شاغلة أقوى وظيفة في "القارة العجوز" تنتظر نتائج الانتخابات

من المنتظر أن تحدد نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، الرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية، وهي واحدة من أقوى الوظائف في سياسة "القارة العجوز".

وانطلقت، أمس الخميس، انتخابات البرلمان الأوروبي من هولندا، وسط توقعات بصعود نواب من قوى قومية، بعد أشهر من فوز اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية في البلاد.

وتستمر الانتخابات حتى 9 يونيو/حزيران المقبل، فيما يحق لما يقارب من 400 مليون مواطن أوروبي المشاركة فيها.

وتشغل منصب المفوضية حاليًا أورسولا فون ديرلاين، التي أصبحت في العام 2019 أول امرأة تقود المفوضية.

ولكي تُمدَّد فترة ولايتها حتى عام 2029، يتعين على زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين أن يرشحوها أولًا لهذا المنصب، ومن ثم فلا بُد وأن تحظى بدعم أغلبية أعضاء البرلمان الأوروبي الجدد البالغ عددهم 720 عضوًا، وفق ما ذكرت "رويترز" بنسختها الإنجليزية.

في المرة الأخيرة، لم تكن ترشح نفسها للحملة وكان ترشيحها بمنزلة مفاجأة.

ولكنها هذا العام هي المرشحة الرئيسية عن حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وتبذل كل ما في وسعها لتعزيز محاولتها التي أصبحت هشة بشكل متزايد للفوز بولاية ثانية.

أخبار ذات صلة

انتخاب الألمانية أورسولا فون دير لايين رئيسة للمفوضية الأوروبية

وهناك مناقشات مكثفة بين القادة الوطنيين وفي البرلمان الأوروبي حول قضايا مثل مستقبل التكامل الأوروبي والتقدم في المجالات الرئيسية بما في ذلك تغير المناخ.

ويبدو الأمر بمنزلة إنجاز صعب بالنسبة لفون ديرلاين لبناء الأغلبية التي تحتاجها في مؤسستي الاتحاد الأوروبي للحفاظ على وظيفتها.

انتُخِبَت العام 2019 بفارق ضئيل للغاية، بأغلبية تسعة أصوات فقط، حتى بعد تقديم وعود كبيرة لمجموعات سياسية مختلفة.

والمجموعات التي دعمت فون دير لاين في الجولة الأخيرة كانت تتوقع منها أن تفي بوعودها السياسية، وسوف تُقيّمُ أداءها في قراراتها بشأن إعادة انتخابها؛ لذا فمن المنطقي تقييم إنجازاتها، على حد وصف التقرير.

وقال: "لقد أظهرت قيادة قوية في الرد على حرب روسيا في أوكرانيا، وكانت فون دير لاين أول سياسية أوروبية تسافر إلى كييف بعد الغزو، وتطرح فكرة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وكانت لجنتها أيضًا أساسية في الإعداد لعقوبات ضد روسيا".

وكانت الصفقة الخضراء الأوروبية، التي أطلقت عليها فون دير لاين "لحظة رجل أوروبا على القمر"، أولوية رئيسية أخرى.

وتحت قيادتها، أدت الصفقة الخضراء إلى تشريع تاريخي وضع الاتحاد الأوروبي على الطريق نحو التحول الأخضر.

لكن وفق "رويترز"، بأنه من المؤكد أن أسلوب قيادتها لا يخلو من العيوب، فقد اشتكى منافسوها من حقيقة أنها تتواصل مع عدد محدود من المستشارين الموثوقين، وأنها ليست مرتبطة بشكل كافٍ بعمولتها.

وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، وصف نيكولا شميت، المرشح الرئيسي ليسار الوسط لرئاسة المفوضية، أسلوب فون دير لاين في القيادة بأنه "غير مقبول".

وأضاف شميت أنها استبعدت مفوضيها باستمرار من عملية صنع القرار.

ولكن في عموم الأمر، كانت استجابتها للأزمة سريعة وحازمة، وحتى النقاد أبدوا بعض الإعجاب بأخلاقيات عملها وتفانيها.

حتى أن الرئيس المشارك للمجموعة السياسية الخضراء في البرلمان الأوروبي (وبالتالي ليس حليفًا سياسيًا)، فيليب لامبرتس، قال: "إنها الأفضل منذ جاك ديلور".

وشغل ديلور منصب رئيس المفوضية بين عامي 1985 و1995، ولعب دورًا رئيسًا في إنشاء السوق الموحدة والاتحاد النقدي للاتحاد الأوروبي.

ما مهام المفوضية الأوروبية؟

هي الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي والمسؤولة عن اقتراح التشريعات، وتنفيذ القرارات، وتأييد معاهدات الاتحاد الأوروبي وإدارة أعمال الاتحاد الأوروبي اليومية.

أُنشئت في الأصل بهدف العمل كسلطة مستقلة متجاوزة للحدود القومية ومنفصلة عن الحكومات، فقد وُصفت على أنها "الهيئة الوحيدة التي تُدفع لها الأموال من أجل التفكير على نحوٍ أوروبي".

يُقترح أعضاؤها من قبل حكومات الدول الأعضاء الخاصة بهم، وبواقع عضو من كل دولة، غير أنهم ملزمون بالعمل باستقلالية، بعيدًا عن التأثيرات الأخرى مثل تلك الحكومات التي عينتهم.

وذلك بعكس مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل الحكومات، والبرلمان الأوروبي، الذي يمثل المواطنين، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، التي تمثل المجتمع المدني المنظم، واللجنة الأوروبية للأقاليم، التي تمثل السلطات المحلية والإقليمية.