اتفاق "تشابهار".. تعزيز لموقف الهند أمام التقارب الصيني الباكستاني

يعد الاتفاق طويل الأجل لتطوير ميناء "تشابهار" الذي تمَّ توقيعه بين الهند وإيران في منتصف يناير/كانون الثاني 2024، عُنصرًا حاسمًا في إستراتيجية نيودلهي الهادفة إلى تجاوز باكستان للوصول إلى أسواق آسيا الوسطى وموازنة التعاون المتنامي بين الصين وباكستان، وفق ما ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي في تقرير له اليوم الأحد.

كما يعد ميناء تشابهار، الذي يقع في مقاطعة سيستان- بلوشستان الإيرانية على الساحل الجنوبي، وتم تطويره منذ عام 2016 من قِبل الهند وإيران لتعزيز الاتصال والعلاقات التجارية، بحسب ما جاء في التقرير، "ذا أهمية إستراتيجية لكلا البلدين، حيث كان النقطة المحورية في المعادلة الهندية الإيرانية في السنوات الأخيرة".

لكن التقدم في المشروع ظلَّ بطيئًا، إذ ابتعدت الهند عن التطوير بعد أن شددت واشنطن العقوبات على طهران في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الإيراني، رغم إعفاء "تشابهار" من العقوبات، وأيضًا بسبب عدم وجود خطة طويلة المدى، وفق التقرير.

ولفت التقرير إلى أن الاتفاق النهائي تمَّ توقيعه في طهران منتصف الشهر الماضي، من قبل وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، ووزير التنمية الحضرية الإيراني، مهرداد بازرباش، بعد سنوات من المفاوضات ليكون بديلًا عن العقد السابق الذي تم التوصل إليه بين شركة IPGL الهندية وشركة Arya Banader الإيرانية في عام 2016.

وأضاف أن نيودلهي كانت تحث طهران على الالتزام باتفاق أطول أمدًا لتوفير المزيد من اليقين للمستثمرين المحتملين، لكن طهران لم تكن مرتاحة بشأن بند التحكيم في الاتفاق الأصلي لعام 2016 الذي ينص على إحالة النزاعات إلى محاكم أجنبية.

ونقل التقرير عن أشوك سوين، أستاذ أبحاث السلام والصراع في جامعة أوبسالا في السويد، قوله: "إن محادثات جايشانكار في طهران غطت أيضًا وجهات النظر حول ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)"، مشددًا على الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية لهذا التعاون بين الهند وإيران في ضوء أن الميناء يمتاز بسهولة تطويره كمركز لإعادة الشحن بحكم قربه من طرق التجارة الأكثر ازدحامًا في العالم.

وخلُص التقرير إلى أن الهند بهذا الاتفاق أحدثت توازنًا ووفرت دعمًا لاقتصادها في مواجهة التقارب والشراكة المتنامية بين الصين وخصم الهند التاريخي، باكستان.