وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

logo
العالم

بعد الفوز بالانتخابات.. اليسار أمام امتحان "التوافق" لممارسة السلطة

بعد الفوز بالانتخابات.. اليسار أمام امتحان "التوافق" لممارسة السلطة
زعيمة حزب الخضر البيئي مارين تونديلييهالمصدر: رويترز
08 يوليو 2024، 3:29 م

نجح تحالف اليسار في فرنسا في خلق مفاجأة الجولة الثانية للانتخابات التشريعية، لكن لا تزال أمامه المهمة الأصعب، وهي توحيد مواقفه للانتقال إلى تجربة الحكم.

وحققت الجبهة الشعبية الجديدة نتائج أفضل مما حققته أحزاب اليسار في انتخابات 2022، وتقول إنها تخطط لتنفيذ برامجها، لكنها لا تملك الأغلبية المطلقة التي تمكنها من الحكم، إضافة إلى اختلاف وجهات النظر بين مكوناتها بشأن جملة من الملفات والقضايا.

تحدٍّ مزدوج

وبعد أربعة أسابيع من قرار الرئيس إيمانويل ماكرون حل البرلمان سيكون لدى مختلف أحزاب الجبهة الشعبية الجديدة ما بين 177 و192 نائبًا في البرلمان الجديد، وفقًا لتقديرات مؤسسات سبر الآراء ومؤسسات إعلامية فرنسية.

ويقول متابعون إنّ الائتلاف الانتخابي اليساري نجح في التحدي المزدوج الذي وضعه لنفسه في اليوم التالي للانتخابات الأوروبية الذي خاضه بنظام منقسم، فمن ناحية، منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من الحصول على الأغلبية المطلقة، أو حتى النسبية وأغلق أمامه باب تشكيل الحكومة الجديدة، ومن ناحية أخرى تطور عدد مقاعد الائتلاف اليساري قياسا بالبرلمان المنحل، إذ كان يشغل 150 مقعدا.

ومع إطلاق الاحتفالات بالنصر، بدأ قادة الأحزاب الأربعة المكوّنة للجبهة الشعبية الجديدة مناقشة اليوم التالي للانتخابات، إذ يبدو المستقبل غامضا داخل برلمان لا أحد يملك فيه الأغلبية.

لكن رئيس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلينشون حاول منذ ظهور النتائج الدفع نحو المطالبة بـ "حق" الجبهة الشعبية الجديدة في الحكم، بناء على التقاء مكوناتها في البرلمان، وقال ميلينشون: "من واجب الرئيس أن يدعو الجبهة الشعبية الجديدة إلى الحكم"، وهي "مستعدة للقيام بذلك".

أخبار ذات علاقة

هل يطلق فوز اليسار الفرنسي "مسارا جديدا" في أوروبا؟

 ومن جانبه، أعلن السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، أن "دور الجبهة الشعبية الجديدة" سيكون "إعادة تأسيس مشروع جماعي لبلدنا" وفق تعبيره.

لكن هذا الائتلاف بعيد جدا عن عتبة 289 نائبا التي يحتاجها للحكم دون المخاطرة بتوجيه مذكرة لوم لحكومته.

وقال النائب اليساري فرانسوا روفين، الذي أعيد انتخابه بفارق ضئيل، بعد ظهور النتائج "إذا حكمنا يجب ألا نفعل ذلك مثل إيمانويل ماكرون، يجب أن نفعل ذلك مع إدراك أنه في الدورة النصفية، لن يكون لدينا سوى أغلبية نسبية للغاية، وأقلية في البلاد، يجب أن نحكم باحترام"، بحسب تعبيره.

أي تحالفات؟

ولم ترفض زعيمة حزب الخضر البيئي مارين تونديلييه، التي فرضت نفسها "كزعيم جديد لليسار" خلال الحملة الانتخابية، أي ائتلاف مع جزء من الكتلة الرئاسية، وقالت "يجب أن نظهر أننا مستعدون للحكم".

لكن ميلينشون أكد أن حزبه "فرنسا الأبية" سيطبق برنامجه ولا شيء سوى برنامجه، ما يعني استبعاد أي تسوية مع القوى السياسية الأخرى، فيما رفض أوليفييه فور، أي مشاركة في ما سماه "تحالف الأضداد، الذي من شأنه أن يخون صوت الفرنسيين" وفق تعبيره.

وتبدو وجهات النظر متباينة حول الموقف الذي سيتم اعتماده في الأيام المقبلة. وعلى قناة "فرانس 2" اقترحت النائبة عن حزب "فرنسا الأبية"، كليمنتين أوتان، عقد اجتماع لجميع النواب اليساريين، اعتبارًا من اليوم الاثنين، للاتفاق على اسم رئيس للوزراء يتم اقتراحه على إيمانويل ماكرون.

لكن فرانسوا هولاند، الرئيس الاشتراكي السابق والنائب المنتخب عن كوريز، ردّ بقوله "ليست المجموعة هي التي تقرر، بل رئيس الجمهورية هو الذي يعين والجمعية الوطنية هي التي تمنح الثقة".

وبدأت الأصوات تطالب بالحفاظ على وحدة الجبهة الشعبية الجديدة، بعد حملة انتخابية خاضتها بصفة مشتركة، لكنها شهدت بعض التوترات.

وكان الائتلاف اليساري الذي تشكل في انتخابات 2022 قد تصدّع بسبب الخلافات الإيديولوجية وتباين وجهات النظر حيال الإستراتيجية المتبعة لإدارة "المعارك السياسية"، ومع ذلك نجحت مكونات اليسار في الالتقاء مجددا بعد أن واجهت حتمية خوض الانتخابات المبكرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC