الرئيس الفلسطيني يحض حماس على تسليم الرهائن الإسرائيليين

logo
العالم

من شيراك إلى ساركوزي.. كيف استثمرت باريس "الفرانكفونية الأفريقية" لعقود؟

من شيراك إلى ساركوزي.. كيف استثمرت باريس "الفرانكفونية الأفريقية" لعقود؟
تظاهرة مناهضة لفرنسا في النيجرالمصدر: AP
21 أكتوبر 2024، 10:42 ص

ذكرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن "الفرانكفونية الإفريقية" كانت لسنوات مرادفًا للفساد والصفقات المشبوهة والعلاقات السرية بين القادة الأفارقة والنخبة الفرنسية، ما أتاح لباريس الاستفادة من موارد القارة لعقود طويلة.

وأوضحت المجلة في تقريرها أنه مع تزايد الأصوات المطالبة بالاستقلال الحقيقي والتحرر من هذه الهيمنة، يبدو أن هذا النظام الذي كان يُعتبر ثابتًا بدأ في الانهيار.

أخبار ذات علاقة

دوامة الحروب تهزم مبادرات "إسكات البنادق" في إفريقيا

وكشف المحامي واللوبي الفرنسي-السنغالي-اللبناني، روبرت بورغي، في مذكراته الجديدة تفاصيل سنوات من التورط في عالم "الفرانكفونية"، قائلا "إنهم يعلمون أنني أعرف كل شيء"، مشيرًا إلى كونه جزءًا من الشبكة المعقدة التي دعمت النفوذ الفرنسي في أفريقيا لأكثر من أربعة عقود.

وفي كتابه، يقدم نظرة من الداخل على هذه العلاقات، ويثير تساؤلات حول مدى استعداد إفريقيا لتحمل مسؤولية مصيرها والتخلص من هذا الإرث الاستعماري.

كما يكشف بورغي كيف تدفقت الأموال من بعض الرؤساء الأفارقة، مثل فيليكس هوفويت بواني وأومار بونغو، إلى الحملات الانتخابية الفرنسية.

وأشار إلى أن هذه الأموال، التي كان من المفترض أن تُستخدم لتطوير بلدانهم، استُغلت لتعزيز النفوذ الفرنسي والسيطرة على القرارات السياسية في باريس.

يستعرض بورغي في مذكراته أيضًا الشخصيات السياسية الفرنسية التي استفادت من هذه العلاقات، بدءًا من جاك شيراك وصولاً إلى نيكولا ساركوزي.

كما يقدم نظرة معمقة على القادة الأفارقة المؤثرين مثل موبوتو سيسي سيكو ولوران غباغبو وبليز كومباوري، ويصف تداخل المصالح بين هؤلاء القادة والسلطات الفرنسية.

وأكدت المجلة أن بعض المعلومات المالية التي كشف عنها بورغي، مثل الـ15 مليون يورو التي قدمها أومار بونغو، قد لا تكون سوى جزء صغير من الصورة الكاملة.

التحولات في القوى العالمية

وأشارت المجلة إلى أن قراءة مذكرات بورغي تشبه قراءة رواية تجسس مليئة بالحكايات المثيرة، مما جعل الإعلام الفرنسي يركز على الفضائح التي كشفها. وعلى الرغم من أن بورغي لم يُتهم أو يُدان بأي جريمة رسمية، إلا أن اعترافاته سلطت الضوء على العالم السري للعلاقات الفرنسية-الأفريقية.

لفتت المجلة الفرنسية إلى أنه على الرغم من أن نظام "فرانس أفريك" قد لا يكون موجودًا بالقوة نفسها التي كان عليها في السابق، إلا أن فرنسا لا تزال تسعى لحماية مصالحها الإستراتيجية في القارة، ولكن هذه المرة في مواجهة منافسة شديدة من قوى أخرى مثل الصين وروسيا وتركيا.

وأشارت إلى أن هذه القوى الجديدة تدخل الساحة الأفريقية دون العبء التاريخي الذي تعاني منه فرنسا. ومع ذلك، يبقى على الدول الأفريقية استغلال هذا التنوع في الشراكات لصالحها.

وأكدت المجلة أن أفريقيا اليوم تمتلك خيارات أكثر فيما يتعلق بشركائها وإستراتيجيات التنمية، وتقع على عاتق القادة الأفارقة مسؤولية اتخاذ قرارات تخدم مصالح شعوبهم، ورفض الاتفاقيات الاستغلالية التي كانت تفرضها القوى الأجنبية في الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC