في خضم المحاولات الأمريكية لإنهاء النزاع الروسي الأوكراني، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تسريع وتيرة المرحلة الأولى من المفاوضات بشأن انضمام كييف إلى التكتل بحلول مارس آذار المقبل.
وقالت جيسيكا روسينكرانتس، وزيرة الشؤون الأوروبية السويدية، إن أوروبا بحاجة إلى اغتنام الفرصة لانضمام أوكرانيا لبدء المناقشة الأولى في محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ومن الأفضل أن يتم ذلك بحلول مارس، وفقا لصحيفة "بوليتيكو".
وفي فبراير شباط 2019، تمت إضافة صياغة بشأن التكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي إلى دستور أوكرانيا، بما في ذلك تنفيذ المسار الاستراتيجي للدولة للحصول على العضوية الكاملة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وشهدت قمة الاتحاد الأوروبي، في 14 ديسمبر كانون الأول 2023، إطلاق مفاوضات بشأن العضوية المستقبلية في الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا ومولدوفا، بعد أن منح الاتحاد أوكرانيا ومولدوفا وضع "الدولة المرشحة للانضمام" في 2022، ووضع عدة شروط صارمة لبدء مفاوضات الانضمام رسميا.
واعترف الاتحاد الأوروبي مرارا بأن هذا القرار كان رمزيا إلى حد كبير، ويهدف إلى دعم كييف وكيشيناو في مواجهتهما مع موسكو.
ومع محاولات دول أوروبا بدء المرحلة الأولى من محادثات انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، تساءل مراقبون عن مدى إمكانية تحقيق هذه الخطوة.
الأكاديمي بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، قال إن دعوة الاتحاد الأوروبي إلى محادثات أولية مع أوكرانيا لضمها إلى دول الاتحاد لا تعني أنها ستنضم مباشرة للعضوية، مشيرا إلى أن تركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ قرابة 3 عقود ولم يحدث أي تقدم في الانضمام.
وأكد القليوبي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن دعوة أوروبا لتلك المحادثات مع كييف هي رسالة سياسية بامتياز لروسيا، وأن الجميع يعلم، سواء موسكو أو بروكسل أو كييف، أن أوكرانيا غير مؤهلة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي اقتصاديا.
وأضاف أن هناك دولا مثل المجر سوف تفرض فيتو على انضمام كييف؛ لأن انضمام أي دولة جديدة لعضوية الاتحاد الأوروبي يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء.
من جانبه، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إنه منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني الأسبق المؤيد لروسيا عام 2014، كثفت أوكرانيا جهودها للانضمام إلی تكتل الاتحاد الأوروبي، وزاد دعم بعض الدول المعادية سياسيًا واجتماعيًا لموسكو ترشيح أوكرانيا إلى عضوية الاتحاد عام 2022، أي بعد أربعة أيام من الهجوم الروسي على أراضٍ أوكرانية.
وأضاف حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن كل هذه الخطوات الأوكرانية أو الأوروبية لدعم عضوية هذا البلد تخفي وراءها عديد الملفات التي لا يمكن حسمها في ظل الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف أن عضوية كييف في التكتل الأوروبي تحتاج إلی عديد الخطوات التي علی أوكرانيا القيام بها، منها مكافحة الفساد، واحترام الأقليات، واحترام المؤسسات وفصلها أيضًا .
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه الأمور تفتقدها كييف، خاصة ملف الفساد، خلال الأشهر الماضية كشفت صفقات فساد مشبوهة للجيش وفي التمويل الغربي لأوكرانيا، وفي المقابل تحاول بروكسل الضغط على موسكو لإجبارها على التفاوض مع أوكرانيا لإجراء سلام دائم.
وتابع حميد: "خلف الكواليس بالاتحاد الأوروبي تتم مناقشة ملف إعادة توريد الغاز الروسي مجددا، وتخفيف الضغوطات الاقتصادية الداخلية، كما تتم دراسة تطبيع العلاقة مع موسكو أو عبر وسطاء مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد يكون أحد شروط المفاوضات بين كييف وموسكو الموافقة على عضوية أوكرانيا في الاتحاد مقابل رفض قبول عضويتها في حلف شمال الأطلسي".
وأضاف حميد أنه ربما يخلق منح العضوية الكاملة لأوكرانيا العديد من المشكلات الجديدة للاتحاد الأوروبي، لدرجة أنه قد يقضي على الكتلة بشكل أو بآخر؛ لأن العديد من الدول الأعضاء قد ترفض قبول دولة كأوكرانيا ضمن التكتل.
