تلغراف: بريطانيا تصارع أكبر تهديد دولي منذ الحرب الباردة

حذَّر رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، مساعد المفوض مات جوكس، من أن بلاده تتصارع حاليًا مع أكبر تهديد من دول معادية منذ الحرب الباردة، وفق ما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية.

وبحسب الصحيفة، فإن "التهديد الثلاثي الذي تشكله إيران والصين وروسيا، أدى إلى زيادة عبء عمل سكوتلاند يارد بمقدار 4 أضعاف منذ هجمات سالزبري في 2018".

وقالت إن "جوكس كشف عن إنشاء وحدة متخصصة لمعالجة هذا الخطر المتصاعد"، مضيفة أن "وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، حذَّر من عدم إثارة المخاوف، إلا أنه يرددها بشأن حتمية إبقاء الدول المعادية في مأزق"، منوهة إلى أن "الأمر لا يتعلق بالإثارة والذعر، بل بالاستعداد للدفاع عن المصالح الوطنية إلى جانب الحلفاء".

وأردفت أن "حالة التأهب المشددة هذه تأتي في أعقاب نصيحة أحد كبار المسؤولين العسكريين في حلف شمال الأطلسي للمدنيين، بالاستعداد لحرب شاملة مع روسيا في غضون العشرين عامًا المقبلة، لاسيما أن تحذير ألمانيا من هجوم روسي محتمل على الناتو في أقل من 5 سنوات، يزيد من المخاوف المتزايدة".

ووفقًا للصحيفة، فإن "جوكس سلط الضوء على الاتجاهات الثابتة في عمليات إيران والصين وروسيا، بما في ذلك استخدام المجرمين المنظمين لتنفيذ توجيهاتهم داخل المملكة المتحدة"، موضحة أنه "يتم تحديد الانتخابات المقبلة في بريطانيا والولايات المتحدة على أنها فرص محتملة للدول المعادية للتدخل في العمليات الديمقراطية، الأمر الذي يزيد من مستوى التهديد الحالي".

وأشار رئيس شرطة مكافحة الإرهاب إلى "التحديات الفريدة التي يفرضها التهديد الثلاثي من هذه الدول، حيث يمثل التجسس والتدخل الأجنبي والأنشطة التي ترعاها الدولة، الخطر الأكثر حدة منذ الحرب الباردة، واستجابة لهذا المشهد المتطور، تم إنشاء فريق تحقيق جديد لمواجهة تهديدات الدولة، مع ضباط متخصصين يعملون بالتعاون مع شركاء الاستخبارات".

وأكد جوكس "الالتزام القانوني لشرطة العاصمة بدعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في إسرائيل، حيث تم تلقي 92 إحالة لجرائم حرب والتدقيق المستمر في تصرفات كل من حماس وإسرائيل، حيث يظل التوازن الدقيق بين الالتزامات الدولية والأولويات المحلية موضوعًا للتدقيق وسط عصر من التهديدات غير المسبوقة".

وبينما يلوح خطر الصراع في الأفق، يشير الأدميرال روب باور من حلف شمال الأطلسي إلى أن "أعدادًا كبيرة من المدنيين قد تحتاج إلى التعبئة"، مشددًا على "حاجة الحكومات إلى إنشاء أنظمة لإدارة مثل هذه السيناريوهات".

وختمت "التلغراف"، أنه "في مواجهة الصراع المحتمل، فإن دعوة وزير الدفاع للقيادة وردع الدول المعادية والاستثمار في القوات المسلحة، تتماشى مع الجهود المبذولة لتحصين دفاعات بريطانيا، ومع ذلك لا تزال هناك مخاوف بشأن تسييس مشاركة شرطة العاصمة بالتحقيق في جرائم الحرب المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وغزة".