كشفت مصادر مقربة من التيار الإصلاحي في إيران، مساء الخميس، أن الخلافات بين زعيم الإصلاحيين محمد خاتمي والرئيس الأسبق المعتدل حسن روحاني، عرقلت اختيار المرشحين لشغل المناصب الوزارية في حكومة الرئيس مسعود بزشكيان.
وبزشكيان رئيس إصلاحي حظي بدعم من خاتمي وروحاني خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت خلال جولتين في يونيو/حزيران ويوليو/تموز من هذا العام على خلفية وفاة الرئيس الأصولي المحافظ إبراهيم رئيسي في أيار/مايو الماضي جراء تحطم مروحيته الرئاسية شمالي غرب إيران.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن "خاتمي وروحاني قدما عددا من الأسماء لشغل المناصب الوزارية إلى رئيس مجلس قيادة المرحلة الانتقالية للحكومة الإيرانية الجديدة محمد جواد ظريف، الأمر الذي عرقل عملية حسم المرشحين واختيارهم في تولي مهامهم بحكومة بزشكيان".
وأكدت المصادر أن "ظريف وبزشكيان سيجتمعان مع خاتمي وروحاني كل على حدة من أجل حل الخلافات والإسراع بتشكيل الحكومة قبل أن يصدر مرسوم المرشد علي خامنئي بشأن تنصيب بزشكيان يوم الأحد المقبل".
بدوره، أكد المتحدث باسم حزب "نداي إيرانيان" أحد الأحزاب الإصلاحية، وجود مثل هذه الخلافات، معتبراً أن هذه القضية طبيعية في اختلاف وجهات النظر تجاه المرشحين للحكومة المقبلة.
وقال سعيد نور محمدي لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه القضايا (الخلافات) طبيعية في العمل السياسي، خصوصاً وأن كلا من خاتمي وروحاني يريدان نجاح حكومة بزشكيان، لأن الطرف الآخر (التيار الأصولي المتشدد) ينظر إلى أن الحكومة المقبلة هي حكومة الإصلاحيين (خاتمي وروحاني)".
وتتألف الحكومة في إيران من 19 وزيراً، كما تضم منصب النائب الأول للرئيس ومدير مكتبه والمتحدث باسم الحكومة و11 مسؤولاً بمنصب مساعدي الرئيس الإيراني.
من جانبه، قال السياسي محمد رضا نجاد حيدري المقرب من الرئيس الأسبق حسن روحاني لـ"إرم نيوز"، إنه "حتى الآن لم تُحسم المناصب الوزارية في حكومة بزشكيان، فالخلاف يدور حول الوزارات المهمة والحساسة من بينها الخارجية ومنصب النائب الأول وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي".
وبحسب حيدري، فإن روحاني طرح علي لاريجاني لتولي منصب النائب الأول أو أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في حكومة بزشكيان، مبيناً أن الأخير وافق على تولي لاريجاني منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي.
وعند سؤاله عن وجود خلافات بين خاتمي وروحاني حول تشكيل الحكومة الجديدة، أجاب حيدري: "نعم هناك تقاطع في وجهات النظر بشأن المرشحين بين الطرفين، وهذه القضية ستحل بالرجوع إلى جبهة الإصلاحات التي هي المظلة السياسية للأحزاب الإصلاحية في إيران".
وكان ظريف الذي يقود جهود تشكيل حكومة بزشكيان أعلن الأحد الماضي، أنه سيتم الإعلان عن أسماء المرشحين لشغل المناصب الوزارية يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن ذلك.
