الخارجية الإيرانية: بدء المباحثات "غير المباشرة" بين إيران والولايات المتحدة في مسقط
قالت مجلة "ذا سبيكتايتر" البريطانية، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ كان سريعًا في تهنئة دونالد ترامب بفوزه بالانتخابات، وحثه على "صياغة المسار الصحيح بين بكين وواشنطن، للتوافق في العصر الجديد.
وذكرت المجلة بأنه بعد الانتخابات السابقة في عام 2020، كان الرئيس الصيني أحد آخر زعماء العالم الذين أرسلوا رسالة إلى جو بايدن بشأن فوزه، وربما تكون سرعته هذه المرة بتهنئة ترامب، شهادة على هشاشة الاقتصاد الصيني والوعي بالعواقب المحتملة لمزيد من العقوبات.
ووفقاً لحسابات بنك "يو بي إس"، فإن الرسوم الجمركية التي هدد بها ترامب بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة من شأنها أن تخفض معدل النمو المتعثر بالفعل في الصين إلى أكثر من النصف.
وكانت بكين حريصة على الظهور بمظهر الحياد خلال الحملة الرئاسية، وعدم إظهار أي علامات على التوتر، حيث كانت التعليقات شبه الرسمية تميل إلى التأكيد على أن النتيجة لن تحدث فرقًا كبيرًا.
وترى الصين أن من البديهي القول إن "الاضطرابات الناجمة عن ولاية ترامب الثانية، إيجابية للصين وطموحاتها الأوسع لبناء نظام عالمي جديد، لكن لا شيء بسيط أو يمكن التنبؤ به بشأن الرئيس المنتخب".
وخلال الحملة الانتخابية، أثار ترامب في أحاديثه الصين بانتظام أكثر بكثير من كامالا هاريس؛ وفي الواقع، بالكاد ذكرت هاريس وزميلها في الترشح تيم والز الصين.
ولا شك أن بكين ستتشجع بسبب اللامبالاة الواضحة التي أبداها ترامب تجاه الدفاع عن تايوان، التي اتهمها بسرقة صناعة الرقائق الإلكترونية الأمريكية.
ولكن عندما سُئل عن تايوان خلال الحملة الانتخابية، قال لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه لن يضطر إلى استخدام القوة لمنع فرض حصار على تايوان لأن الرئيس شي "يحترمني ويعرف أنني مجنون".
وأضاف: "كانت علاقتي به قوية للغاية، وأود أن أقول له: "إذا ذهبت إلى تايوان، فأنا آسف لفعل ما سأفعله، وسأفرض عليك ضريبة تتراوح بين 150% و200%".
ومن وجهة نظر ترامب بأن الصين وغيرها من الخصوم لن يتصرفوا ضد المصالح الأمريكية لأنهم يخشون رد فعل غير متوقع، حيث هدد الرئيس المنتخب بفرض عقوبات على السيارات الكهربائية الصينية التي يتم تصنيعها في المكسيك لتجنب التعريفات الجمركية والقضاء على امتيازات تجارية أخرى متبقية لبكين.
وقال ترامب في تجمع انتخابي في بنسلفانيا: "سأقوم بإلغاء وضع التجارة الأكثر تفضيلاً للصين، إنه أمر غير عادل للغاية، وبالمناسبة، لدي احترام كبير للرئيس شي، أعتقد أن الصين والولايات المتحدة ستتفقان جيدًا".
ولم تكن حقوق الإنسان حاضرة كثيرًا في انتقادات ترامب للصين، فهو رجل يعقد صفقات، وهو أمر يمكن لبكين أن تتأقلم معه، ولهذا السبب يركز كثيرًا على التعريفات الجمركية والتجارة وعقد الصفقات.
وبدت المنافسة التكنولوجية الأوسع مع الصين - والتي كثفها بايدن - ذات أهمية ثانوية بالنسبة لترامب في بعض الأحيان، وهنا يأتي دور إيلون ماسك في قلب حملة ترامب مثيرًا للاهتمام بشكل خاص، ومن المؤكد أن بكين ستراه كأصل مهم.
وبحسب المجلة، كان رئيس شركة تسلا أحد أكثر مؤيدي ترامب صراحةً، لكن قِلة من الناس يعتمدون أكثر على الصين كسوق ومركز إنتاج، وقد قبل ماسك العديد من الامتيازات من الحزب الشيوعي الصيني في إنشاء مرافق تصنيع السيارات الكهربائية في شنغهاي.
وأراد الحزب الشيوعي الصيني استضافة الشركة الأكثر ابتكارًا في العالم كوسيلة لتحفيز سلاسل توريد السيارات الكهربائية الخاصة بالصين - وهو الطموح الذي نجح إلى الحد الذي أصبحت فيه السيارات الكهربائية الصينية الآن تتحدى شركة تسلا في الهيمنة العالمية.
ويتمتع ماسك بإمكانية الوصول إلى كبار القادة الصينيين وهو ما لا يستطيع العديد من الساسة الغربيين إلا أن يحلموا به.
في المقابل، حرص ماسك - الذي يصف نفسه بأنه متطرف في حرية التعبير - على عدم انتقاد الحزب الشيوعي الصيني، مكررًا نقاط حديثه حول قضايا تتراوح من تايوان إلى الذكاء الاصطناعي.
وقال ذات مرة: "الصين رائعة!"، في حين من غير المرجح أن تلقى التصريحات التي أشادت بـ "الشعب الصيني الذكي المجتهد"، الذي قارنه بالأمريكيين "الراضين" و"المستحقين"، استحسانًا من قاعدة ترامب إذا مُنح ماسك دورًا في الإدارة الجديدة.
برزت المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الصين يوم الجمعة، عندما أعلنت بكين عن حزمة بقيمة 6 تريليونات يوان (840 مليار دولار) لإنقاذ الحكومات المحلية، التي يبلغ مجموع ديونها المخفية الآن ما بين 50 تريليون إلى 60 تريليون يوان (7 تريليونات إلى 8.4 تريليون دولار)، وفقًا لبنك نومورا.
وهذه الأرقام تعادل ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتفاقم بسبب انهيار سوق العقارات، الذي اعتمدت عليه الحكومات المحلية في مبيعات الأراضي، فيما كانت الحزمة هي الأحدث في سلسلة من تدابير التحفيز، والتي أعطت دفعة مؤقتة لسوق الأسهم ولكنها فشلت في معالجة القضايا الأكثر جوهرية في نموذج اقتصادي لم يعد مستدامًا.
وكانت الصادرات - المدعومة بشدة وفقًا للمنتقدين - واحدة من النقاط المضيئة القليلة، وهذا هو السبب في أن تعريفات ترامب مقلقة بشكل خاص لصناع السياسات الصينيين.
