logo
العالم

بعد فوزه.. ما أدوات ترامب "الخاصة" لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟

بعد فوزه.. ما أدوات ترامب "الخاصة" لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟
فلاديمير بوتين ودونالد ترامبالمصدر: Getty image
09 نوفمبر 2024، 1:59 م

أعلن الرئيس الروسي عن استعداده لاستئناف التواصل المباشر بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي المقابل أكد ترامب في أول لقاء تلفزيوني على اعتقاده بأن التواصل مع فلاديمير بوتين سيتم قريبًا، مُعاتبًا بوتين قائلًا: «منذ إعلان فوزه، تواصل مع نحو 70 من زعماء العالم، لكن بوتين لم يكن بينهم»، فيما تثار تساؤلات حول مصير الحرب الروسية-الأوكرانية، وكذلك ماهية أدوات ترامب في إنهائها، ولاسيما إعلانه أنه سينهي الحروب في المنطقة.

وبعد التصريحات المتبادلة بين الرئيسين بوتين وترامب وترحيبهما بالحوار بينهما، يترقب الشعبان الروسي والأمريكي ما تشهده الساعات المقبلة لموقف التحولات في العلاقة بين واشنطن وموسكو، وكيف ستنعكس على مسار الحرب؟

عودة العلاقات وأدوات التنفيذ 

وقال الدكتور محمود الأفندي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن روسيا لم تقطع حوارها قطُّ مع أي دولة من الدول الغربية، بينما الغرب والولايات المتحدة الأمريكية هم من قطعوا علاقتهم وأوقفوا اتصالهم مع روسيا، فأصبحت الاتصالات تتم بوسطاء دوليين، وفي الوقت الحالي تُرحب موسكو بأي مبادرات للسلام والحوار القائم مع مراعاة الأمن القومي الروسي.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» أن الخطة والأدوات الأمريكية لإيقاف وإنهاء الحروب دائمًا تقوم على تجميد الصراع من دون وضع حلول جذرية للقضية، ووفقًا للتسريبات الإعلامية لبعض وسائل الإعلام الغربية، فإن خطة إنهاء الحرب والسلام للرئيس الأوكراني زيلينسكي هي أن تقف كل دولة  عند حدودها، مع إيجاد منطقة عازلة على مساحه 1200 كلم مربع منزوعة من القوات الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

روسيا تستقبل "مرحلة ترامب" بهجمات مكثفة على أوكرانيا

 

ويأتي هذا على أساس أن تضمن أوكرانيا وتلتزم بعدم انضمامها لحلف الناتو لمدة 20 عامًا، وهذا لن تقبله روسيا؛ لأن ذلك يعدُّ تجميدًا للصراع.

شروط روسيا لوقف الحرب

وتابع المحلل السياسي: «الرئيس بوتين أعلن شروط وقف الحرب، أبرزها ضرورة تحييد أوكرانيا، وأن تكون دولة منزوعة السلاح، للحفاظ على الأمن القومي الروسي الذي يعدُّ الأساس لإيجاد حوار بين روسيا وأي دولة في العالم، وأن الوضع الميداني على جبهة  الحرب مع أوكرانيا متقدم لصالح روسيا، وبالتالي فهي لن تخضع للضغوطات التي قد تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تجميد الصراع».

وأشار الأفندي، إلى أنه من الوارد أن يكون لدى ترامب الرغبة في إنهاء الصراع، إلا أنه لا يملك الأدوات، خاصة أنه حال قبول الولايات المتحدة الأمريكية لفكرة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة منزوعة السلاح، يعني ذلك فشل خطة الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الأتحاد السوفيتي لتحويل دول الاتحاد السوفيتي السابق، خاصة الأوروبية منها إلى حالة عداء جيوإستراتيجي لروسيا، كما تم مع  جورجيا ومولدافيا.

0e358457-b214-46a5-afae-d95fadd8fa6a

وأوضح الخبير في الشؤون الروسية، من الصعب اتخاذ هذا القرار الأمريكي الصعب  وتحييد أوكرانيا؛ لأن الأمر يعني اعتراف أمريكي بأن روسيا أصبحت دولة قوية قطبية في العالم، وانتهاء النفوذ الأمريكي في أوروبا، وهو ما قد يؤدي إلى إزاحة ترامب من السلطة أو اغتياله كما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق روزفلت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وترسيخ علاقات مع روسيا، متحديًا الدولة العميقة المعادية لروسيا، وبعدها تشكل حلف الناتو وبدأت الحرب الباردة.

أهداف حلف الناتو

وأضاف المحلل السياسي أن أهداف حلف الناتو القديمة وغير المعلنة والقائمة على طرد الاتحاد السوفيتي خارج أوروبا، ودخول الولايات المتحدة الأمريكية بديلًا منه، وكذلك تحجيم الدولة الألمانية بحيث لا تنمو سياسيًّا أو عسكريًّا وتحجيم الجيش الألماني، كل ذلك يؤكد صعوبة أن تتنازل الدولة الأمريكية عن كل هذه السياسات بمجيء دونالد ترامب الذي سيواجه تحديات كبيرة إذا كان لديه الرغبة في إنهاء الهيمنة الأمريكية في تلك المناطق، والتحول إلى التركيز على المشكلات الداخلية لأمريكا.

وقال الأفندي، إن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لصالح روسيا تعني خسارة الناتو والولايات المتحدة الأمريكية وإنهاء الهيمنة الأمريكية في أوروبا، وأن روسيا لن تقبل إنهاء الصراع إلا إذا تحولت أوكرانيا إلى دولة محايدة.

وبين أن عامل انعدام الثقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يمكن أن يكون عائقًا أمام إنهاء الصراع، خاصة بعد مراوغتهم لروسيا في اتفاقية مينسك فأصبحت روسيا لا تثق في الأمريكان تمامًا.

ومن ناحيته، قال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن العلاقات بين روسيا وأمريكا قد تعود من خلال قنوات اتصال غير مباشرة خلال الأشهر القادمة، خاصةً أن ترامب الفائز لديه علاقات جيدة مع بوتين، إلا أن إنهاء الأزمة في أوكرانيا يتطلب بذل جهود دبلوماسية من كلا الطرفين الروسي والأوكراني.

سياسة ترامب مع الحلفاء 

وأشار مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» إلى أنه مع وصول ترامب وتسلمه مقاليد الحكم في واشنطن بشكل رسمي سيعمل على تغيير السياسة الأوروبية، إذ تقوم سياسة ترامب بمعاقبة الحلفاء أكثر من  الأعداء.

أخبار ذات علاقة

بوتين ليس منهم.. ترامب تحادث مع 70 زعيما

 

وأكد ديمتري بريجع، أن ترامب يعمل على إيجاد حل للأزمة الأوكرانية من خلال عدة نقاط، أبرزها تجميد الحرب، ما يضمن سيطرة روسيا على 20% من الأراضي الأوكرانية، وإجبار أوكرانيا على التخلي مؤقتًا عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي، إذ يشير ثلاثة من المسؤولين في حكومة ترامب إلى أن أوكرانيا يجب أن تلتزم بهذا الشرط لمدة 20 عامًا، في مقابل هذا التخلي الأوكراني تواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري لأوكرانيا.

وتابع: «أن هذه الخطوة ستمنع روسيا من القيام بعمليات هجومية مستقبلية، فضلًا عن إدارة منطقة منزوعة السلاح يديرها الطرفان الروسي والأوكراني يبلغ طولها 1300 كيلومتر، ويتطلب ذلك التزامًا من جانب روسيا تقريبًا، وفي الوقت نفسه، لن تتولى الولايات المتحدة ولا الأمم المتحدة دور قوات حفظ السلام، وتخفيف الدعم الغربي لأوكرانيا، ما سيجبر زيلينسكي على سلك الطرق الدبلوماسية للتفاوض مع روسيا».

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC