"عشرات القتلى" بين جنود ومدنيين في هجوم بشرق بوركينا فاسو (مصادر محلية وأمنية)
يترقب العالم الغربي السياسة الخارجية الأمريكية بعد عودة دونالد ترامب مُجددًا إلى رئاسة البيت الأبيض، وتحديدًا تجاه موسكو، في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، ووعوده الانتخابية بإنهائها فور رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي المقابل تحدد موسكو شروطها لعودة العلاقات مع واشنطن، بعد مجيئ ترامب، وأبرز تلك الشروط حسب محللين تحدثوا لـ"إرم نيوز" الاعتراف بضم جمهوريتي لوغانسك، ودونيتسك.
دونالد ترامب، في أعقاب فوزه بالانتخابات الرئاسية، تلقّى العديد من التهنئات من زُعماء العالم، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول المهنئين، مبدياً استعداد بلاده للعمل مع الرئيس الأمريكي الجديد.
كما هنّأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ترامب على «نصره التاريخي».
وأيضا بارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للجمهوري على «انتصاره المذهل»، مبديا أمله أن يساعد انتخابه أوكرانيا على تحقيق «سلام عادل».
ماذا عن موسكو؟
في اللحظات الأولى لتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حددت الخارجية الروسية شروطها للتحدث مع واشنطن، وذلك في بيان رسمي أصدره «الكرملين» خلال الساعات الماضية، الذي أكد صراحةً على أن مواقف موسكو لم تتغير ومعروفة لواشنطن.
وكشف الكرملين، أن النخبة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة، بغض النظر عن انتماءاتها الحزبية، ما زالت متمسكة بالمواقف المناهضة لروسيا، وخط ما يسمى بـ «احتواء موسكو»، وهو خط لا يخضع لتقلبات المعايير السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
وعن الشروط الروسية، أوضح البيان الخارجية، أن موسكو ستعمل مع الإدارة الجديدة عندما "تستلم" مهامها في البيت الأبيض، للدفاع بقوة عن المصالح الوطنية الروسية والتركيز على تحقيق جميع أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة.
من جانبه، قال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن السؤال بشأن إمكانية إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشح الجمهوري الفائز دونالد ترامب، يجب أن يطرح على الطرف الآخر.
وأكد أن بوتين مُنفتح على الاتصالات والحوار، وهذا هو موقفنا الثابت والمعروف جيدًا.
وعلى وقع هذا البيان وحالة الترقب التي تنتاب الطرفين - الأمريكي والروسي -، ما هي الشروط التي تتحدث عنها روسيا في علاقتها مع أمريكيا في عهد دونالد ترامب، وما السيناريوهات المتوقعة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا ما يكشف عنه الخبراء خلال السطور التالية.
بدايةً، أكد د. عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك أزمة جيو سياسية تصاعدت واختلقت في عهد إدارة بايدن، وسمعنا كثيرًا عن رغبة في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني، إلا أن هناك شكوكا حول قدرة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على إنهاء هذا الصراع، وتحدي المؤسسات الأمريكية التي تورطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، وورطت معها الاتحاد الأوروبي والمنظومة الغربية ككل.
وقال أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، إن "باب المفاوضات مفتوح لعودة العلاقات الروسية الأمريكية، خاصةً وأن الإجراءات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تأتي رداً على الأفعال والتصعيد الغربي ضد روسيا، وخاصة مع توسع حلف الناتو محاولاته لضم أوكرانيا والاعتراف بدونيتسك ولوغانسك كجمهوريتين مستقلتين.
وأشار د. عمار قناة، إلى أن أبرز الشروط الروسية تتمثل في عدم التراجع عن ضم الجمهوريتين، وذلك نتيجة إجراء الاستفتاءات الشعبية، لذا فإن موسكو لا تستطيع التراجع عندما أعلنته.
بالإضافة إلى أن الوضع الجغرافي الجديد لأوكرانيا، لا يمكن لروسيا أن تتراجع عنه ولاسيما مع ضم الأقاليم الأوكرانية التي سيطرت عليها في روسيا، وأصبحت أراضي روسية بموجب الدستور الروسي، وفق قناة.
واعتبر قناة، أن تصريحات دونالد ترامب بشأن وقف الحرب وعودة العلاقات مع بوتين، ما هي إلا دعاية انتخابية، ورغم ذلك تعتبرها روسيا إيجابية حال وجود رغبة حقيقية في تنفيذها، وأن الأمر مرهون بالأدوات التي يملكها ترامب، لتنفيذ هذه المسألة وتطبيع العلاقات من جديد مع روسيا.
وتابع قناة: «المعضلة تُكمن هنا، لأن ليس بمقدور ترامب وحده ومؤسسة البيت الأبيض تجاوز مراكز ومؤسسات كثيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي ما زالت تتمسك بهزيمة روسيا استراتيجياً، ولذلك لم نسمع من ترامب، التخلي عن فكرة العداء المباشر لروسيا وهزيمتها الاستراتيجية في هذا الصراع الجيو سياسي.
اشتراطات ومحددات روسية
من ناحية أخرى، قال بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن "روسيا تتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب وفقاً لمحددات واشتراطات معينة تقوم على مجموعة من الأسس أهمها، إيقاف النزيف في أوكرانيا، ونزع السلاح، وأن تكون أوكرانيا دولة محايدة وتعترف بالحدود الروسية الجديدة حسب الدستور الروسي بضم الأقاليم الأوكرانية الأربعة لروسيا عام 2022.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، إلى أن هناك ضرورة أن تعترف أمريكا بمبدأ الأمن الذي لا يتجزأ حسب قانون الأمم المتحدة، ومن ثم ابتعاد حلف الناتو عن الحدود الروسية.
ولذلك فإن أمريكا، يجب أن تأخذ تلك الأمور بعين الاعتبار، إذا أرادت إرساء علاقات ودية مع روسيا، فضلاً عن ضرورة الاعتراف بمواثيق الأمم المتحدة وتطبيقها بشكل كامل، وليس انتقائيا حسب القواعد التي تخترعها أمريكا وتلزم بها العالم، على حد قول البني.