الخارجية الأمريكية: ما نريد القيام به هو وقف المذبحة واستخدام الناس دروعا بشرية في غزة
قرر البابا فرنسيس زيارة مدينة أجاكسيو في كورسيكا يوم 15 ديسمبر، التي يطالب سكانها بالاستقلال عن الجمهورية الفرنسية، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس، التي رفض حضورها.
ووفقا لتقرير صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أثار هذا القرار تساؤلات واسعة بين قيادات الكنيسة الفرنسية، لا سيما أن البابا كان قد صرح بوضوح سابقاً بعدم نيته زيارة العاصمة الفرنسية، مشيرة إلى أن هذه الزيارة ستكون الرحلة الـ 47 للبابا خارج إيطاليا، ومن المخطط أن تكون مقتصرة على يوم واحد.
وسيشارك البابا خلال هذه الرحلة في ندوة تحت عنوان "التدين الشعبي في البحر المتوسط"، بتنظيم من أبرشية أجاكسيو، وسيحضرها أساقفة من: إسبانيا، صقلية، سردينيا.
ووفق مصادر من الفاتيكان، سيصل فريق فني الأسبوع المقبل إلى كورسيكا لوضع الترتيبات اللوجستية للزيارة، وتشمل ترتيبات زيارة البابا في أجاكسيو لقاءً مع السلطات المحلية وبعض الشخصيات الرسمية، إلى جانب إقامة قداس.
وأكد التقرير أنه وعلى الرغم من استعداد الفاتيكان، إلا أن توقيت الزيارة أثار قلق الأساقفة الفرنسيين؛ حيث يخشون أن يُفسر غياب البابا عن احتفالات نوتردام في باريس كنوع من الإهمال أو خيبة الأمل لفرنسا.
وبين التقرير بأنه كان من المنتظر أن تشكل إعادة افتتاح الكاتدرائية في 7 و8 ديسمبر حدثاً تاريخياً يجمع الكنيسة والدولة الفرنسية بحضور رؤساء دول وشخصيات بارزة، إلا أن البابا اختار البقاء في روما لترؤس مجمع كرادلة سيُعين خلاله كرادلة جدد، وكذلك للمشاركة في تقليد تتويج تمثال السيدة العذراء بمناسبة عيد الحبل بلا دنس.
وبحسب مصادر قريبة من البابا، كان قرار عدم المشاركة في احتفالات باريس محسوماً منذ فترة طويلة، حيث يفضل البابا فرنسيس تجنب أي حضور قد يتم استغلاله سياسياً، ويميل إلى البساطة والابتعاد عن الأضواء.
يذكر أن حضوره في احتفالات باريس كان سيمنحه مكانة مميزة، لكن البابا، المعروف بنبذه للتكلف والشكليات، فضل عدم استغلال الحدث لتحقيق أي مكسب سياسي.
وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية، إلى أن اختيار كورسيكا كوجهة بهذا التوقيت، يعزى في جزء منه إلى تقدير البابا للكاردينال فرانسوا كزافييه بوستيلو، رئيس أساقفة أجاكسيو، الذي عينه البابا كاردينالاً عام 2023.
ويُعتبر بوستيلو، المنحدر من نافارا بإسبانيا، من الأصوات الداعمة للبابا منذ فترة، لا سيما بعد إصداره كتاباً تناول أزمة الكهنوت، إضافة إلى أن دعم بوستيلو، الذي يحظى بثقة الفاتيكان، يعكس توجهاً لدى البابا نحو تعزيز التعاون الكنسي على مستوى البحر المتوسط.
وخلص التقرير إلى أنه رغم محاولات قيادات الكنيسة الفرنسية لإقناع البابا بعدم الزيارة تجنباً لأي تأويلات خاطئة، خاصة مع الوضع الرمزي الذي تحظى به كورسيكا في الثقافة الفرنسية، إلا أن البابا أصر على موقفه، مؤكداً أهمية الزيارة لأجاكسيو.