ما لم يقله ترامب وهاريس في المناظرة "قالته لغة جسديهما"

لم يترك الخبراء والمحللون تفصيلًا إلا علّقوا عليه، فيما يتعلق بالمناظرة الرئاسية المهمة للمرشحيْن في الانتخابات الأمريكية، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب.

كبير المحللين السابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي جو نافارو، كان آخر هؤلاء، حينما تناول إيماءات المتنافسيْن، ولغة الجسد التي عبّرت عنهما خلال المناظرة التي جرت الثلاثاء الماضي، ولاقت اهتمامًا داخل الولايات المتحدة وخارجها.

 وأكد نافارو في حديث متلفز لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، أن معركة لغة الجسد بدأت بسرعة، مع تقدم نائب الرئيس إلى نصف المسرح الذي كان يقف فيه الرئيس السابق وإجباره على مصافحتها. ثم وضعته على الفور في موقف دفاعي.

المصافحة

وفي مقال أيضًا نشرته مجلة "بوليتيكو"، قال نافارو، إن هاريس "حصلت على ما أرادت"، مشدداً على أن "المصافحة هي أكثر من مجرد تحية. فهي وسيلة لنقل الأدب والكياسة من شخص إلى آخر".

وأضاف: "عندما بادرت هاريس إلى المصافحة، جسدت رسالتها عن الوحدة بدلاً من الانقسام، وأظهرت أنها لم تكن خائفة من مواجهة ترامب. لقد فاجأته عندما عادت إلى منصتها على المسرح، كانت هناك ابتسامة كبيرة على محياها، فقد حصلت على ما تريد، وكانت تعي ذلك".

ووفقا لنافارو، فإن "الرئيس السابق كان حريصاً على التحديق أمامه مباشرة، وكأن النظر إلى هاريس سيشكل نقطة ضعف له".

وتابع الخبير: "تتطلب مواصفات القيادة الجيدة مواجهة الخصم وجهاً لوجه، ومن ثم فإن رفض ترامب النظر في عيني هاريس لمدة 90 دقيقة تقريبًا يمكن قراءته بطرق عديدة: كشكل من أشكال اللامبالاة، أو عدم الاحترام، أو حتى الخوف من أن ذلك قد يجعله بطريقة ما منزعجًا".

بخلاف ذلك، نظرت هاريس مباشرة إلى ترامب عندما تحدثت، وكانت تخاطبه مباشرة في بعض الأحيان، حيث أظهرت أنها "لا تخشى النظر في عينيه، أو التواصل معه، أو تحديه بشكل مباشر".

حديث ذقن هاريس

عندما اتهم ترامب هاريس بأنها "ماركسية" بسبب المسيرة الأكاديمية لوالدها، نظرت إليه ويدها على ذقنها وكأنها "تكذّبه بشكل مطلق".

وقال نافاور إن تلك الحركة "كانت طريقة ولافتة للنظر بشكل متعمد، لتقول بصمت: (لا أستطيع حتى أن أصدق ما تقوله)".

وعدّ نافارو أن هاريس استخدمت الحركة مرات عدة عندما كان ترامب يقول أمورًا عدّتها شائنة، مضيفًا "لا أستطيع أن أتذكر مناظرة رئاسية أخرى خلال 50 عامًا رأينا فيها مثل هذا السلوك، وهذا يقول أمراً عن هاريس واستعدادها لنقل مشاعرها بشكل مباشر وصريح، ودون خوف، والنظر إلى ترامب بتركيز شديد".

"عينا ترامب الفزعتان"

وفي حديثه المتلفز لـ"سي أن أن"، قال نافارو إن الأمر كان مختلفًا، تمامًا، عن الموقف المنتصر لترامب عندما يواجه معجبيه، وحدث تبادل واضح عندما هاجمت هاريس تلك الأحداث بالذات، قائلة: "بدأ الناس يغادرون تجمعاته مبكرًا بسبب الإرهاق والملل".

زمّ ترامب شفتيه واتسعت عيناه، وعلق نافارو على الأمر بالقول: "لقد شعر (ترامب) بالفزع من ذلك. في أي وقت نشعر فيه بالدهشة أو الفزع، نميل إلى فتح أعيننا للسماح بدخول المزيد من الضوء. أعتقد أن هذا كان شيئًا لم يتوقعه أبدًا".

توتر الرقبة

ورأى الخبير أن التوتر والقلق كانا باديين على هاريس لدى إجابتها عن أول سؤال طرح عليها، لافتاً إلى أنه كان من الممكن ملاحظة ذلك من خلال "عضلات رقبتها وطريقة بلع ريقها".

وأشار إلى أن تلك الإيماءات الجسدية "تعد نوعًا من التوتر العصبي الذي ينتقص كثيرًا من مظهر الثقة"، "رغم أن الأمر لم يكن واضحاً، فإنه لا يمكن إخفاؤه عن العين الخبيرة، وقد استغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقع لتبديد ذلك التوتر".

ولفت إلى أن هاريس رغم ذلك تعافت من القلق مع استمرار المناظرة. أما ترامب فقد ظهر أكثر هدوءًا وأقل توترًا في البداية.