logo
العالم

عنف غير مسبوق.. مهاجرو بريطانيا ضحية اليمين المتطرف

عنف غير مسبوق.. مهاجرو بريطانيا ضحية اليمين المتطرف
سيارة محترقة إثر عنف ضد المهاجرينالمصدر: رويترز
06 أغسطس 2024، 8:54 م

أعمال شغب وعنف لم تشهدها المملكة المتحدة منذ أكثر من 10 سنوات، استهدفت المهاجرين وطالت فندقين يؤويان طالبي لجوء في تامورث، بالقرب من برمنغهام شمال البلاد.

هذه الاحتجاجات التي نظمها اليمين المتطرف، اندلعت منذ عدة أيام في جميع أنحاء إنكلترا وأيرلندا الشمالية، وهزت مدنًا مثل ساوثبورت، ليفربول، بلفاست، هال، لندن، هاليفاكس مستهدفة بشكل رئيسي الأماكن الإسلامية، أو الهياكل المرتبطة بالهجرة (مراكز استقبال المهاجرين على وجه الخصوص)، بحسب موقع "إنفوميغرون".

بدأت موجة الغضب هذه، التي قادتها مجموعات يمينية متطرفة صغيرة، مباشرة بعد الهجوم المروع بالسكين في ساوثبورت (شمال غرب إنكلترا)، يوم الاثنين 29 يوليو الماضي، والذي فقدت خلاله 3 فتيات صغيرات حياتهن.

أخبار ذات علاقة

بريطانيا.. توقيف 378 "مثير شغب" وستارمر يتعهد بـ"عقوبات جنائية"

 

وذكرت السلطات بعيد الواقعة أن المهاجم ولد في بريطانيا وهو غير مسلم، وأن الهجوم لم يكن إرهابيا. إلا أنه وسط انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حول المهاجم على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع في اليوم التالي، الآلاف وهتفوا "أنقذوا أطفالنا" و"نريد استعادة بلادنا" و"أوقفوا القوارب".

ومنذ ذلك الحين، أصيبت البلاد بالصدمة إزاء الصور التي ظهرت في الأيام الأخيرة: نهب الفنادق، وشركات الأجانب ومهاجمة المساجد، فيما تكافح الحكومة البريطانية لتهدئة الأمور. وبحسب الإحصائيات التي نشرتها وسائل الإعلام البريطانية، فقد تم اعتقال أكثر من 400 شخص خلال الأسبوع الماضي.

"كفى"

والأحد 4 أغسطس، قالت الشرطة المحلية إن فندقاً يؤوي طالبي لجوء تعرض لأعمال عنف في المساء بالقرب من برمنغهام بوسط إنكلترا، وحسبما ذكرت شرطة ستافورشاير في بيان صحفي "قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بإلقاء مقذوفات وتحطيم النوافذ وإشعال النيران واستهدفت الشرطة"، في فندق هوليداي إن، وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن هذا الفندق كان يؤوي طالبي اللجوء.

ويشير "كفى"، الذي أصبح شعار المتظاهرين المناهضين للهجرة، إلى وصول آلاف المهاجرين إلى المملكة المتحدة بعد عبور القناة على قوارب هوائية.

وفي روثرهام، شمال البلاد، تجمع عدة مئات من الأشخاص أمام فندق آخر يؤوي أيضًا طالبي اللجوء الأحد، حيث اندلعت اشتباكات مع الشرطة. وأشعل المتظاهرون النار وألقوا مقذوفات على رجال الأمن، فيما ردد آخرون شعارات مثل "أطفئوهم"، وتمكن البعض من دخول المركز، رغم أنه لم يكن من الواضح على الفور ما إذا كان أي من طالبي اللجوء بالداخل في ذلك اليوم. 

شائعات ومعلومات كاذبة 

وقال الموقع الفرنسي إن المهاجم يبلغ من العمر 17 عامًا، ويدعى أكسل روداكوبانا، وانتشرت شائعات متعددة على شبكات التواصل الاجتماعي تتعلق بدينه وأصله. 

أثناء مثوله الأول أمام المحكمة، بليفربول، في الأول من أغسطس الجاري، قرر القاضي أندرو ميناري الكشف عن اسمه، موضحًا أن هذا الإجراء "الاستثنائي" كان يهدف إلى مكافحة انتشار المعلومات الكاذبة، وتم توجيه الاتهام إليه واحتجازه.

وفقًا لبعض النواب، فإن أعمال الشغب العنيفة التي حدثت منذ مقتل الفتيات الثلاث الصغيرات، كانت مدفوعة عبر الإنترنت من قبل منظمات يمينية متطرفة. 

وأعلنت الحكومة أنها ستعزز حماية الشرطة للمساجد، ويعتقد بعض المعلقين والسياسيين أن صعود الخطاب المناهض للهجرة في الطبقة السياسية يضفي الشرعية على المتظاهرين.

ولم تشهد البلاد مثل هذه الاحتجاجات منذ عام 2011، بعد وفاة الشاب المختلط العرق، مارك دوجان، الذي قتلته الشرطة في شمال لندن. وبحسب الإحصائيات التي نشرتها وسائل الإعلام البريطانية، فقد تم اعتقال أكثر من 400 شخص خلال الأسبوع الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC