logo
العالم

مخطط استهداف "العمق الروسي" يفاقم خلافات حلفاء أوكرانيا

مخطط استهداف "العمق الروسي" يفاقم خلافات حلفاء أوكرانيا
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيالمصدر: (أ ف ب)
29 أغسطس 2024، 1:31 م

عبدالهادي كامل

يرى خبراء أن حالة الانقسام بين حلفاء أوكرانيا التي بدأت تظهر إلى العلن، منذ الحديث عن استهداف العمق الروسي، يعود في بعض جوانبه إلى الخوف من الرد الروسي غير المتوقع.

وظهرت اختلافات مواقف حلفاء أوكرانيا بشأن توجيه ضربات ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، بعد مناشدات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحلفائه برفع جميع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف على الأراضي الروسية، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وطُرحت تساؤلات بشأن انعكاسات هذه الخلافات غير المتوقعة في خضم الدعم الأوروبي المتزايد لكييف، على مسار الحرب وما إذا كان سيصبح عاملًا أساسيًا في إطالة أمدها والرجوع بعجلة المفاوضات خطوات عدة للوراء.

ويرى خبراء أن موقف حلفاء أوكرانيا بشأن توجيه ضربات أوكرانية عنيفة في العمق الروسي، ردًّا على استهداف روسيا لبنك الأهداف الأوكراني، قد يرتب أوراق اللعبة والدعم الغربي لأوكرانيا خلال الساعات المقبلة، خاصة بين الولايات المتحدة وألمانيا اللتين تعارضان قيام أوكرانيا بهذه الخطوة، وأيضا قد تتزايد الخلافات بينهما مع كييف؛ بسبب تصريحات زيلينسكي، والتي وصفها بعض الساسة في واشنطن بأنها تصريحات غير مسؤولة.

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي يضغط لكسر القيود.. فهل تسمح واشنطن بضرب العمق الروسي؟

 

وأكد الدبلوماسي الروسي الأسبق، ألكسندر زاسبكين، أن هناك حالة من الانقسام "فلأول مرة تظهر بين كييف وحلفائها في الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة وألمانيا خلافات ازدادت حدتها الآن، بعد خروج العديد من القادة الأوكران وعلى رأسهم فولوديمير زيلينكسي يشكون ويهاجمون الغرب من تقييد قدراتهم العسكرية في الرد العسكري على روسيا، على الرغم من الدعم الكبير، خلال العامين ونصف العام الماضية".

وأشار الدبلوماسي السابق، في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن أوكرانيا تواجه الآن تهديدًا وجوديًّا من جانب روسيا، بعد أن نجحت القوات الروسية في تحقيق الكثير من المكاسب العسكرية في أرض المعركة، لذا تحاول الضغط على الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا للموافقة على استخدام الصواريخ الأمريكية "أكسكاليبر" وغيرها من القذائف المدفعية التي قد تغير أوراق اللعبة، حال الموافقة على استخدامها.

وأضاف ألكسندر زاسبكين، أن الغرب دعم أوكرانيا بصواريخ متعددة الأنظمة التكتيكية، وأبرزها "ستورم شادو" و"تاورس" يصل مداهما إلى 500 كم، واشترطت عدم استخدامها في ضرب الأهداف الروسية.

وأوضح أن ذلك يرجع للخوف من الرد الروسي القاسي غير المتوقع، وهو ما حدث في استهداف بنك الأهداف الأوكرانية في العديد من المقاطعات الشرقية والشمالية ردًّا على محاولات أوكرانيا السيطرة على كورسك.

وأشار إلى أن هذا السيناريو سيتكرر، ولكن بشكل أقوى، وقد يصل إلى استخدام العقيدة النووية، في حال استخدام هذه الأسلحة الغربية في الهجوم على روسيا.

من ناحية أخرى، قال الدكتور فولوديمير شوماكوف، المستشار السابق لمحافظة خيرسون الأوكرانية، إن الخلاف يكمن في رغبة كييف باستخدام الأسلحة الغربية التي اشترتها وحصلت عليها من الغرب في الدفاع عن نفسها من الغزو الروسي، وأيضا لدعم الأسلحة الأوكرانية المستخدمة حاليا في المعركة، والتي نجحت في تحقيق أهداف ونجاحات كبيرة، أبرزها ضرب المطارات ومستودعات ومخازن الأسلحة الروسية، وأن استخدام الأسلحة الغربية والتي تتمتع بدقة وسرعة عالية قد يحوّل مسار الحرب بشكل كلي، وتجبر روسيا على الجلوس للمفاوضات.

وأشار المستشار السابق لمحافظة خيرسون الأوكرانية، إلى أن هناك انقسامًا حادًّا داخل حلف شمال الأطلسي؛ بسبب الدعم الأوكراني وتحديدًا بين كندا وفنلندا وبولندا بعد رفضهم القاطع لأوامر الولايات المتحدة بمنع استخدام الأسلحة الغربية في الحرب ضد روسيا، وقيامهم بإعلان الموافقة الصريحة لأوكرانيا باستخدامها في ضرب الأهداف الروسية، وتأييد الموقف الفرنسي بالسماح لأوكرانيا بالدفع عن نفسها بأي شكل من الأشكال.

وأضاف فولوديمير شوماكوف، أن إحجام الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا عن الموافقة يأتي خوفًا من الرد الروسي العنيف الذي قد يُطيل القوات الأجنبية وقواعدها الموجودة في البحر الأسود وفي دول القارة العجوز وتحديدا دول البلطيق المجاورة لروسيا، وأيضا خوفا من التأثير على الداخل الأمريكي تزامنا مع الانتخابات الرئاسية التي يراقبها العالم.

وأوضح أن هذا الخلاف سيأخذ مسارًا مغايرًا، في حال تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض مجددًا. وتتزايد الخلافات والانشقاقات داخل الناتو بسبب رغبته في تجميد الصراع عكس كامالا هاريس، التي تسير على نهج الرئيس الحالي جو بايدن نفسه.

أخبار ذات علاقة

كييف تنتظر ضوءا أخضر لاستخدام صواريخ "ستورم شادو".. فما هي؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC