عاجل

قتلى في استهداف إسرائيلي لمنزل بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة

logo
العالم

كيف توظف إيران مجريات الحرب مع حماس لخدمة مشروعها الإقليمي؟

كيف توظف إيران مجريات الحرب مع حماس لخدمة مشروعها الإقليمي؟
24 أكتوبر 2023، 4:15 م

يرى محللون وخبراء سياسيون أن طهران تعمل جاهدة لترويج نفسها لاعباً أساسياً في الشرق الأوسط عبر القضية الفلسطينية، بحثاً عن دور أساسي لتثبيت مشروعها الإقليمي من خلال ما تسميه "محور المقاومة"، وأيضاً لإظهار نفسها أمام الغرب قادرة على ضبط المشهد أو تصعيده.

ويقول محللون تحدثوا لـ"إرم نيوز" إن خروج إيران من المشهد بشكل عام، وخصوصاً مما يجري في قطاع غزة، يعني ولو جزئياً انهيار "المشروع الإيراني" الباحث عن امتلاك "حصة كبيرة" في أي معادلات سياسية، في أي تحولات مقبلة.

وقال الكاتب والمختص في الشأن الإيراني المقيم في لندن، محمد المذحجي، إن "إيران تحاول دائماً استغلال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصالح تمددها في المنطقة العربية، من خلال تصوير نفسها كداعم للقضية الفلسطينية عبر ما تسميه محور المقاومة".



وأضاف المذحجي، في تصريح لـ"إرم نيوز": "تُظهر إيران من خلال هذا الصراع نفسها بأنها المنقذ والمحرر لفلسطين، وهي شعارات تتردد منذ 40 عاماً".

ويعتقد الخبير في الشأن الإيراني أن الوجود الأمريكي العسكري في البحر المتوسط اليوم غيّر من المعادلة التي تراهن عليها طهران، مع محاولات واشنطن تفكيك أدوات المشروع في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

هذا الأمر، بحسب المذحجي، جعل الموقف الإيراني "متخبطاً من خلال ما يظهر في تصريحات إعلامية داعية للتصعيد، وما يحدث على الأرض خصوصاً في جنوب لبنان من اشتباكات متقطعة".

ورغم ذلك، يقول المذحجي إن "إيران تواصل استغلال ما يحدث إعلامياً"، للبحث عن مكاسب سياسية في المستقبل.

إيران.. الرابح الوحيد

ولا يستبعد المحلل السياسي العراقي، عبدالرزاق علي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن تكون إيران هي من حرضت وخططت وأشرفت على هجوم حماس في جنوب إسرائيل.

واعتبر عبدالرزاق علي أن "طهران ورطت حماس بحرب لا خاسر فيها إلا المدنيون، وبالأخص الفلسطينيين.. ولا فائز فيها إلا إيران".



وأشار إلى وجود مسارين يجريان في المنطقة قبل هجوم حماس، الأول عسكري من قبل أمريكا لضرب أذرع طهران في المنطقة، وبالأخص في العراق وسوريا، وهو ما يمثل خسارة كبيرة للهيمنة والسطوة الإيرانية، والثاني مشروع تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وكذلك الممر التجاري بين الهند والموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط عبر الدول العربية، وهو أمر سيحد من إيران ودورها الاقتصادي. وأكد أن هذه الحرب أدت إلى تأجيل المسارين إلى موعد مجهول.

وقال إن إيران "هي المستفيد الأكبر من الحرب بغض النظر عن نتائجها"، مضيفاً أن "التهديدات الإيرانية لإسرائيل أبعد ما تكون عن الحقيقة، وأجزم بأن إيران لن تتدخل مباشرة لا في هذه الحرب ولا في غيرها، فهي تملك، مع الأسف، أذرع وميليشيات في العديد من دول المنطقة مستعدة لمحاربة أية دولة نيابةً عنها".

وانتقد المحلل السياسي الموقف الغربي "المتخاذل الذي يتعمد تصديق أكاذيب طهران ومخططاتها ويتحاشى الاصطدام بالدور الإيراني الخطير في المنطقة وعبر العالم، في إذكاء نار الحروب والنزاعات ومساعدة الإرهابيين والميليشيات العابرة للحدود"، كما عبر عن استغرابه لوجود "مؤيدين لإيران وميليشياتها في الوطن العربي رغم الخطر الذي تشكله على المنطقة، وفي مقدمتها الدول العربية والقضية الفلسطينية".

تثبيت نفوذ

ويتفق المحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، بأن إيران أرادت قطع مسار التطبيع في المنطقة خصوصاً بين السعودية وإسرائيل، والتأثير على الاتفاقيات الاقتصادية التي تضر بمصالحها ونفوذها.

وقال بشير: "إيران فتحت هذه المعركة خارج خريطتها، لأخذ مواقع لنفوذها أو منع مشاريع السلام في المنطقة عبر استغلال الوتر العاطفي للشعوب، من خلال الاستثمار بأهم قضية، وهي القضية الفلسطينية".

كما يشير بشير إلى أن إيران أيضاً تستغل هجوم حماس لمحاولة فتح "الباب السني" الموصود أمامها عبر فلسطين وقطاع غزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC