الإخبارية السورية: انفجارات في دمشق وحماة وفي محيط مطار T4 العسكري بريف حمص
مع تصاعد الخلافات داخل الجبهة الشعبية الجديدة، يواجه اليسار الفرنسي تحديات كبيرة تهدد بتفكك الجبهة؛ بسبب التباين بشأن إقالة الحكومة الفرنسية برئاسة فرانسوا بايرو.
فبينما يسعى البعض للحفاظ على وحدة الجبهة، يرى آخرون أن الصراع على رئاسة 2027 قد يكون هو العامل الأساسي وراء هذه الأزمة.
وبهذا الصدد، قال الخبير الفرنسي في الشؤون الحزبية، جيروم باي، إن "الجبهة الشعبية الجديدة تواجه أزمة عميقة تهدد وحدتها، إذ إن الانقسام الداخلي بين أحزاب اليسار أصبح غير قابل للتجاهل".
وأضاف باي، لـ"إرم نيوز"، أن التوترات حول إقالة الحكومة تكشف عن الافتقار للتنسيق الحقيقي بين الأحزاب المكونة للجبهة، موضحًا أن الحزب الاشتراكي، الذي يُعتبر أحد الركائز الرئيسية في التحالف، قد يفضل البحث عن مخرج سياسي يستفيد منه على المدى الطويل، خاصة في ظل الاستحقاقات الرئاسية المقبلة.
وتابع: "إذا استمرت الخلافات بهذا الشكل، فإن خطر التفكك يصبح حقيقيًّا، خصوصًا إذا استمر غياب الاستراتيجية المشتركة التي تحدد مستقبل الجبهة على المدى القريب".
من جهتها، قالت الخبيرة السياسية الفرنسية في الشؤون الاستراتيجية، مارلين دو بويز، إن "الواقع السياسي في فرنسا يشير إلى أن الجبهة الشعبية الجديدة قد تكون على مفترق طرق حاسم".
وأضافت بويز، لـ"إرم نيوز"، أن الاختلافات الأيديولوجية بين الأحزاب اليسارية تزداد تعقيدًا، وسط سعي بعض أعضاء الجبهة إلى تكريس فكرة الوحدة، بينما يرى آخرون أن الانقسامات الحالية قد تؤدي إلى انهيار هذا التحالف.
ورأت أن الخطر الأكبر يأتي من الصراع على الرئاسة لعام 2027، وهو ما قد يدفع الأحزاب الكبرى داخل الجبهة إلى اتخاذ مواقف متناقضة تؤدي إلى الانشقاق.
وتابعت بويز: "على الجانب الآخر، يبقى هناك أمل في أن تستطيع هذه الأحزاب تجاوز خلافاتها في اللحظات الحاسمة، اعتمادًا على قدرتها على ايجاد قواسم مشتركة في السياسات الكبرى".
وقال السكرتير العام للحزب الاشتراكي، أوليفييه فاور، إن الحزب سيصوت ضد الحكومة إذا لم يتلق ردًّا من رئيس الوزراء حول إصلاحات المعاشات التقاعدية.
وتبقى الفرصة مفتوحة للتفاوض، في ظل تقديم أحزاب مثل اليساريين والبيئيين والشيوعيين مقترحاتها بالفعل.
وتساءل فاور: "هل يجب إقالة الحكومة بقيادة فرانسوا بايرو اعتبارًا من يوم الخميس المقبل؟ وما رأي الناخبين في الجبهة الشعبية الجديدة؟
واستطرد: "طرحنا هذا السؤال عليهم في مونتروي"، إحدى معاقل اليسار في منطقة باريس الكبرى.
في سياق متصل، هدد زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف، جان-لوك ميلنشون، بترشيح مرشحين من اليساريين في جميع الدوائر الانتخابية للنواب الاشتراكيين الذين لن يصوتوا لصالح الإقالة.
ميدانيًّا، نقلت إذاعة "راديو فرنسا" شهادات الفرنسيين حول انهيار اليسار، وسحب الثقة من حكومة بايرو.
ففي ساحة جان جوريس، في قلب مونتروي، كان هناك انقسام في آراء الناخبين اليساريين، مثل سالوما التي عبرت عن شكوكها قائلة: "الإقالة، نعم، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟".
وأمام مبنى البلدية، كان توماس، أحد نشطاء الجبهة الشعبية الجديدة، يوزع منشورات.
وبعد أن استمع إلى الخطاب السياسي العام لرئيس الوزراء فرانسوا بايرو، قال: "استمعت من البداية حتى النهاية، وعندما انتهيت.. كنت محبطًا".
ويدعم توماس اقتراح الإقالة من قبل اليساريين، ويأمل في أن ينضم الحزب الاشتراكي إلى هذه المبادرة.
أما الناشطة ناتالي، فقد عبرت عن رفضها لانقسام الجبهة الشعبية الجديدة بسبب الخلافات بين الأحزاب اليسارية.
وقالت: "الناخبون في الجبهة الشعبية الجديدة ينتظرون منهم أن يتحدوا، أن يتّفقوا، وأن يكون لديهم استراتيجية مشتركة".
وأضافت: "نعم، سيكون هناك نقاش حول إقالة الحكومة، لكنني حقًّا أعمل من أجل هذه الوحدة، ولا أريد إطلاق أي اتهامات ضد أي طرف".
أما برنار، فيرى أن الجبهة الشعبية الجديدة ستنهار في النهاية.
وقال: "الحزب الاشتراكي يريد إيجاد مخرج أيضًا.. أعتقد أنه يريد الخروج من الجبهة الشعبية الجديدة ليتمكن من ترشيح مرشحه للرئاسة في 2027.. الجميع في هذه القضية يلعبون من أجل رئاسة 2027".