هل يطلق فوز اليسار الفرنسي "مسارا جديدا" في أوروبا؟

خلال أيام قليلة اتجهت نتائج الانتخابات في بريطانيا وفرنسا نحو اليسار، بتحول تاريخي في مسار ديمقراطي قد تمتد رياحه إلى دول أخرى من القارة وفق ما يرى خبراء في الشأن الأوروبي، فصعود "العمال" في بريطانيا بإنجاز غير مسبوق، مع أنه كان متوقعا، ووصول اليسار بفرنسا يفتح المجال أمام قراءة النتائج والتداعيات التي بدأت تظهر للعيان.

وللمرة الأولى تجري انتخابات وطنية في بريطانيا وفرنسا بتوقيت متداخل خلال أسبوع واحد، حيث جاءت النتائج متقاربة ومتشابهة.

وفي قراءة للمشهد، أوضح خبراء أن السبب الحقيقي وراء هذه النتائج يكمن في أن الناخبين في البلدين أُحبطوا من الطبقة الحاكمة والساسة الذين لم يرق أداؤهم إلى مستوى التوقعات ولم يكونوا فاعلين، على حد وصفهم.

ويؤكد مراقبون أن غالبية الفرنسيين يريدون الحفاظ على هويتهم، كما هو الحال لدى أغلب الإنجليز الذين يريدون الشيء نفسه؛ ما دفع إلى الحد من صعود اليمين المتطرف الذي بات شبح وصوله إلى السلطة يثير القلق في فرنسا وأوروبا عامة.

 

وفي الانتخابات البريطانية، أنهى الانتصار الساحق لحزب العمال الذي ينتمي إلى يسار الوسط في الانتخابات التشريعية 14 عاماً متتالية من حكم المحافظين، فاتحا الأبواب أمام زعيمه كير ستارمر ليقود الحكومة البريطانية.

وفي تحليل حول النتائج، بينت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الناخبين البريطانيين عاقبوا المحافظين؛ لأنهم "لم يكونوا يمينيين بما فيه الكفاية"، حيث زادت الهجرة إلى بلادهم في السنوات الأخيرة من حكمهم.

وأشارت المجلة إلى أن الاقتصاد البريطاني تعرض لضربة قوية، وتشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيكون أقل 10% على الأقل عما كان ليصبح عليه دون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وارتفعت معدلات الهجرة بالفعل، لكنها الآن تأتي من العالم النامي بدلا من أوروبا الشرقية.

وتواجه بريطانيا المشاكل ذاتها التي تعاني منها دول أوروبية أخرى. وحال تعثر ستارمر كرئيس للوزراء، فإن الفرصة ستكون سانحة أمام استمرار اليمين المتشدد في الاستحواذ على عقول العامة، كما حدث في دول أخرى، وفق توقعات وسائل إعلام أمريكية.