إعلام عبري: الهجوم الحوثي على تل أبيب يضع إسرائيل في مأزق استراتيجي

رأت مصادر إسرائيلية أن الهجوم بالمُسيّرة على تل أبيب، فجر الجمعة، الذي تبنته جماعة الحوثي في اليمن، يعد تجاوزًا للخطوط الحمراء، وأنه بصدد تغيير قواعد اللعب.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الهجوم الذي أودى بحياة مواطن إسرائيلي إشارة على بداية موجة تصعيد إقليمي، وضع إسرائيل أمام مأزق استراتيجي، يتعلق بكيفية الرد من دون الانجراف وراء حرب شاملة في المنطقة.

وأوضحت صحيفة "معاريف"، عبر محللها آفي أشكنازي، أن فحوى الهجوم هو رسالة إيرانية تلقتها إسرائيل، فالتقنية والقدرات المستخدمة في الهجوم إيرانية.

وقال إن المسيرة المستخدمة من طراز متطور وأكبر حجمًا، في حين يعد مقطعها الراداري صغيرا، الأمر الذي صعّب اكتشافها عبر الرادارات الإسرائيلية.

ويباشر سلاح الجو الإسرائيلي التحقيقات في تلك الواقعة، وقال إن التحقيقات الأولية أظهرت أن خطأ بشرياً وراء نجاح المسيرة في بلوغ هدفها وعدم اكتشافها.

رسالة إيرانية

وبيَّن أن المسيرة نجحت في ضرب بناية في تل أبيب، على الرغم من أن طائرات إسرائيلية تعمل على مدار الساعة لاكتشاف الأهداف المعادية، كما أن القوات الأمريكية في المنطقة نشرت شبكة رادارات في أرجاء الشرق الأوسط.

ومع ذلك، نجحت تلك المسيرة في التسلل إلى قلب تل أبيب، الأمر الذي دفع الصحيفة لطرح سؤال بشأن كيفية نجاح الجهة المطلٌقة، والتي من المفترض هنا أنها جماعة الحوثي، في توجيه المسيرة، وكيف عرفت أين توجهها؟

وذكر أشكنازي أن من أطلق المسيرة "يعلم مدى حساسية منطقة تل أبيب والأصداء التي ستحدث، وأن واقعة من هذا النوع لن تمر بسهولة مقارنة بما يحدث لو استهدفت إيلات أو مستوطنات الشمال.

وربط بين إطلاق المسيرة وبين تهديد نصر الله الأخير بأنه سيستهدف مواقع جديدة، وقال إن إيران ترصد التطورات في المنطقة ولديها حساباتها الخاصة، وبالتالي جاء إطلاق المسيرة على تل أبيب "كرسالة ناسفة" ألقيت من سماء المدينة.

حرب إقليمية

وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت الواقعة ستشعل حربًا إقليمية، وقالت إن تل أبيب زُلزِلت فجر اليوم على خلفية الانفجار الذي وقع في منطقة قريبة من البناية التي فيها مقر للسفارة الأمريكية في شارع بن يهودا، وأدخلت منطقة تل أبيب-يافا في حالة طوارئ.

وذهبت إلى أن الواقعة تثبت أن الحرب في أشدها، وأنها حرب صعبة ومؤلمة، كما أشارت إلى أن الموقع الذي أطلقت منه المسيرة غير معلوم بعد، وما إذا كانت أطلقت من اليمن أم منطقة أخرى.

وتحدثت الصحيفة مع روتيم مي طال، المدير التنفيذي لشركة أنظمة أسكارد في تل أبيب، التي تطور تكنولوجيا عسكرية وأمنية، الذي أخبرها أن نجاح المسيرة في بلوغ هدفها يؤشر إلى تكنولوجيا إيرانية متطورة وصلت إلى الحوثيين، وذكر أن الثابت هو أن هذا الهجوم إيراني، ولكن بأيدي الحوثيين.

المشكلة الصعبة

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه منذ انضمام الحوثيين إلى الحرب على إسرائيل كجبهة إضافية داعمة لغزة، لم تتوقف التهديدات القادمة من اليمن.

 ودعت إلى عدم التقليل من شأن المناورات التي أجراها الحوثيون في الشهور الأخيرة، على مهاجمة مواقع حيوية وقواعد عسكرية من إسرائيل.

وأضافت أن الحوثيين "يدربون قوات للتسلل البري إلى إسرائيل، رغم من بعد المسافة. وعلى الرغم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الهجوم بالمسيرة على تل أبيب أثبت أن الحوثيين مشكلة لإسرائيل ومشكلة صعبة".

ونبّهت إلى أن التنسيق المباشر للحوثيين مع مصادر فلسطينية وأخرى موالية لإيران ومع حزب الله، "كل ذلك يمنح الحوثيين موطئ قدم قريب من إسرائيل، ما يعني أن العمليات الحوثية لا يشترط أن تأتي من اليمن".