توعّدت رئيسة التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، بفرض إجراء حجب ثقة عن أية حكومة مقترحة تضم عناصر من اليسار المتطرف.
وقالت رئيسة التجمع الوطني في البرلمان الفرنسي، مارين لوبان، إن الحزب "سيفرض قيودًا، ويطالب بحجب الثقة عن أي حكومة" بما في ذلك وزراء حزب "فرنسا المتمردة" (اليساري المتطرف)، أو حزب البيئة.
وأعلنت لوبان، المعاد انتخابها على حسابها على منصة "إكس"، أن الحزب اليميني المتطرف سيفرض حجب ثقة عن "أي حكومة كانت"، بما في ذلك وزراء من "فرنسا المتمردة" أو البيئة، في توضيح لموقف حزبها بعد الانتخابات التشريعية.
وقالت زعيمة اليمين المتطرف، التي انتقدت "المستنقع" المؤسسي بعد تصويت يوم الأحد: "هناك شيء واحد مؤكد، سوف تقوم مجموعة التجمع الوطني بفرض قيود على أي حكومة يتمتع فيها اليسار المتطرف، أو نشطاء البيئة بمسؤوليات وزارية"، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.
ويأتي هذا الموقف متناقضًا مع ما صرّح به الأمين العام لحزب التجمع الوطني في البرلمان رينو لاباي، عن نوايا الحزب في حال تشكيل حكومة الجبهة الشعبية الجديدة لليسار.
وقال رينو لاباي، إن حزب التجمع الوطني "لن يفرض حجب ثقة" على حكومة يسارية محتملة إذا اقترحت "إجراءات توافقية"، وذلك في تصريح لصحيفة "لوفيجارو".
من ناحية أخرى، أوضح بعد ذلك "أنه في حالة تشكيل حكومة تضم وزيرًا من حزب فرنسا المتمردة (اليساري المتطرف)"، فإن فرص موافقة حزب التجمع الوطني على خطاب سياسته العامة ستكون "صفرًا تقريبًا"، مما يشير إلى دعم حجب الثقة.
وأردف: "من حيث المبدأ، لا نفرض إجراء حجب الثقة من أجل العرقلة، ولكن كل شيء سيعتمد على الحكومة أو الخطاب السياسي العام أو النصوص المقدمة"، في حين تواصل الجبهة الشعبية الجديدة لليسار المطالبة بمنصب رئاسة الوزراء بعد حصولها على المركز الأول في الانتخابات التشريعية.
وأشار لاباي إلى أن "التوقيت عامل مهم، وأن هناك معايير يجب أخذها في الاعتبار، مثل الأداء الجيد للألعاب الأولمبية"، كما أن هناك مواقف متوافقة بين ائتلاف اليسار واليمين المتطرف، على سبيل المثال، كان حزب التجمع يعارض بشدة إصلاح نظام التقاعد في ربيع عام 2023، وهو القانون الذي يريد اليسار إلغاءه.
اليسار يكافح لاقتراح فريق حكومي
وردًا على سؤال لقناة "إل.سي.إي" حول تصريح رينو لاباي، أكد منسق حزب فرنسا المتمردة، مانويل بومبارد أنه "لا يثق دائمًا في تصريحات التجمع الوطني"، مضيفًا: "أعلم أنه في بعض الأحيان قد تكون هناك تكتيكات وخداع".
ومع وصوله إلى الصدارة، يجد اليسار صعوبة في اقتراح فريق حكومي على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حتى لو أكد الأخير أن "لا أحد فاز" في الانتخابات التشريعية، بسبب تصدّر ثلاث كتل سياسية، دون أغلبية واضحة لأي منها.
ومع ذلك، فإن اقتراح حجب الثقة المحتمل الذي لا يحظى بدعم أصوات حزب التجمع الوطني قد يسمح لحكومة ائتلاف اليسار بالاستمرار.
كما وعد العديد من زعماء المعسكر الرئاسي أيضًا ماكرون في الأيام الأخيرة بأنهم سيدعمون اقتراحًا بسحب الثقة، في حالة وجود وزراء "فرنسا المتمردة" في حكومة ائتلاف اليسار المحتملة.