أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن زيارة، ستكون الأولى له منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية، إلى باريس، حيث يشارك في إعادة افتتاح كاتدرائية "نوتردام" بعد ترميمها الشامل.
وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي "يشرّفني أن أعلن أنّني سأسافر إلى باريس، فرنسا، يوم السبت لحضور حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام الرائعة والتاريخية، التي تمّ ترميمها بالكامل بعد حريق مدمّر قبل خمس سنوات".
توطيد علاقات ترامب الدولية
وقال الباحث في معهد سياسات العالم في باريس، المحلل السياسي الفرنسي، جيروم تيرنر، إن "خطوة ترامب تأخذ طابعًا استراتيجيًا ذا دلالة سياسية، حيث إنها ليست مجرد زيارة رمزية، ولكنها محاولة لتوطيد علاقاته الدولية في مرحلة حساسة من حكمه".
وأضاف تيرنر، أن "ترامب يسعى من خلال هذه الزيارة إلى إعادة تعزيز صورته على الساحة الدولية، مستغلاً هذه اللحظات المهمة لإظهار دعم قوي لحلفائه الأوروبيين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
وتعدّ هذه الزيارة هي الظهور الدولي الأول لترامب منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حيث سيحضر الحدث برفقة 50 من القادة السياسيين العالميين.
وأثار ترامب الجدل في الماضي بتصريحاته حول الكارثة، حيث اقترح "إرسال طائرات محملة بالمياه" لإطفاء الحريق؛ ومع ذلك، في تدويناته الأخيرة، أشاد بماكرون في ترميم الكاتدرائية، قائلاً: "لقد قام الرئيس ماكرون بعمل استثنائي، من خلال ضمان أن نوتردام استعادت عظمتها، بل تفوقت في بعض الجوانب".
من جهة أخرى، تُظهر بعض المصادر الدور الخاص الذي لعبه ابن ترامب، بارون، في فوزه بالانتخابات، حيث ساعد في جذب الناخبين الأصغر سناً، خاصة من الذين يتابعون التيارات اليمينية المتطرفة. ووصفت هذه الخطوة بأنها "استراتيجية جديدة" لجذب جمهور غير مأخوذ بعين الاعتبار سابقًا.
وستحمل هذه الزيارة رسائل دبلوماسية قوية، حيث سيلتقي ترامب مع مجموعة من القادة السياسيين والدوليين الذين سيحضرون الحفل.
أما على صعيد الحملات الانتخابية، فقد كان لابن ترامب، بارون، البالغ من العمر 18 عامًا، دور محوري في استراتيجيات والده الانتخابية.
وعمل بارون على تعزيز حضور والده بين الشباب، لا سيما في الأوساط المحافظة، من خلال تشجيع ترامب على الظهور في مقابلات مع شخصيات مؤثرة بين الشباب مثل ستريمر اليمين المتطرف أدين روس.
وساعدت هذه الخطوة في كسب دعم فئة "المانوسفير"، وهي مجموعة شبابية محافظة تؤيد ترامب بشكل كبير.
وفقًا لأصدقاء بارون، فإن استراتيجية استخدامه كشخصية مؤثرة لدى فئة الشباب كانت تهدف إلى توسيع قاعدة الدعم، من خلال الوصول إلى جمهور لم يكن يعير اهتمامًا كافيًا في الانتخابات السابقة.
كما أشار المقربون إلى أن هذه التحركات لم تقتصر فقط على ظهور ترامب في المقابلات، بل كانت جزءًا من حملة أكبر تهدف إلى تجميع الأصوات من مجموعة واسعة من الناخبين، بما في ذلك أولئك الذين يشعرون بأنهم مهمشون في السياسة التقليدية.