إسرائيل في حال تأهب عشية ذكرى السابع من أكتوبر خشية اعتداءات

logo
العالم

عقبات عسكرية أمام أوكرانيا.. وخبراء يرون أن "علامات الضعف بدأت"

عقبات عسكرية أمام أوكرانيا.. وخبراء يرون أن "علامات الضعف بدأت"
القوات الأوكرانية المصدر: رويترز
02 أكتوبر 2024، 6:26 م

في الوقت الذي يُطالب فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الغرب بدعم العملية العسكرية ضد القوات الروسية، تواجه كييف مشكلات عسكرية لأول مرة تتناقض مع تحركات زيلينكسي وتهدد مصيرها.

 وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن العسكريين الأوكرانيين على خط المواجهة يدعون إلى المفاوضات مع روسيا، خوفا من "حرب أبدية".

ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحات للعديد من القادة العسكريين الأوكران، والتي تضمنت حالة القلق والمخاوف من استمرار النزاع مع روسيا، بالإضافة إلى مُطالباتهم بإجراء مفاوضات مع روسيا.

انتكاسة الجيش الأوكراني

وتأتي هذه المخاوف المُفاجئة مُتعارضة مع تصريحات الرئيس الأوكراني زيلينكسي، والتي قال فيها إن نهاية الصراع الأوكراني أصبحت أقرب مما يعتقد الكثيرون، وأن خطته لإنهاء الصراع لا تتعلق بالمفاوضات مع روسيا.

وفي أعقاب هذه التصريحات، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن روسيا لم ترفض التفاوض حول أوكرانيا أبدا، مضيفة أن "ضمن ما تقترحه كييف، التي يقف الأنجلوساكسونيون وراءها، هناك أكاذيب ومخادعة جديدة".

وأكد الخبراء أن علامات الضعف بدأت تظهر جليًا على الجيش الأوكراني داخل أرض المعركة، بعد التقدم الروسي وقدرته على استعادة الكثير من الأراضي في كورسك الروسية، وهو ما تسبب في حالة من المخاوف لدى العسكريين، وخاصة بعد رفع العلم الروسي داخل مدينة أوغليدار الأوكرانية، وهو ما يعني انتكاسة الجيش الأوكراني.

أخبار ذات علاقة

وول ستريت جورنال: أمريكا تُدير ظهرها لزيلينسكي تجنبًا للتصعيد

 

ويقول خبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنه حال حدوث انهيارات أوكرانية وتحقيق روسيا لكافة أهدافها عن طريق العملية العسكرية، فإن موسكو لن تكون مستعدة لأي تفاوض مع نظام زيلينكسي، خاصة في حال نجاح روسيا في السيطرة على أكبر مدينتين في كييف وهما خاركيف وأوديسا.

وأكد سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن هناك تغيرات ما زالت تشهدها الجبهة الميدانية فيما يخص صراع روسيا مع حلف الناتو على الساحة الأوكرانية، والتي بدأت تظهر للولايات المتحدة، وهو ما أثار مخاوف كييف من تأثر الدعم الغربي مما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تستغله موسكو في الضغط بشكل كبير على كافة الجبهات القتالية.

الواقع الاقتصادي الصعب

وأشار الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن رفع العلم الروسي على مدينة أوغليدار الأوكرانية، والتي تعتبر من المُدن الإستراتيجية الهامة، وأداة الربط بين كافة وسائل النقل للجيش الأوكراني، يعني أنه حال نجاح روسيا بالسيطرة على هذه المدينة وكل المناطق المجاورة لها، فإن هذا يُشير إلى أن الجيش الأوكراني أصيب بنكسة.

وتابع المحلل السياسي في تصريحاته: "من الطبيعي بعد هذه المؤشرات، أن يرغب قادة الجيش الأوكراني في عدم التعرض للضربات والخسائر بشكل أكبر وتغيّر في ميزان القوى؛ لذلك بالطبع فإن الأفضل بالنسبة لهم الدخول في مفاوضات من أجل حفظ حياتهم وحفظ ما تبقى من أوكرانيا إذا كانت هناك إرادة سياسية لدى نظام زيلينكسي".

وأضاف أيوب أن قادة الجيش الأوكراني بدؤوا يشعرون بالخوف من صعوبة المشهد القتالي، وإن كان التقدم الروسي يسير ببطء شديد، إلا أن هذه الإنجازات الروسية التي يلاحقها انتكاسات أوكرانية تدعم موقف العسكريين الأوكران، وبالإضافة إلى الواقع الاقتصادي الصعب داخل كييف؛ بسبب حالة الاستنزاف التي ما زالت تعانيها.

وأوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أنه في حال حدوث انهيارات أوكرانية وتحقيق روسيا لكافة أهدافها عن طريق العملية العسكرية، فإن موسكو لن تكون مستعدة لأي تفاوض مع نظام زيلينسكي، خاصة حال نجاح روسيا في السيطرة على أكبر مدينتين في كييف وهما خاركيف وأوديسا، وهو ما يعني بأن أوكرانيا قد هزمت ولا يمكن لها أن تعيد أيًّا من أراضيها، ولا يمكن لها الاستمرار في القتال.

وعن الموقف الغربي، أكد الخبير في الشؤون الروسية أن الغرب وطالما بقي يدعم كييف بالأسلحة المُطورة التي يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الروسية، فإن هذا لا يمكن أن يقلب موازين القوى على جبهة القتال، وفقط يمكن أن يطيل وقت القتال؛ لذا فإن روسيا ترى أن أي استهدافات لأراضيها سوف ينقلب على من قام بهذه العملية. 

واختتم أيوب تصريحاته، قائلا: "روسيا مستعدة للتفاوض ولن ترفض في أي وقت التفاوض، لكن اليوم تبدلت شروطها، وأضافت شروط أخرى على عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو".

من ناحيته، أكد حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت الكثير من القادة العسكريين الأوكران للمطالبة وبشكل كبير للوصول إلى مفاوضات مع روسيا لوقف الحرب، وأبرزها أن الجيش في الفترة الأخيرة تلقى ضربات قاسية وقوية في منطقة كورسك الروسية، وهو ما لم يكن يتوقعه الغرب وأوكرانيا.

نفق مظلم

وأشار أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الضربة القوية التي وجهها الجيش الروسي للأوكران بالعثور على الكثير من الأسلحة الغربية في كورسك الروسية بعد هجومه المضاد والتقدم داخل العمق الأوكراني، تسبب في فقد الثقة لدى العسكريين في قيادات كييف.

وأوضح  فارس، أن المطالب العسكرية بضرورة التفاوض مع روسيا لوقف الحرب، تمثل ضغوطًا كبيرة على كييف، إلا أنه من المتوقع عدم رضوخ زيلينكسي لهذه الدعوات، نظرًا لرغبته في استكمال الحرب واستعادة الأراضي الأوكرانية التي سيطر عليها الروس خلال الأشهر الماضية.

وأضاف الخبير في تصريحاته، أن تعنت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي ومطالبته الدائمة للغرب بالدعم وضرب الأراضي الروسية، لن يؤدي إلى دخول أوكرانيا في نفق مظلم - حسب وصفه -، نظرا لتقدم الجيش الروسي بشكل قوي في الشرق الأوكراني.

أخبار ذات علاقة

حاكم دونيتسك: قوات روسية تصل إلى وسط فوخلدار بشرق أوكرانيا

 

وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أنه "من المؤكد أن روسيا لن تخرج من الأراضي التي تمت السيطرة عليها، وتحديدا الأقاليم الأربعة التي ترغب في السيطرة عليها؛ لأنها تنظر إلى أن هذه الأراضي روسية الأصل، وهنا ستكون نقطة الخلاف؛ مما سيدفع الغرب لاستمرار الحرب العسكرية الأوكرانية في مواجهة روسيا".

وقال فارس، إن الجيش الأوكراني بشكل عام بدأ يظهر بالكثير من التداعيات والضعف في الميدان العسكري، لذا أرى أن الغرب لن يقبل بأي حال من استمرار سيطرة روسيا على الأراضي الأوكرانية؛ نظرًا لأن هذا من وجهة النظر الأوروبية يعتبر تهديدا خطيرا للأمن القومي الأوروبي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC