وزير الخزانة الأمريكي: أي شركة تشتري النفط الإيراني أو تسهل تجارته تعرض نفسها لخطر جسيم
في قضية تثير الكثير من الجدل، يُحاكم الجزائري محمد هشام مدجدوب (29 عامًا) بدءًا من يوم الاثنين على خلفية التفجير الذي هز مدينة ليون الفرنسية في 24 مايو 2019.
التفجير الذي أسفر عن إصابة 15 شخصًا، بينهم فتاة في العاشرة من عمرها، يفتح الباب على تساؤلات عميقة حول دوافع منفذ العملية، الذي عبر عن كراهيته لفرنسا في تصريحات مثيرة.
المدجدوب، الذي لا يزال يصر على نفي رغبته في القتل، يتبنى خطابًا متطرفًا مشابهًا لخطاب العديد من الإرهابيين، وهو ما يجعل من قضيته إحدى أبرز القضايا التي تثير الاهتمام على الساحة الأوروبية، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
وفي سلسلة الهجمات الإرهابية القاتلة التي أصابت فرنسا في السنوات العشر الأخيرة، بدأ تذكر الهجمات التي لم تخلّف قتلى يتراجع شيئًا فشيئًا في الذاكرة الجماعية، فالهجوم الذي وقع في 24 مايو 2019، وأسفر عن إصابة 15 شخصًا أمام مخبز في ليون، يفتح أبوابًا للتساؤل حول مدى تأثير التفجيرات التي لا تُسجل فيها وفيات.
ويتنقل المتهم، الذي يُصر على أنه لا يريد قتل أحد رغم جميع الأدلة، بين زنزانته وهو يصرخ بكراهية للأعداء (الكفار) ولفرنسا.
ورغم تصريحه المتطرف، يواصل الادعاء أنه لم يكن يهدف إلى القتل. هو حاصل على شهادة جامعية، ويتحدث بلغة مرتبة، ويُظهر أحيانًا تصرفات شبيهة بـ "دليل" صغير للإرهاب، وفق "لوفيغارو".
على الورق، يُظهر ملف الجزائري محمد هشام مدجدوب، الذي يُحاكم من 31 مارس إلى 7 أبريل عن التفجير الذي وقع في ليون في 24 مايو 2019، وأسفر عن 25 ضحية، بينهم 15 مصابًا جسديًا و10 مصابين نفسيًا، تشابهًا لافتًا مع ملف إرهابي جزائري آخر، هو الصحفي فريد إكين، الذي أُدين في الاستئناف في 2021 بـ 30 عامًا سجنًا؛ لشنه هجومًا على الشرطة أمام كاتدرائية نوتردام في 6 يونيو 2017.
وفي الجلسة الأولى، كان إكين قد صرح أمام المحكمة الخاصة قائلاً: "نعم، ما زلت أشعر بأنني قد أنجزت واجبي"، مضيفا: "ميراه، كوليبالي، كواشي، هم إخوة، شهداء، مجاهدون" في إشارة إلى الذين قاموا بشن هجمات إرهابية.
وفي الأيام التي سبقت الانتخابات الأوروبية، إذ كان يُتوقع أن تتصدر قائمة التجمع الوطني (RN) بقيادة جوردان بارديللا استطلاعات الرأي، انفجرت قنبلة في تمام الساعة 17:28 أمام مخبز في شارع فيكتور هوغو، في حي المشاة بمنطقة ليون الثانية.
وكانت القنبلة، التي تم تغليفها في حقيبة ورقية، تحتوي على مادة متفجرة محلية الصنع (TATP) محشوة داخل علبة رقائق بطاطس وأكثر من 270 شظية معدنية وكانت مصحوبة بجهاز إشعال عن بُعد يتكون من دائرة كهربائية وبطاريات.
وفي البداية، أصيب المحققون بالحيرة؛ بسبب ضعف التفجير والآلية المستخدمة في تنفيذه؛ فقد تم النظر في جميع الاحتمالات، من الإرهاب إلى اليمين المتطرف، مرورًا باليسار المتطرف.