صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
أثبت الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن البحث في السجل التاريخي للملياردير إيلون ماسك، أكد أن الشاب القادم مهاجرًا وباحثًا عن فرصة حياة أفضل من وطنه الأم، جنوب أفريقيا، عمل في بداية حياته المهنية بالولايات المتحدة بطريقة غير قانونية.
وتعتبر تصريحات الرئيس الأمريكي الأحدث من نوعها، في توقيت حاسم من عمر الحملة الانتخابية لرئاسة البيت الأبيض، في محاولة لدق مسمار في مسألة مركزية بالحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وداعمه الأول في البلاد إيلون ماسك، وهي مسألة الهجرة، وقدوم الملايين من الحالمين عبر الحدود إلى الولايات المتحدة.
وأثار بايدن تاريخ ماسك، الذي شق طريقه في الوظيفة، ومن بعد ذلك في الأعمال، قبل أن يتحول إلى أكبر الأثرياء في الولايات المتحدة، وفي العالم، بتوقيت حساس انتخابيًا..
وكذلك الأمر حساس لماسك، الذي بات يشكل مركز الحملة الانتخابية لترامب، وللحزب الجمهوري، سواء من خلال ظهوره الشخصي المتكرر في تجمعات الرئيس السابق، أو من خلال المنافسة التي أطلقها بين الناخبين المسجلين والموقعين على عريضة دعم التعديل الدستوري، بتقديم منحة المليون دولار اليومية أو من خلال تلك المبالغ التي تبرع بها لحملة ترامب، التي بلغت حتى الآن 125 مليون دولار، وبذلك يعد ماسك أكبر المانحين بين الأثرياء الأمريكيين في هذه الانتخابات.
ويقدم ترامب ماسك على أنه مشروع مسؤول كبير للإشراف على إنفاق الحكومة الفيدرالية في حال انتخابه، وعودته إلى البيت الأبيض، بصفة المراقب المالي.
ويشترك ترامب في الرؤية التي يقدمها ماسك لقضية المهاجرين غير القانونيين القادمين إلى الولايات المتحدة، من خلال إظهار الرغبة في ترحيل جماعي لهؤلاء ضمن حملة وطنية تشمل 15 مليونًا من المتواجدين داخل الولايات المتحدة..
هذا إضافة إلى تقييد الحركة عبر الحدود، والعودة إلى مشروع بناء الجدار الحدودي، وتغيير قوانين الجنسية، وحتى تلك المواد الدستورية التي تعطي الحق للمواليد فوق الأراضي الأمريكية بالحصول على الجنسية بصورة آلية.
ويعد ماسك أحد أكبر المتشددين بين مقربي ترامب فيما يتعلق بقضايا التعامل مع المهاجرين، لكنه من وجهة نظر الديمقراطيين ينسى أن طريقه إلى المجد والثراء بدأ من حيث يقف كثير من الحالمين القادمين إلى الولايات المتحدة..
لكنه عوضًا عن إظهار تفهم أفضل لهذه المسألة المعقدة بين شقيها القانوني والأمني، وشقها الإنساني، اختار أن يتناسى ماضيه الشخصي الكامل، وينخرط في الترويج لتلك السياسات المعادية للمهاجرين، التي يطلقها ترامب ومناصروه في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وهذه القضية التي يثيرها الديمقراطيون تلقي بظلالها على مشاهد الأسبوع الأخير والحاسم من عمر الحملة الانتخابية، وتضيف متاعب جديدة للملياردير الأمريكي الذي اختار أن يكون في صف الجمهوريين في هذه الانتخابات، مخالفًا بصورة كاملة المعسكر الذي كان قد أيده قبل أربع سنوات، عندما كان مؤيدًا للمرشح الديمقراطي ومشروع الحزب، ومعاديًا بصورة كاملة للمرشح الجمهوري سابقًا والمرشح الحالي ترامب.
ويتساءل الديمقراطيون: لماذا تغيرت قناعات الملياردير ماسك، وبهذه الصورة الكاملة خلال العامين الأخيرين؟
هناك الكثير من الإجابات التي يحاول الديمقراطيون تقديمها، لكنها جميعًا لا توصف بـ"الحاسمة"، وإن كان بعض هؤلاء يرجح أن تكون المسألة مرتبطة بمشروع الديمقراطيين بفرض ضرائب على الأثرياء، وتوجه ترامب إلى تقديم المزيد من التخفيضات الضريبية لهؤلاء في حال عودته إلى البيت الأبيض في المرحلة المقبلة.
لكن التفسير الأقرب، وفق مقربين من ماسك، يعود إلى معارضة الملياردير للسياسات الانفتاحية التي اتبعها الديمقراطيون في ولاية كاليفورنيا، في مسألة السماح قانونيًا للأطفال باختيار هوياتهم الجنسية من دون الحاجة إلى إشراك عائلاتهم، وهو الإجراء الذي دفع ماسك إلى التهديد بنقل مقر شركاته من الولاية الصناعية إلى ولاية تكساس التي يحكمها جمهوريون محافظون.
ويواجه الملياردير أزمة أخرى أثارتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، عندما كشفت أن ماسك على اتصال دائم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه أجرى على الأقل سبعة اتصالات معه خلال العامين الأخيرين.
ولأن ماسك يدير ويملك مؤسسات هي على صلة مباشرة بالأمن القومي، منها شركات الفضاء الخارجي، والإنترنت، فإن نوابًا في الكونغرس أثاروا المسألة من الناحية الأمنية، ومدى إمكانية التدقيق في حقيقة وطبيعة هذه الاتصالات.
وفي مقابلة تلفزيونية نادرة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون المستقل، والذي كان وجهًا بارزًا بقناة "فوكس نيوز" المقربة من ترامب، وصف الرئيس الروسي ماسك بأنه رجل ذكي وناجح، ما يضيف المزيد من الأسئلة حول هذه العلاقة، وحول تلك العلاقة التي يثار بشأنها الكثير من الأسئلة والتي تجمع المرشح الجمهوري بالرئيس الروسي.
وتقول معلومات صادرة في كتاب "الخوف" للصحفي الاستقصائي، بوب واردز، إن ترامب أجرى اتصالات دورية بالرئيس الروسي بعد مغادرته البيت الأبيض، إضافة إلى تزويده لبوتين بمعدات فحص كوفيد-19، خلال أزمة كورونا، عندما كان رئيسًا للبلاد.
ليست هذه الاتهامات الوحيدة التي يواجهها الملياردير الأمريكي، فهناك أيضًا ذلك التحذير الذي أصدرته وزارة العدل قبل أيام، والذي يتناول مبادرته بمنح منحة المليون دولار للناخبين المسجلين في التجمعات الانتخابية الداعمة لترامب.
وتقول الوزارة إن سلوك ماسك قد يكون مخالفًا للقوانين الفيدرالية التي تنظم الانتخابات العامة من خلال إعطاء أموال للناخبين، وبهذه القيمة تحديدًا، لتوجيه اختياراتهم والتأثير على توجهاتهم، وهو تحذير جعل الترويج للمبادرة يتراجع قليلًا في تجمعات دعم ترامب.
وما يثير قلق الديمقراطيين، هو ظهور صورة نفوذ المال المتنامي، فيما صار يوصف في خطابات الحزب الديمقراطي بتجمع الأثرياء من حول الرئيس السابق، وظهور الصورة السياسية للانتخابات الحالية بين مرشح ثري يدعمه الأثرياء الذين يسعون لصناعة الرأي العام المؤيد لتوجهاتهم، ودفع الانتخابات في اتجاه معين لصالح ترامب، ومرشحة ديمقراطية هي كامالا هاريس، التي تأتي من الطبقة الوسطى الأمريكية التي تتبنى سياسات تسمح للعمال والعائلات الأمريكية بالتطور وتحقيق فرص الازدهار في حياتها، عن طريق الدفع بتشريعات مساعدة لها في الجهة المقابلة.
ويرى محايدون أن الحديث عندما يتعلق بمقارنات الثراء ينتهي بأن ما تملكه المرشحة الديمقراطية من أموال في رصيدها الشخصي، هو أقل بخمس وعشرين مرة مما يمتلكه المنافس الجمهوري، لكن الانتخابات الرئاسية لم تكن يومًا مرتبطة بمعدل المال والثراء، ولا بالقدرة على تجميع الأثرياء من حول مرشح محدد، لذلك فإن هذا السباق مفتوح على جميع الاحتمالات في أسبوعه الأخير، قبل موعد الحسم.