يثير تكرر الهجمات الدموية في مالي، تساؤلات حول مدى قدرة المجلس العسكري بقيادة الجنرال آسيمي غويتا على الاستجابة للتحديات الأمنية التي يواجهها.
وأسفرت آخر هذه الهجمات، عن مقتل نحو 50 شخصًا في هجوم شهدته مدينة غاو، حيث كانت قافلة تقل عمالًا متجهين إلى مواقع للتنقيب عن الذهب تؤمنهم عناصر من الجيش المالي وقوات فاغنر الروسية، بحسب ما كشفت وسائل إعلام فرنسية.
وتشهد مالي من حين إلى آخر اشتباكات وهجمات دامية في ظل نشاط مكثف لجماعات متمردة مثل الانفصاليين الطوارق، وأيضًا من تنظيمات متشددة.
ومنذ عام 2012، يشهد شمال مالي حركات تمرد في أعقاب تمرد انفصاليي الطوارق، وهي أحداث أدت إلى زعزعة استقرار البلاد بشكل كبير حيث يتم نصب كمائن، وشن هجمات دامية في هذا البلد الواقع بالساحل الإفريقي.
وتعهد آسيمي غويتا فور وصوله للحكم بانقلاب في عام 2022، باستعادة الأمن في البلاد وتحقيق التنمية التي ينشدها الماليون.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية عمرو ديالو، إن "الهجمات الأخيرة تعكس إخفاقات أمنية للجيش والأمن الماليين اللذين يواجهان أخطارًا أمنية في ظل غياب المعلومات الاستخبارية وهو أمر ناجم عن الانسحاب الفرنسي الذي ترك فراغًا على المستوى الاستعلاماتي والاستخباري".
وأضاف ديالو لـ "إرم نيوز"، أن "الأزمة الأمنية التي تشهدها مالي مركبة، لذلك يصعب على غويتا ورفاقه حلحلتها، وحتى الهجوم الأخير لم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عنه، ويبدو أن المشهد الأمني والسياسي يتجه إلى المزيد من التأزم في مالي".
وشدد على أن "من غير الواضح ما إذا كان المجلس العسكري في مالي يتجه نحو إقرار استراتيجية جديدة لحل الأزمة الأمنية والسياسية، خاصة مع استبعاده أي حوار جديد مع الانفصاليين الطوارق".
وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف من موجات نزوح جديدة في مالي في ظل الاشتباكات المستمرة في العديد من المناطق.
وتعرض الجيش المالي وقوات فاغنر إلى انتكاسات كبيرة منذ الصيف الماضي، خاصة في شمال البلاد حيث شن المتمردون هجمات دموية.
وقال المحلل السياسي المالي قاسم كايتا، إن "المعضلة أكبر من مجرد فشل أمني أو إخفاقات، إذ تتسبب هذه الحوادث الأمنية في نزوح عشرات الآلاف سواء من الشمال أم غيره ما يضع السلطات أمام تحديات ضخمة".
وأكد كايتا لـ "إرم نيوز"، أن "السلطات لم تضع بعد أي خطط للتعامل مع الأزمات الإنسانية التي تتسبب فيها النزاعات الدائرة في مالي، وليس لديها الموارد الكافية لمواجهتها، خاصة أن الهجمات تتسبب في تعطل سلاسل الإنتاج في مالي".