مبعوث بوتين: ترامب يبدو راغبا في إيجاد حلول لحرب أوكرانيا عكس الإدارة السابقة
رأت صحيفة "التلغراف" في تقرير لها أن حلفاء مارين لوبان الأوروبيين قد يصوّرونها كـ"شهيدة" ذُبحت بأوامر من النخب العالمية الساعية لمنعها من قيادة واحدة من أكثر الدول نفوذًا في الاتحاد الأوروبي، ما يحولها لأداة في صراعات اليمين المتطرف في الاستحقاقات السياسية القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اليمين القومي في أوروبا لن يتردد في تحويل لوبان إلى "جان دارك" جديدة، لتكون كبطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
ورغم حلمها في أن تصبح رئيسة لفرنسا، قد تضطر مارين لوبان إلى الاكتفاء بأن تكون رمزًا في معركة الأفكار التي تجري في عالم الإنترنت، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكم القضائي الذي أدانت فيه المحكمة لوبان، يوم الاثنين بتهمة اختلاس أموال الاتحاد الأوروبي، وحظرها من المشاركة في الحياة السياسية الفرنسية لمدة خمس سنوات، قد يكون هو اللحظة المثالية لها للظهور كضحية.
وشبهت الصحيفة ما تقوم به لوبان، بالذي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفعله، حيث أقنع ناخبيه بأنه ضحية لـ "حرب قانونية" شنتها طبقة نخبويّة كانت تهدف إلى منعه من الوصول إلى السلطة.
وأكدت الصحيفة أن لوبان، بفضل جهودها الحربية، استطاعت تحويل حزب "التجمع الوطني" الذي أسسه والدها جان ماري لوبان إلى أكبر حزب في البرلمان الفرنسي، وجعلته أقرب إلى السلطة وأوسع احترامًا من أي وقت مضى.
وأضافت أن حزب "التجمع الوطني" قد يسقط الحكومة الفرنسية، التي يترأسها إيمانويل ماكرون منذ يوليو، بسهولة بعد صدور الحكم القضائي الذي سيجعل استمرار حكم ماكرون أكثر صعوبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن لوبان قد خاضت الانتخابات الرئاسية الثلاثة الأخيرة، محققةً تحسنًا في أدائها في كل مرة، حيث وصلت إلى الجولة الثانية في المرتين الأخيرتين. وكان يُعتقد أن انتخابات عام 2027 سيكون هو العام الذي تحقق فيه زعيمة حزب التجمع الوطني اختراقًا كبيرًا.
ورغم أن الحكم القضائي قد منعها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن العامين القادمين سيشهدان العديد من السجالات القضائية، ما قد يتيح لها الفرصة للترشح مرة أخرى.
وفي هذا السياق، أكد محامي لوبان، رودولف بوسلو، أن موكلته ستستأنف الحكم في الوقت المناسب للترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2027.
وتابعت الصحيفة بأن هذا الحكم يمثل ضربة قوية للسيدة لوبان وحزبها، الذي سيواجه الآن التحدي المتمثل في تحديد ما إذا كان نائبها، جوردان بارديلا البالغ من العمر 29 عامًا، قادرًا على شغل منصبها.
وأشار الصحفي إلى أن العلاقات بين مارين لوبان والرئيس الأمريكي ترامب ليست دائمًا سلسة، لكن البيت الأبيض قد يجد نفسه في وضع يمكنه من دعم قضيتها، خاصة في ظل انتشار حركة "جعل أمريكا عظيمة مجددًا" على الصعيد العالمي.
ومن المحتمل أن يسعى ترامب وحلفاؤه إلى جعل مارين لوبان رمزًا في الحرب الثقافية التي يخوضونها، سواء في الخارج أم في الداخل.
