الحسابات معه ولكنّها لن تلغي صفقة المعادن.
وبين عبد الحفيظ في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الحديث عن إلغاء صفقة المعادن، ليس بالأمر الجاد من الجانب الأمريكي؛ لأن ترامب رتّب العديد من الأمور الاقتصادية والمشروعات والصفقات على أثر "المعادن النادرة" واستخدامها في صناعات وعمليات تكنولوجيا متعددة، ستدرّ من جهة أخرى أرباحا كبيرة لمؤسسات أمريكية وعدها ترامب بالسير في هذه الصفقة، فضلا عن المكاسب والدخل الذي سيُجنى من هذه الصفقة.
تلطيف الأجواء
ويؤكد عبد الحفيظ أن ما يقوم به زيلينسكي من تلطيف للأجواء وسط ما هو متوقع من محاولة فتح خطوط تهدئ من ثورة ترامب على الرغم من طرده من البيت الأبيض والتعامل معه بشكل غير لائق، سيلحقه تنشيط مرة أخرى لإتمام صفقة المعادن التي يرى الأوروبيون وزيلينسكي أنها ستعطي حضورا متعددا للولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية، سواء عسكري أو سياسي ارتباطا بمكاسب هذه الصفقة، لتكون واشنطن حاضرة أمام موسكو بسلاحها ووجودها الذي مازال قائما على الأرض في أوكرانيا.
وتابع عبد الحفيظ أن صفقة "المعادن النادرة"، سيكون لها أثر في منع تهديدات ترامب بالانسحاب نهائيا من هذه الحرب، أو المضي في اتفاق مع بوتين يجعل موسكو تضم بشكل رسمي الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها القوات الروسية.