خبراء: إيران تبحث عن "ردّ شكلي" يحفظ "ماء وجهها" في المنطقة

تبحث إيران عن "رد شكلي" يحفظ موازين القوى، ويبقي على نفوذها في المنطقة، بحسب ما رجح محللون في حديثهم لـ"إرم نيوز"، حول رد طهران المحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

وذكرت تقارير إسرائيلية وجود معلومات استخباراتية تشير إلى قيام إيران بالتحضير لرد صاروخي على اغتيال هنية، فيما ترجح المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مشاركة ميليشيات حزب الله والحوثيين في الرد الإيراني، المتوقع حدوثه قريبًا.

وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى أن تبادل "الهجمات" بين الطرفين يمكن أن يؤدي إلى موجة تصعيد في المنطقة سيكون من الصعب وقفها. 

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت: "علينا الاستعداد لكل احتمال بما في ذلك الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم"، بحسب ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

كسر قواعد الردع الجديدة

ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن الرد الإيراني بما فيه رد الأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة قادم لا محالة، إذ تشير التقديرات العسكرية الأمريكية أن الرد العسكري سيتضمن إطلاق عدد من الصواريخ والمسيرات من عدة جبهات مختلفة تشمل اليمن وسوريا وجنوب لبنان وقطاع غزة أيضًا، وقد يمتد ليصل إلى الضفة الغربية.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن إيران تبحث عن رد استراتيجي يكسر قواعد الردع الجديدة، التي يحاول فرضها في الإقليم، بحيث سيكون التماهي مع هذه القواعد بمرتبة قبول بالواقع الجديد للمنطقة، التي تسعى إسرائيل لرسمه عبر مهاجمة أعدائها في مناطقهم.

وبيّن منصور أن "إيران تحاول من خلال الإيعاز إلى القوى المقاتلة في المنطقة للتجهيز لرد عسكري قادر على كسر معادلة الردع وإبقاء الصراع في حالة من التوازن، بعيدًا عن محاولات الهيمنة العسكرية التي يسعى نتنياهو لتحقيقها".

وأشار إلى أن الرد الإيراني سيكون محدودًا للغاية بما لا يجعل المنطقة تنزلق إلى حرب شاملة، لا سيما أنها لا تريد ذلك بدليل تصريحات الرئيس الإيراني الجديد، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، والذي يبحث عن تقليل مشكلات إيران في الإقليم، ورفع القدرة من محاولات تحسين الأوضاع الداخلية للشعب الإيراني. 

ذر الرماد في العيون

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي نعيم أبو ناموس، إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ومعها الجيش الأمريكي يقومون الآن بالاستعراض العسكري والأمني في جمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية، التي تساعدهم على التصدي للهجوم الإيراني المرتقب.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، "يشعر الإيرانيون بأنهم مجبرون على الرد كون هنية قتل على أراضيهم في زيارة رسمية، وبهذا، سيكون الرد العسكري محاولة لذر الرماد في العيون، وسيكون شكليًا بما يحفظ موازين القوى، ويبقي على النفوذ الإيراني في المنطقة".

وأوضح أبو ناموس أن "وجود الولايات المتحدة العسكري في المنطقة لمشاركة إسرائيل في التصدي للهجوم الإيراني المرتقب يعد رسالة حادة لإيران بأن أي محاولة لتوسيع رقعة الرد سيقابلها رد إسرائيلي أمريكي موحد وحازم".

ولفت إلى أن أمريكا تحاول تشكيل حلف في الشرق الأوسط قادر على خلق حالة من دمج إسرائيل في المنطقة ويخرجها من عزلتها، كما تعد حالة التوتر التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سببًا كافيًا لعودة الجيش الأمريكي للمنطقة بثقل أكبر.

وبيّن أبو ناموس أن الرد الإيراني لن يتجاوز في حدوده الرد على قصف سفارة طهران في دمشق قبل عدة أشهر، إذ استطاعت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة في حينه التصدي إلى معظم الصواريخ الباليستية والمسيرات التي جرى إطلاقها آنذاك.