وزير النفط العراقي: ناقلات إيرانية احتجزتها أمريكا في الخليج استخدمت وثائق عراقية مزورة
بعد مرور 6 أشهر من الهجوم الأوكراني المُباغت على مدينة "كورسك" الروسية، لا تزال الجبهة العسكرية تشهد احتدامًا للصراع بين الطرفين، وسط صمود القوات الأوكرانية في الحفاظ على مُكتسباتها العسكرية، رغم تكبُدها خسائر فادحة وفقًا لبيانات وزراة الدفاع الروسية.
ومذّاك، نجحت القوات الروسية في استعادة معظم الأراضي في مدينة "كورسك"، إلا أنها لم تتمكن بعد من إخراج القوات الأوكرانية بالكامل من أراضيها، رغم نشر قوات مؤازرة كورية شمالية، وفق كييف.
ومع تزايد غضب العائلات الروسية تجاه السلطات الروسية منذ أن فقدت الاتصال بأقاربها المحاصرين في "كورسك"، أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات جديدة، قائلًا: "إن القوات الروسية تقاتل بقوة وكفاءة وجرأة في منطقة الاشتباك القتالي داخل المدينة المُحاصرة".
ومع تأكيدات بوتين باقتراب موعد استعادة المدينة المُحاصرة، أكد القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك ألكسندر خينشتاين، أنه يجري العمل على وضع مقترحات إعادة إعمار "كورسك"، تمهيدًا لتقديمها للحكومة الروسية، حتى دون انتظار التحرير النهائي للمقاطعة بأكملها وإتاحة الفرصة لبدء العمل هناك.
من ناحية أخرى، أعلنت الرئاسة الأوكرانية، ليل الخميس، أن كييف مستعدة لفتح ممر إنساني لتمكين مئات المدنيين الروس في منطقة كورسك التي يسيطر عليها جيشها من العودة إلى أراض تسيطر عليها روسيا، حال تلقيها طلبا رسميا من روسيا الاتحادية، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكد خبراء أن تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين بأن قواته الروسية تقاتل بقوة وكفاءة وجرأة في "كورسك"، تدل على أن موسكو اقتربت من استعادة المدينة المُحاصرة.
وأوضح الخبراء أن كييف ما زالت تستخدم كورسك كورقة للضغط في المفاوضات ضد موسكو، حال الجلوس على مائدة التفاوض، وأن ارتفاع خسائرها هناك يدل على تمسكها بهذه المدينة الروسية.
وبهذا الصدد، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، إن أوكرانيا تعتبر "كورسك" بمثابة ورقة مهمة في يدها لاستخدامها من أجل الضغط على روسيا بشكل كبير، خاصةً أن كييف أرسلت قافلة من المدرعات والدبابات في محور بلدتي "أولانوك وتشيلكسكيا كانابيسكا".
وأكد ملحم، لـ"إرم نيوز"، أن روسيا نجحت في تدمير أكثر من ثلثي هذه المدرعات الأوكرانية، مما يدل على أن كييف تحاول الحفاظ على "كورسك" بشق الأنفس كورقة مهمة للتفاوض حال حدوثها.
وأضاف أن تصريح الرئيس الروسي يؤكد أن قواته تقاتل بقوة في "كورسك"، وأن هذه المعركة تعتبر بشكل عام معركة استنزاف، خاصةً أن هذه القضية بالنسبة لروسيا قد لا تكون تحرير الأرض بقدر ما يسعى إليها الجانب الروسي لتكبد أوكرانيا أكبر قدر من الخسائر، وهذا ما يتحقق؛ لأن التمسك الأوكراني بـ"كورسك" يكلفها الكثير، وهذا ما تريده روسيا، بحسب تعبيره.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، الدكتور نزار بوش، إن القتال الأوكراني في "كورسك" حال استمراره بتلك الوتيرة وسط ضغط من الجيش الروسي على قوات النخبة الأوكرانية، فإنه من المتوقع أن يتم تحرير "كورسك" بالكامل في الربيع المقبل.
وأضاف بوش، لـ"إرم نيوز"، أن القوات الأوكرانية خسرت أكثر من 50 ألف مقاتل في "كورسك" منذ بداية عملية التحرير الروسية لتلك المقاطعة، وأن ارتفاع هذه الخسائر يدل على أن كييف تُحاول التمسك بـ"كورسك" كورقة ضغط للتفاوض أو المساومة بها مع الجانب الروسي في حال الجلوس على مائدة المفاوضات.
واستبعد بوش أن تسمح روسيا بأن تكون "كورسك" ورقة للتفاوض، مؤكدًا أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تم تسريبها، والمسماة بخطة الـ"100 يوم"، تكشف عن بند مهم بسحب القوات الأوكرانية من كورسك، في المقابل ستظل روسيا مسيطرة على المقاطعات الأربعة في الشرق والشمال الأوكرانيين.
