لوموند: وفيات العمل في فرنسا "مجزرة صامتة"

أفردت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالًا، تناول الوفيات في فرنسا أثناء العمل، مسلطة الضوء على هذه المأساة المثيرة للقلق، قائلة إن ذلك "مجزرة صامتة".

وأوردت الصحيفة قصصًا مؤثرة من عائلات ثكلى وبيانات مثيرة للقلق من ضحايا الوفيات أثناء العمل، مستعرضة أسباب وعواقب هذا الواقع المخفي في كثير من الأحيان.

ويبدأ المقال بشهادة كانديس كارتون المفجعة، التي علمت بوفاة شقيقها سيدريك عبر الفيسبوك، حيث كان سيدريك يعمل لمدة سبعة عشر عامًا في أحد المحاجر، وكان ضحية لحادث عمل، لكن الظروف الدقيقة لوفاته لا تزال غير واضحة، وتعكس هذه القصة محنة العائلات التي تواجه فقدان أحد أحبائها في مكان عملهم.

ومن خلال الأمثلة المأساوية مثل العثور على سائق شاحنة ميتا في شاحنته أو إصابة عامل بصعقة كهربائية، يسلط المقال الضوء على حجم مشكلة الحوادث المميتة في العمل.

وأوضحت "لوموند" أنه في العام 2022، تم تسجيل 738 حالة وفاة ضمن حوادث العمل المعترف بها، أي بمعدل حالتي وفاة يوميّا، لافتة إلى أن هذه الإحصائية، رغم استقرارها مقارنة بعام 2019، تسلط الضوء على واقع مثير للقلق ومستمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن قطاع البناء، هو الأكثر تضررًا من الحوادث المميتة، يليه الزراعة والغابات وصيد الأسماك والنجارة والنقل والتخزين، إضافة إلى العمال المؤقتين الذين يتعرضون للخطر بشكل خاص؛ بسبب حركتهم المهنية وتدريبهم غير الكافي في كثير من الأحيان.

وأوضحت أنه بالمقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى، تتمتع فرنسا بواحد من أعلى معدلات الحوادث المميتة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعريفها الواسع لحوادث مكان العمل.

وأكدت "لوموند" أن هذا الواقع يسلط الضوء على الفجوات في الوقاية من المخاطر المهنية، وعلى مسؤولية أصحاب العمل.

ويكافح أهالي الضحايا من أجل الحصول على العدالة والتوعية عن هذه القضية. وعلى الرغم من بعض المبادرات الحكومية وتعبئة بعض أصحاب المصلحة، مثل الأسرة الجماعية؛ فإن الطريق إلى الوقاية الحقيقية ومساءلة أصحاب العمل لا يزال طويلًا، وتم التأكيد على الحاجة إلى فرض عقوبات أكثر صرامة وثقافة وقائية حقيقية داخل الشركات.

وختمت الصحيفة بتأكيد ضرورة التحرك لوضع حد لهذه المذبحة الصامتة التي يتعرض لها العمال الفرنسيون، داعية إلى أهمية الوعي الجماعي واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية حياة العمال وضمان سلامتهم في أماكن عملهم.