هيئة الأرصاد الجوية: زلزال بقوة 5.8 درجة يهز تايوان
بعد نحو 105 أعوام على فقدانهم في الحرب العالمية الأولى، دفن ثلاثة جنود كنديين شمال فرنسا بعدما عثر على رفاتهم.
وفي السنوات الأخيرة، يُعثر على عدد متزايد من رفات الجنود المفقودين خلال الحرب العالمية الأولى بفضل أشغال كبرى وتنظيم أفضل للخدمات المكلفة الاهتمام برفاتهم.
وقال غوردون غيلفيثر (77 عاما)، حفيد شقيقة السرجنت ماسغريف، الذي كان في كتيبة المشاة الكندية السابعة وفقد في سن الثانية والثلاثين: "كنا نعرف أنه قُتل" لكن "وجود مكان لنزوره للذكرى أمر مختلف تماما". وأضاف: "إنه يوم مؤثر جدا".
ويتذكر جيمس ماسغريف كولتمان (83 عامًا)، الحفيد الآخر لشقيقة السرجنت الذي سمي كذلك تخليداً لذكرى العسكري، صورته "معلقة في غرفة المعيشة في منزل جدتي أخته الوحيدة". ويقول: "إنه حدث استثنائي. والأمر الوحيد الذي يؤسفني هو أن جدتنا ليست هنا".
ودُفن ماسغريف الذي عُثر على رفاته في 2017 بالقرب من لينس في منطقة با دو كاليه، في مراسم عسكرية الخميس، مع مرتبة الشرف العسكرية، في أقرب مقبرة بريطانية في لوزاغوهيل بالقرب من اثنين من رفاق السلاح هما هاري أثرتن (24 عاما) والكابورال بيرسي هوارث (23 عاما).
600 ألف جندي ما زالوا مفقودين
هؤلاء الثلاثة الذين تم العثور على رفاتهم ولدوا في بريطانيا وهاجروا إلى كندا، حيث عمل أحدهم بحارا والثاني نجارا والثالث عامل نقل، قبل أن يلتحقوا بالجيش ويُرسَلوا إلى أوروبا.
وقتل ثلاثتهم في اليوم الأول من معركة الشاطئ 70 الشرسة التي سقط فيها أكثر من عشرة آلاف كندي بين 15 و25 آب/أغسطس عام 1917 في محاولة لاستعادة مدينة التعدين الاستراتيجية لنس.
وكانت العظام التي يُعثر عليها باستمرار بين بلجيكا وباريس لفترة طويلة تُنقل سرا.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن مدير دائرة الآثار في أراس آلان جاك، وهو من أوائل الذين دافعوا عن عمليات البحث المنهجية لتلك الفترة، أوضح أنه "أثناء إنشاء البنى التحتية الرئيسية الأولى لم تكن هناك قواعد لاستخراج البقايا"، وقال إن "المتعهدين والمزارعين كانوا يتحفظون على الإبلاغ عن أي رفات يكتشوفنه خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة أعمالهم".
وأضاف أن اكتشاف البقايا يتسارع الآن "لأن الورشات تستدعي بشكل منهجي خبراء إزالة الألغام، وهم جنود سابقون غالبًا ما يكونون حساسين حيال هذا الرفات، وكذلك بفضل وجود خدمات تفاعلية متخصصة".
يتم اكتشاف أربعين إلى ستين شخصا كل عام أثناء أعمال زراعية أو في مواقع بناء
فرصة حاسمة
ومنذ عامين يعمل علماء أنثروبولوجيا مقرهم في شمال فرنسا مع الهيئة التي تشرف على قبور جنود الإمبراطورية البريطانية السابقة "مفوضية الكومنولث لمقابر الحرب"، وهم مسؤولون عن تسلم الرفات وعناصر تحديد هويات أصحابه، فيما عين المكتب الوطني للمحاربين القدامى في فرنسا أيضًا عالم أنثروبولوجيا مؤخرًا.
وكشف رئيس وحدة تسلم الرفات في مفوضية الكومونولث ستيفان ناجي بناء شبكة في عالم الأشغال العامة وإزالة الألغام والشرطة للتبليغ بالعثور عن البقايا.
الرسالة هي أنه حتى بعد مرور قرن لن ننسى أنهم ضحوا بحياتهم لنتمكن من العيش بسلامغوردون غيلفيثر
والهيئة تعنى برفات نحو أربعين إلى ستين شخصا كل عام يتم اكتشافه أثناء أعمال زراعية أو في مواقع بناء، مثل توربينات الرياح، حيث من الممكن معرفة هويات نحو مئة من جنود الكومنولث الذين أخرجت بقاياهم من الأرض ولا سيما أثناء بناء المستشفى الجديد في لنس.
ويمكن انتشال رفات عشرات وربما مئات أثناء حفر قناة سين-نور التي ستربط بحلول 2030 نهري كومين وكامبري في الشمال بحلول عام 2030، على امتداد 107 كيلومترات كان مئة منها يشكل خط الجبهة.
وشددت مديرة المفوضية كلير هورتون على بذل كل الجهود لتحديد هويات أكبر عدد ممكن من الجنود وإبلاغ عائلاتهم، معتبرة ذلك "فرصة قصيرة ولكنها حاسمة".
وحاليا يتم بناء مقبرة جديدة تتسع لحوالي 1200 قبر في لوزانغوهيل، بجوار المقبرة البريطانية الحالية، فيما يؤكد غوردون غيلفيثر أن "الرسالة هي أنه حتى بعد مرور قرن لن ننسى أنهم ضحوا بحياتهم لنتمكن من العيش بسلام".