فاينانشيال تايمز: هبوط أول طائرة في مطار هيثرو بعد الاضطرابات

logo
العالم

بإشراف بوتين.. "تحرك نووي" جديد يثير "هلع" الغرب

بإشراف بوتين.. "تحرك نووي" جديد يثير "هلع" الغرب
صاروخ باليستي روسي عابر للقارات يحمل رؤوسا نوويةالمصدر: رويترز
31 أكتوبر 2024، 4:35 م

في الوقت الذي هددت فيه موسكو الدول الغربية، باستخدام الأسلحة النووية خلال النزاع في أوكرانيا، عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المخاوف الأوروبية والأوكرانية، عن إمكانية استخدامه هذه الأسلحة في ميدان المعركة.

وخلال الساعات الماضية، أعلنت روسيا عن إجراء مناورات عسكرية نووية جديدة، تحت إشراف الرئيس بوتين، تضمنت تنفيذ تدريب القوات بالوسائل البرية والبحرية والجوية المشمولة في قوة الردع الإستراتيجية، وإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وكان وافق الرئيس الروسي بوتين الشهر الماضي، على إدخال تعديلات في العقيدة النووية الرسمية التي تحدد الشروط التي يمكن لروسيا بها ستخدام الأسلحة النووية، واعتبار أي هجوم على روسيا بدعم من قوة نووية هجوماً مشتركاً.

واعتبر خبراء لـ "إرم نيوز"، كلام الرئيس الروسي، تحذيرا واضحا للولايات المتحدة، بعدم مساعدة أوكرانيا في ضرب عمق روسيا بالأسلحة التقليدية.

أخبار ذات علاقة

بوتين يهدد الغرب بـ"مجموعة ردود" إن سمح لأوكرانيا باستهداف روسيا

 إجراء استثنائي 

وقال بوتين، على هامش المناورات النووية، إن "بلاده ستعمل على ترتيب عمل المسؤولين، للتحكم في استخدام الأسلحة النووية، في ما يتعلق بالإطلاق الفعلي للصواريخ الباليستية وصواريخ "كروز".

واستدرك بالقول: "إن استخدام الأسلحة النووية، سيكون إجراء شديد الاستثنائية".

وفي شهر مايو / أيار الماضي، أصدر بوتين أوامر للجيش الروسي، بتنظيم تدريبات نووية تشارك فيها قوات سلاح البحرية، والجنود المتمركزون قرب أوكرانيا، رداً على ما قالت إنها "تهديدات" غربية.

ومع هذا التصعيد النووي الروسي، يبقى التساؤل الأبرز: هل المناورات الروسية تحاكي ضربة نووية تُغير خريطة الصراع العسكري في المنطقة؟

بداية، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري، رئيس قسم الإستراتيجية في مركز دراسات الإنثروستراتيجيا، إن "الولايات المتحدة الأمريكية حينما استخدمت السلاح النووي في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، كانت تستهدف فرض الهيمنة الأمريكية على العالم".

 بينما في فترات الصراع بين الاتحاد السوفيتي "وارسو"، وحلف "الناتو"، لم تستخدم السلاح النووي، إلا لأغراض التجارب النووية فقط، بالاضافة لاستخدام اليورانيوم المخصب كأسلحة تكتيكية وليس كأسلحة نووية.

أخبار ذات علاقة

"تبادل التلويح بالنووي".. روسيا تختبر صواريخها والناتو يرد بمناورات

 السلاح النووي

وأوضح رئيس قسم الإستراتيجية في مركز دراسات الإنثروستراتيجيا، في تصريحات خاصة لـ «إرم نيوز»، أن السلاح النووي اليوم يعد قوة رادعة، فلا يمكن استخدام السلاح النووي بين حلف "الناتو"، والاتحاد الروسي؛ لأن كليهما قوتان ضخمتان في الأسلحة النووية.

 ومعنى ذلك أن كل القارة الأوروبية والأمريكية والاتحاد الروسي والجناح الآسيوي منه معرّض لمثل هذه الضربات، ما سيقضي على ثلثي العالم، وهذا الأمر مستحيل، على حد قوله.

وأشار الخبير العسكري، في تصريحاته، إلى أن المناورات التي تحاكي الضربات النووية والتي يقوم بها الجيش الروسي، تتم بمنطق الردع، وليس الاستخدام".

وأكمل: "بينما يمكن استخدام أسلحة نووية تكتيكية مثل انفجار لا يتعدى الـ 5 كيلو مترات كمساحة إشعاعية، فيما المساحة الانفجارية تكون بمنطقة بسيطة لا تتجاوز 100 متر تقريبا.

وأضاف العميد نضال زهوي: "لا توجد مؤشرات على استخدام روسيا هذه الأسلحة التكتيكية، وأما المناورات والتهديدات باستخدام النووي من جانب الاتحاد الروسي، تعتبر "رادعا"، للأمريكان والأوروبيين، بهدف التراجع عن دعم أوكرانيا في أي معركة. 

وأوضح الخبير العسكري، أن ما يقوم به الأوروبيون بمناورات مماثلة، هو لإظهار الجاهزية أمام الاستخدام الروسي فقط".

وأكد أن السلاح النووي، لا يمكن استخدامة اليوم، ولن يستخدم في المستقبل القريب.

رسالة غربية 

من جانبه، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن "المناورات العسكرية النووية الروسية، هي رسالة للغرب، للرد على التصعيد العسكري من جانب حلف "الناتو"، فيما يتعلق بالحالة العسكرية".

إلا أنه استدرك بالقول: "يمكن تفعيل الثالوث النووي الروسي في أي لحظة في حالة التهديدات للأمن القومي الروسي".

وأكد أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ «إرم نيوز»، أن تلك المناورات النووية التي تستخدم فيها صواريخ عابرة للقارات هي رسالة "ردع".

وفحوى هذه الرسالة، بحسب قناة، هي أنه "على الناتو التحلي بالعقلانية وعدم التهور"، لافتًا إلى أن الغرب اختار منذ البداية الميدان كمعركة فاصلة، لحل القضية الأوكرانية؛ لذلك نرى اليوم التحركات الروسية تريد فرض معادلة الردع وليست العسكرة.

وأضاف الدكتور عمار قناة، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح وبشكل واضح أن الخيار النووي هو الأخير، ولن يستخدم إلا في نهاية المطاف، وعلى الغرب عدم التعدي على الخطوط الحمراء، ونحن الآن في مرحلة جديدة من الحرب".

وتلك المناورات النووية الروسية، يمكن لها أن تعزز الآلية الروسية، بالانتقال بالعالم القديم إلى النظام الدولي الجديد المتعدد القطبية، وإسقاط الهيمنة الأمريكية والغربية، بحسب أستاذ العلوم السياسية، قناة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات