الأمن السوري يضبط شحنة مخدرات قادمة من الجانب اللبناني في سرغايا بريف دمشق
قال مصدر كبير في وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الجمعة، إن المرشد علي خامنئي سيحدد الموقف النهائي من رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استئاف التفاوض مع طهران.
وأضاف المصدر في حديثه لـ"إرم نيوز" عن الرسالة، التي تسلمتها طهران يوم الأربعاء الماضي من ترامب "الرسالة لا تزال قيد الدراسة وجرى تسليمها إلى مجلس الأمن القومي الإيراني وهي الجهة المعنية بقرار الرد على الرسالة من عدمه أو بالدخول في التفاوض أو لا".
وأضاف "إن مجلس الأمن القومي الإيراني بعد مراجعة الرسالة سوف يرفع تقريراً إلى المرشد علي خامنئي لاتخاذ الموقف النهائي منها".
وأشار إلى أن تجربة التفاوض مع الولايات المتحدة كانت "مريرة للغاية"، مشيراً إلى أن إظهار الإدارة الأمريكية بالرغبة بالتفاوض والحوار مع طهران "ليست صادقة".
ويترأس مجلس الأمن القومي الإيراني بحسب الدستور في البلاد الرئيس مسعود بزشكيان وكما يشمل في عضويته كبار المسؤولين فيما يتولى رئاسة أمانة المجلس الجنرال علي أكبر أحمديان القائد في الحرس الثوري.
وأضاف المصدر "أن الولايات المتحدة تتبع سياسة استعلائية وتهيئ شروطاً مسبقة لأي مفاوضات"، مضيفاً أن هذه الأساليب لم تحقق نتائج مع إيران في السابق"، موضحاً أن طهران لن تخضع لهذه الضغوط وأنها ترفض أي شروط تعسفية لبدء المباحثات.
ورأى أن قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات على وزير النفط الإيراني بأنها "تؤكد عدم جدية واشنطن بالدخول في مفاوضات مع طهران"، مبيناً "فرض عقوبات جديدة الهدف منها الحصول على مزيد من الامتيازات في أي مفاوضات محتملة".
وبيّن "أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة بهدف استخدامها كورقة ضغط في حال استئناف المفاوضات مع إيران"، معتبراً أن "إن ترامب أرسل رسالة إلى طهران في محاولة للتأثير على الرأي العام وإلقاء اللوم على المسؤولين الإيرانيين في الأزمات الداخلية".
وعند سؤاله فيما إذا لم تتخذ إيران موقفاً بشأن التفاوض مع واشنطن وقيام الدول الموقعة على الاتفاق النووي باللجوء إلى "آلية الزناد" بهدف تفعيل العقوبات الأممية، قال "إن آلية الزناد أُطلقت منذ عام 2019 ومرت بثلاث مراحل، وكان ممثل إيران حاضراً في الاجتماعات".
وتعتبر آلية الزناد من البنود الأساسية في الاتفاق النووي 2015، وتتيح للأطراف التخلي عن محتوى الاتفاق وإعادة فرض العقوبات الأممية في غضون 30 يوماً.
وانتقد المسؤول بالخارجية الإيرانية ازدواجية الغرب، متسائلًا: "لماذا تُفعل الآلية فقط عند انتهاك إيران للاتفاق؟"، منتقداً بعض المسؤولين في الداخل الذين يدافعون عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم مشاكله، معتبراً أن الإعلام الأجنبي يحمّل الحكومة مسؤولية الأزمات المعيشية.
وفي سياق متصل، قال فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن إيران فقدت العديد من إنجازاتها النووية في خريف 2013 بينما تم إخفاء بعض التفاصيل داخل البلاد.
وأوضح عباسي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني "أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يكن متفائلاً بالمفاوضات في ذلك الوقت، لكنها جرت بضغط من بعض الجهات"، من دون أن يحدد تلك الجهات.
وأشار إلى أن الهوامش الخاصة بالاتفاق النووي الذي أبرمته حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني لم تُنشر، وأن إنجازات نووية تراكمت على مدى 20 عاماً تم التنازل عنها في جلسة واحدة.
وحتى الآن لم تعلن إيران موقفها الرسمي من رسالة ترامب، لكن المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي، قال إن " مراجعة مضمون الرسالة مستمرة وسيتم اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد بعد تقييمها بشكل كامل".
بينما قال علي لاريجاني، كبير مستشاري خامنئي، الخميس، ان "الرئيس الأمريكي يدعي أنه رجل سلام مع أنه نكث العهود بنقضه الاتفاق النووي، وعليه أن يثبت عمليا أنه رجل سلام".
وكانت ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018 وقام بتشديد العقوبات عليها، وفي ولايته الثانية التي بدأت في الـ20 من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، باشرت إدارة بمواصلة سياسة الضغط الأقصى على إيران بهدف تصفير صادرات البلاد النفطية.
وأبدى ترامب في العديد من تصريحاته استعداده للتفاوض المباشرة مع إيران للوصول إلى إتفاق يمنعها من حيازة الأسلحة النووية، فيما رد كبار المسؤولين في إيران من بينهم المرشد علي خامنئي برفض التفاوض.