وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني: ملتزمون بتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة
فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجددًا بالرئاسة ليكون ثاني الرؤساء الأمريكيين الذين يفوزون بولايتين غير متتابعتين منذ 136 عامًا، وهي رئاسة ستكون غير مسبوقة، ويرى مراقبون أنها ستشكل منعطفًا شخصيًا لترامب وبلاده لاعتبارات عدة.
وأول تلك الاعتبارات، وقبل الخوض في أسباب فوزه وخسارة منافسته كامالا هاريس، أنه عاد إلى البيت الأبيض مدعومًا بسيطرة جمهورية مهمة على مجلسي الشيوخ والنواب، لتكون أهم وعوده التي يكرر التشديد عليها مثل فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، والسيطرة على الحدود وترحيل المهاجرين المخالفين، أمرًا محتومًا، وسهلة المنال لتمريرها، لا سيما في ظل علاقته الوطيدة مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون.
إضافة إلى الاكتساح الجمهوري هذا، يرى مراقبون أن ترامب أمام مرحلة تاريخية لصناعة تاريخ بلاده، وهو الذي قال إنه "سيقلب الأمور في أمريكا رأسًا على عقب وبسرعة".
ومع فوز تاريخي صاحبته منافع شخصية لترامب بإبطال أو تمييع الأحكام القضائية ضده، يراهن مراقبون على أن الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، صنع المستحيل وأن وعوده التي قطعها ستكون محل تنفيذ دون أدنى شك، وفي اليوم الأول من جلوسه على كرسي بايدن، الرئيس الحالي الذي ساهم إلى حد كبير بإفشال خطط حزبه وهاريس في الوصول للرئاسة لفترة أخرى.
وما يميز ولاية ترامب الجديدة، أنه نجح فيها وبامتياز بالوصول للبيت الأبيض، بنتيجة كبيرة، وغير مسبوقة، خصوصًا في الولايات المتأرجحة، وتحديدًا بنسلفانيا، وكسر ترامب بفوزه جميع توقعات استطلاعات الرأي التي أكدت أن حجم التأييد بين المنافسين متقارب جدًا، وأن الفوز سيكون وفق هامش ضئيل.
ترامب أيضًا، وفي ولايته الجديدة التي تصاحبها أزمات ليست بالسهلة، من صراعات وحروب، يراهن مراقبون على أنه ستكون له بصمة فيها، لا سيما في غزة، حيث يتوقع أن ينهي المفاوضات مع حركة حماس وينجز صفقة تبادل الأسرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث لا يستبعد مراقبون أن يكون نتنياهو قد أطال أمد الحرب في غزة لتحقيق أهدافه، وفي نفس الوقت يمنح ترامب هدية المنصب بعقد صفقة فشل في تحقيقها سلفه.
أما عن أسباب خسارة هاريس، فإن ترشيحها محل بايدن في الرمق الأخير من السباق الرئاسي، دون إستراتيجية أو خطة محسوبة، إضافة إلى عدم اهتمام الناخبين بالخطط التي رسمتها لهم، لا سيما أنها خطط غاب عنها الشق الاقتصادي المفيد لهم، على عكس ترامب الذي وعد بتخفيض الضرائب على المواطنين ورفع الرسوم في التعريفات الجمركية، كانت من أهم أسباب سقوط هاريس المدوي في السباق الرئاسي بناءً على حجم حصيلة المرشحين، وفق ما يرى مطلعون.
ومن المؤكد أن السقوط الصعب لهاريس يمنح ترامب ميزة إضافية، فهو الذي أخرج بايدن من السباق وأحرجه في مناظرة تاريخية لن ينساها العالم، وهو ذاته من قلب طاولة الحزب الديمقراطي من خلال رهانه على هاريس محققًا انتصارًا كبيرًا وهزيمة مدوية ضد خصومه.
حظوظ ترامب التي ساعدته على الفوز، لا تقتصر على مواجهته للمنافس "الضعيف" بايدن، أو حتى على هاريس، التي صرح مسؤول في حركة "حياة السود مهمة"، في ليلة الانتخابات بأنها وحزبها "جعلوا السود في أمريكا فقراء وبلا تعليم"، مضيفًا "ندمت على تصويتي لهم".
بل ساعدته أيضًا للوصول إلى الرئاسة محاولة الاغتيال الأولى التي أكسبته شعبية وتأييدًا غير مسبوقين، استغلها ترامب لصالحه، وهو المعروف باقتناص الفرص، فرب رصاصة نافعة لا توصلك للهدف فحسب، بل توصلك له بإزاحة خصمين في فترة وجيزة "بايدن وهاريس".
ويؤكد مراقبون أن هزيمة الثلاثاء سجل فيها ترامب اسمه ومنحته دفعة قوية بعد موجة من المعارك والأزمات والسقطات الشخصية، حيث ستتكفل رئاسة 2024 بمحوها وتفتح له صفحة جديدة، يقولون إنه سيملؤها بتحقيق وعود قطعها لشعبه وللعالم وأخرى شخصية بالانتقام من خصومه.
اللافت، والسؤال الأكثر ورودًا على الأذهان، هو: كيف كان سيبدو شكل السباق الرئاسي إذا لم يقرر بايدن "الضعيف" أساسًا، الانسحاب وترشيح "الحصان الرابح"، كامالا هاريس، التي هُزمت بنتيجة كبيرة من منافسها رغم التصور الذي ساد بأنها ستشكل الفارق؟