غارات أمريكية على مواقع عسكرية لميليشيا الحوثي في صعدة
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي لوّح فيها بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي قلقًا كبيرًا في أوروبا، حيث يعتبر العديد من القادة الأوروبيين أن هذه السياسة ستكون بداية لحرب تجارية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
وهدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال أول اجتماع لمجلس وزرائه في ولايته الجديدة بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، وردًّا على ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن باريس مستعدة لاتخاذ "إجراءات مماثلة" إذا تم تنفيذ هذه التهديدات.
كما أكدت مصادر أوروبية أن بروكسل لديها حزمة من التدابير المضادة الجاهزة للتنفيذ في حال تصاعد التوترات التجارية بين الجانبين.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تصريحات صحفية، أمس الجمعة في البرتغال، إن "الأوروبيين سيردون بالمثل" إذا ما تم فرض الرسوم الأمريكية، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الدفاع عن مصالحه وحمايتها.
بدورها، أكدت بروكسل أنها كانت قد بدأت بالفعل في إعداد ردها على هذه التهديدات التجارية في الأشهر الأخيرة، حيث تشمل خطة الإجراءات المضادة الأوروبية فرض رسوم على مجموعة من المنتجات الأمريكية مثل السيارات والمنتجات الغذائية، التي تُمثل جزءًا مهمًا من التجارة بين الجانبين.
ووفقًا لتقرير صحيفة "لو فيغارو" تصاعد التوترات بدأ بعد تصريح ترامب في الأول من مارس/ آذار 2025، عندما وصف الاتحاد الأوروبي بأنه "منافس تجاري" للولايات المتحدة، وأضاف أنه سيطبق رسومًا جمركية على مجموعة واسعة من السلع الأوروبية.
حرب تجارية طويلة الأمد
وتحدث ترامب عن فرض رسوم بنسبة 25% على المنتجات الأوروبية، ولا سيما السيارات والمنتجات الأخرى، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جزء من "حماية" صناعة الولايات المتحدة من المنافسة غير العادلة.
وأثارت تصريحات ترامب قلقًا كبيرًا في أوروبا، حيث يعتبر العديد من القادة الأوروبيين أن هذه السياسة ستكون بداية لحرب تجارية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، أدى ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة الأوروبي، زيارة إلى واشنطن الأسبوع الماضي، حيث أجرى محادثات "مثمرة" مع المسؤولين الأمريكيين، وفقًا لما ذكره متحدث رسمي.
إلا أن التوترات لم تهدأ، ولا سيما مع موقف ترامب العدائي تجاه بعض القيادات الأوروبية مثل الرئيسة الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي لم تتمكن من إقناع ترامب بضرورة تبني سياسات تجارية أكثر توازنًا.
تدابير أوروبية مضادة
وشدد تقرير "لوفيغارو" على أنه في الوقت الذي تواصل فيه بروكسل جهودها لاحتواء التوترات مع الولايات المتحدة، تعمل أوروبا على الاستعداد لمجموعة من التدابير المضادة.
وقالت مفوضة التجارة الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي يملك خططًا جاهزة، تتضمن فرض رسوم على سلع أمريكية شهيرة مثل البوربون، والجينز، والدراجات النارية من طراز هارلي ديفيدسون، التي كانت قد استهدفت سابقًا عندما فرض ترامب رسومًا على واردات المعادن مثل الصلب والألومنيوم.
وفيما يتعلق بالآثار الاقتصادية لهذه الرسوم الجمركية، حذّر المسؤولون الأوروبيون من أن الحروب التجارية تؤدي إلى التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
من جانبه، أوضح إيريك لومبارد، وزير الاقتصاد الفرنسي، أن "الحروب التجارية لا تعد حلًا"، في إشارة إلى المخاطر التي قد يواجهها الاقتصاد الأوروبي نتيجة لهذه السياسات، وأضاف أن أوروبا سترد بالمثل إذا فرضت الولايات المتحدة الرسوم على المنتجات الأوروبية.
من ناحية أخرى، يواصل المسؤولون الأوروبيون دراسة تداعيات هذه التهديدات على الصناعات الأوروبية، وفي هذا السياق، هناك بحث جاد حول إمكانية فرض رسوم على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى.
أداة مكافحة القسر
كما يدرس الاتحاد الأوروبي تفعيل أداة مكافحة القسر التي أقرها في 2023 ضد الصين، والتي لم تُستخدم بعد، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا في التعامل مع السياسات الاقتصادية القسرية من قبل واشنطن.
وأشار التقرير إلى أنه رغم العلاقة الوثيقة بين إيطاليا والرئيس الأمريكي ترامب، فإن الحكومة الإيطالية عبّرت عن قلقها بشأن التصعيد التجاري.
وقال أدولفو أورسو، وزير الصناعة الإيطالي، إن "إيطاليا قلقة من تصاعد التوترات إلى حرب تجارية، لأننا دولة مصدرة كبيرة"، مضيفًا أن سياسة ترامب التجارية تهدد الصناعات الأوروبية، وقد "تؤدي إلى تعطيل الاقتصاد في القارة".
